سمسم الرومانسى نائب المدير
عدد الرسائل : 495 العمر : 34 الموقع : مصر العمل/الترفيه : طالب/ الكمبيوتر و التكنولوجيا المزاج : حزين بسبب الجيش و سعيد بالخطوبة نشاط العضو : الدوله : sms : الامل و التفاؤل و الايمان بالله عزوجل هم افضل ما لدى
ارجو الله ان يهدينى و يرشدنى الى الطريق السليم
و يزيدنى صبرا و حكمة من لدنه
و ادعو الله لى و لكم بالتفوق و النجاح دائما الشهره : 8 تاريخ التسجيل : 18/02/2011
| موضوع: القسم الثاني من ملحمة الإمام علي او القصيدة العلوية المباركة الجمعة 11 مارس 2011 - 1:08 | |
| كان القسم الأول انتهى بالبيت التالي:
وحسبُهُ إذ تربَّى في ظلالهما&أنَّ البريَّةَ تدعوهُ مربِّيها
ملحمة
الإمام علي
أو
القصيدة العلويّة المباركة
حديث أمير المؤمنين عن نشأته
وحدَّث المرتضى عن نشئهِ بحمى&طهَ وعن نعمٍ قد كان لاقيها
وفاخر العربَ العربا بها وبهِ&وبالفعالِ التي قد كان آتيها
فقالَ: من صغرِ سنِّي قد أخذتُ بكل&كلِ الأعاربِ لم لأرهب تجمِّيها
وما ربيعةُ تنساني ولا مضرٌ&مذ كنتُ في نصرةِ الإسلامِ غازيها
علمتمُ موضعي من أحمدٍ وقرا&بتي القريبةُ منهُ الكلُّ داريها
وإنَّ منزلتي منهُ مخصَّصةٌ&ما في الخلائقِ طُرَّاً من يدانيها
نعمْ فقد كنتُ أثوي حجرةُ وأنا&طفلٌ ولي عطفةُ الإشفاقِ يبديها
وطالما ضمَّني لطفاً ومرحمةً&لصدرهِ ضمَّةً ألقى الهنا فيها
وكان يكنُفُني وهوَ الممجَّدُ في&فراشهِ كنفةً بادٍ تحنِّيها
يُمسُّني كرماً جثمانهُ ويُشِمُّ&ني نوافج مسكٍ فاح ناميها
وكان يمضغُ لي فُوهُ الطِّعامِ حُنُ&وَّاً والمضاغةُ لي بالرِّفقِ يعطيها
ولم يجدْ كذبةً لي في صحابتهِ&كلاَّ ولا خطلةً قد كنتُ آتيها
وهوّ الرَّسولُ الَّذي قد كان يصحبهُ&من الملائكةِ الأطهارِ ساميها
مُذ كان طفلاً فطيماً لا يفارقهُ&في نُهرهِ وإذا أدجت لياليها
وكانَ يُسلِكهُ طرقَ المكارمِ بل&أسمى الخلالِ بهِ قد كانَ خاطبها
وكنتُ أتبعهُ فيها اتباعَ فصي&لٍ أمَّهُ لستُ أسهو عن تلقيها
وكانَ في كلِّ يومٍ رافعاً علماً&لي من خلائقهِ حتَّى أرانيها
وكانَ يأمرني بالإقتداءِ بهِ&أوامراً ما أنا ممَّن يجافيها
وكان في كلِّ عامٍ يختلي برُبى&حرَّاءَ يرجو هدى الباري ويبغيها
فكنتُ ثمَّ أراهُ لا يراهُ سوا&يَ في عبادتهِ واللَّهُ رائيها
يومَ الّذي كانَ فيهِ المسلمونَ ثلا&ثةٌ ولا رابعٌ في النَّاسِ تاليها
خديجةٌ وأنا والمصطفى وبنا&ديارةُ الدِّينِ قد شيدت مبانيها
أرى ضيا الوحيِ معَ نورِ الرِّسالةِ في&أشعَّةٍ جلَّ ربُّ العرشِ مسنيها
أشمُّ ثمَّ عبيراً للنُّبوَّةِ فوَّا&حاً ونفحتُها قد ضاعَ مقديها
وقد سمعتُ بأُذني رنَّة ومثا&ني الوحيِ جبريلُ للهادي يؤدِّيها
فقلتُ رنَّةُ من ذي يا محمَّدُ حت&ى قد دوى اليومَ في أذنيَّ داويها
فقالَ قد أيسَ الشَّيطانُ من عبدت&هِ وهيَ زفرتهُ في اليأسِ مبديها
وقالَ تسمعُ ما قد بِتُّ أسمعهُ&وأنتَ راءٍ أموراً بِتُّ رائيها
أصخ فلستَ نبيَّاً بل وزيرَ نبيِّ&يٍ والوزارةُ ما إلاَّكَ كافيها
وابشر فأنتَ على خيرٍ وعافيةٍ&بشارةٌ كنتُ أيمُ اللَّهِ راضيها
أمير المؤمنين ومعجزة الشجرة
روى الأميرُ وما مثلُ الأميرِ خبي&رٌ بالرِّواياتِ عن طهَ ليرويها
فقالَ كنتُ معَ الهادي مُلازمهُ&في مكَّةٍ نتمشَّى في مماشيها
لمَّا أتتهُ قريشٌ وهيَ مُنكِرةٌ&عليهِ بعثتهُ إذ راحَ يُبديها
وافت إليهِ وقالت غيرَ حاشيةٍ&منَ الرَّسولِ ولم ترهب مفاهيها
قد ادَّعيتَ عظيماً ما ادَّعاهُ سوا&كَ من قريشٍ على سامي معاليها
ونحنُ نسألُ أمراً في إجابتهِ&تصُحُّ دعوى لقد أصبحتَ داعيها
منها نحقِّقُ إن كنتَ النَّبيَّ رسو&لَ اللَّهِ للنَّاسِ قد أقبلتَ تهديها
أو ساحراً كاذباً وافيتَ تسحرها&وللضَّلالةِ تبغي أن تُخطِّيها
فقالَ صلَّى عليهِ اللَّهُ مبتسماً&أيُّ المسائلِ جئتم تسألونيها
قالوا: أمامك أشجارٌ ألا ادعُ لنا&تاللَّهِ واحدةً تأتيكَ تجريها
ناداهمُ: إنَّ ربِّي دونَ قدرتهِ&ما تعجزُ النَّاسُ عنهُ في مآتيها
فإن أجاب نداكم في سُؤالكمُ&هذا بمعجزةٍ في الحالِ يأتيها
أتؤمنونَ وتأتونَ الشَّهادةَ بال&حقِّ الصُّراحِ كما تبدو لرائيها
قالوا: تعم قالَ: إنِّي الآنَ مُنظركم&هذي العجيبةَ في سامي معانيها
وإن أكن عالماً خافي نفوسكمُ&فلا تفيءُ إلى خيرٍ مطاويها
وفيكمُ فئةٌ خُصَّ القليبُ بها&نعم وأُخرى رعايايَ تُجزِّيها
ثمَّ دعا باسمِ باريهِ الشُّجيرةَ دع&وةَ المؤكِّدِ منها أن تلبِّيها
وقال: إن كنتِ حقَّاً تؤمنينَ بيو&مِ الحشرِ واللَّهِ باري الخلقِ ذاريها
وإنَّني لرسولُ اللَّهِ فانقلعي&معَ العروقِ الّتي الأرضونَ تغذيها
وسارعي السَّيرَ نحوي غير وانيةٍ&بطاعةٍ رُحتُ منكِ الآنَ أبغيها
قالَ الإمامُ: ومن بالحقِّ بعثتهُ&أليَّةًصدقَ التبيانَ آليها
ما امهلت فرأيناها إنِ انقلعه&معَ العروقِ وقد لبَّت مُناديها
وأقبلت ولها قصفٌ كقصفِ كوا&سرِ الطُّيورِ إذا أبدت تهيِّيها
وقد سمعنا حفيفاً في أسامعنا&لها ومعهُ دويٌّ كادَ يؤذيها
حتَّى إذا ما دنت من أحمدٍ وقفت&لديهِ مبديةٌ طوعاً تذلِّيها
ورفرفت ثمَّ ألقت فوق هامتهِ&بغصنِها السَّامقِ الأعلى يُحيِّيها
وبعضُ أغصانها قد ظلَّلتني حي&ثُ كنتُ في القربِ منهُ في تلقِّيها
وعندَ ما رأتِ النَّاسُ العجيبةَ قا&لت وهي تُكبرُها والكفرُ معميها
مُرها فترجعُ ثمَّ عُد فمُر فيوا&في طائعاً نصفها من دونَ باقيها
فكانَ ما اقترحتْ حتَّى رأيتُ غُصُو&نها على المصطفى بادٍ تجمِّيهَا
قالت عتوَّاً وكفراً: مُر ليرجعَ ه&ذا النِّصفُ والهُزءُ مرسومٌ على فيهَا
فعادَ أدراجهُ نصفُ الشُّجيرةِ لل&ثَّاني وعادت كما كانت بماضيهَا
قالَ: الإمامُ: فوَّحدتُ المُهيمنَ تو&حيداً بألفاظهِ إذ رُحتُ تاليها
وقُلتُ: إنِّيَ يا طهَ لأوَّلُ مُؤ&منٍ بأنَّكَ هادي الخلقِ راعيهَا
وأوَّلُ النَّاسِ إقراراً بطاعةِ هـ&ذهِ الُّجيرةِ تُدنيها وتُقضيهَا
ولم يكن من قُريشٍ وهيَ تائهةٌ&في ظلمةِ الكُفرِ تغشاها دياجيها
إلاَّ إنِ استسلمت للعينِ كاذبةٌ&عيونَها بالَّذي شامت مرائيهَا
قالت: وحقِّكَ ذا سحرٌ وأحمدُ سحَّ&ارٌ كذوبٌ يُضِلُّ الخَلقَ ثُثئيها
وهل يُصدِّقُهُ إلاَّ كذا وأرو&دوني بقولتهم مذ أسمعونيها
وإنَّني الحقَّ من قومٍ بنصرتها&للحقِّ ما خشيت يوماً مُليميها
سيما الثُّقاةِ كسيماها وقولةُ أه&لِ البرِّ قولتها أنعم بواعيها
ضاءت بأعمالها الحسناءِ أنهرُها&وعمَّرت برضى الباري لياليها
واستمسكت بعُرى القرآنِ وهي بها&سنَّاتُ طهَ وربِّ العرشِ تُحييها
ما استكبرت لا ولا غلَّت ولا حقدت&كلاَّ ولا أفسدت برُّ حوافيها
أجسادُها في فعالِ الخيرِ مُن هكةٌ&لكنَّ ألبابَها الجناتُ تأويها
تقولُ: ممَّا رواهُ المرتضى عُرِفت&هذي العجيبةُ في زاهي تجلِّيها
كما ومنها عرفنا أنَّ حيدرةٌ&قد كان أسبق إيماناً بمجريها
سبق أمير المؤمنين بالإسلام
ضاء الهدى لرسولِ اللَّهِ وانبثقت&أنوارُهُ وإلهُ العرشِ مُسنيها
ببعثهٍ رحمَ اللَّهُ الخلائقَ في&زاهي هدايتها معْ فضلِ هاديها
ومذ أتت أحمد الهادينبوتهُ&لان الوصيُّ بإيمانٍ ملاقيها
فقدرأى الأسنى يضيءُعلى&محمدٍ وهو يخفيه ليخفيها
وكان يسمعُ جبريلاً يشافههُ&بها وآياتها الزهراءُ يوحيها
من قبل سبع سنينٍ من ظهور رسو&ل آلله بالدعوة الناجي ملبيها
وكان حيدرةٌ ماطر شارهُ&في زهرة العمر يستجلي حوافيها
أعوامهُ لم تكن إلا ثلاثة عش&رةً بملقى الهدى قد كان طاويها
إذ ذاك قد رضي الإسلام متبعاً&خطى أبي القاسم المأمون قافيها
وقد تعبد للخلاق قبل جميع&الناس في إثر خير الخلق تجريها
وإن أهل الهدى قد كان أولها&طه وكان عليُ البرُ ثانيها
ثم خديجةُ أمُ المؤمنين هدا&ها اللهُ فاتبعت أحكام باريها
منهم قد ابتدأ الدينُ الحنيفُ بدا&ءةً كمالُ جمال البرِّ غاشيها
وكانت العربُ تلقى المصطفى بتقى&يقضي عبادتهُ الزهرا ويمضيها
وخلفه ولدُ برٌ مع امرأةٍ&تقيَّةٍ تبعا آثارهُ فيها
ثلاثةٌ ليس للأصنام سجدتهم&ولا إليها تولوا مستثيبيها
فتنثني وهي تستنبي ديانتهم&وقلما فقهت غالي مراميها
منها أبو طالب قد كان جاهلها&وشام فيها آبنهُ الصديق صابيها
فجاءهُ سائلاً عنها فقال لهُ&هي الحقيقةُ وضاحٌ تجليها
تبعتُ فيها خطى طه لشرعته ال&غرا وقد أمن الإعثار حاطيها
فقال ما دام للخيرات دعوتها&فانشط وأنت لها وانشر مباديها
كذا الغلامُ عليٌ كان أول من&لها اهتدى قلبهُ إذ راح واعيها
وقال مفتخراً إني نشأتُ على&محضٍ من الفطرة المحمودُ ناشيها
فما عبدت سوى باري الخليقة عن&هدى عبادة برٍّ كنتُ أقضيها
وهاته النفس ما الإشراكُ دنسها&يوماً ولا كان عن باري ملهيها
وتلك نعمى إله الخلق خصصني&بها فأذكرها شكراً لمسديها
نعم أبا حسنٍ أنت السبوقُ إلى الهدى&به الناس أخلق أن تجاهيها
وأنت أول مهدىٍ محتملٍ&مع الرسول أذياتٍ يلاقيها
وأنت أنت أخو الهادي وصاحبهُ&وشرعة المصطفى صفوٌ تآخيها
أمير المؤمنين وإظهار الدعوة
شبَّ العليُّ بظل المصطفى وتبا&شيرُ النبوَّة لا ينفكُّ لا قيها
وكان يصحبهُ في صفو خلوته&إلى مفاوز"حرَّا" معه يأويها
وكان يشهد تلك المعجزات بعي&نيه فيدهش من سامي تبديها
وكان يسمعُ آيات الكتاب إلى ال&رّسول تلقى فتشجيه مثانيها
وكان يحضر جبريلاً وزورته&محمداً بوجوه الوحي يبديها
وليس في الناس غير المرتضى وخدي&جةٍ ملم بذي الحالات داريها
حيى إذا ما بشير الوحي هيأ لل&هدى بشير الورى أمضاه يفشيها
وتلك بعثته الزهرا عليه صلا&ةُ الله للخلق عربيها وعجميها
فصار يدعو إليها من توسم في&ه الخير سراً وخوف الشر يخفيها
بذا ثلاثة أعوامٍ قضى واه&قددا بعض قريشٍ واهتدوا فيها
وبعدها جاءه جبريل يأمره&بأن يجاهر بالإسلام تجريها
وقال فاصدع بأمر الله إنك مب&عوثٌ لتدعو إليه الناس تهديها
أنذر عشيرتك الدنيا بشرعتك ال&غرا وأظهر لها أسنى معانيها
ومذ تبلّغ أمر الله هم به&بهمةٍ ما اعتدا الكفّار يثنيها
ولم يجد عضداً كي يستعين به&على مجاهرةٍ قد كان خاشيها
إلا العلي فناداه وأخبره&ببغيةٍ حسب أمر الله باغيها
وقال هيئ لنا في الحال مأدبةً&وليتقننَّ لها الألوان طاهيها
فرجل شاةٍ على صاع الطعام وأع&ساسٌ لها اللبن النّوقيُّ يمليها
وادعُ الهواشم باسمي كي أشافهها&بأمر ربّي باريَّ وباريها
قام العليُّ بأمر المصطفى ودعا&إلى وليمته أكرم بداعيها
أبناء هاشم هم كانوا عشيرتهُ&ولم يكن فيهم إلاَّ الملبيها
وعدّهم كان عند الأربعين وهم&رجالةُ العرب في إحصاء محصيها
هذي عشيرة طه بل قرابتهُ ال&دُّنيا التي كان للإسلام راجيها
وإذ أتته تلقاها على رحبً&ببشره وانثنى صفراً يحييها
حتى إذا ما استوى فيها المقام لها&مدَّ السماط وفيه ما يشهيها
فأقبلت ورسول الله يخدمها&على الطعام ويعنى كي يهنيها
حتّى إذا أكلت ذاك الطعام ومن&ألبانه سقيت والله كافيها
ظلّ الطعامُ كما قد كان وهو وأي&مُ الله ما كان يكفيْ مستجيعيها
وتلك معجزةٌ للمصطفى وبها&قام العليُّ وعنهُ نرويها
ثمّ قد ابتدر القوم الرسول بذك&رى يمن بعثته يبدي خوافيها
وإذا أبو لهب ٍفي الحالِ قاطعهُ&وموَّة الحقِّ بالتَّضليلِ تمويها
وقال يا ناسُ طهَ جاءَ يسحركم&بذا الطَّعامِ احذروا الإضلال والّتيها
هي انهضوا ودعوهُ أن يغشَّ نفو&س الغير في هذه الدَّعوى ويصيبها
وهكذا ارفضَّ ذاك الإجماع وأن&فس الجماعةِ داجي الكفر غاشيها
وعادَ طهَ إلى تكرارِ دعوتِهِ&وكانَ حيدرةُ المقدَامُ راعيها
حتَّى إذا اجتمعت للأكلِ ثانيةً&على الخِوانِ انثنى طهَ يفاهيها
فقالَ: ما جاءَ قبلي قومهُ أَحدٌ&بمثلِمَا جئتُ من نعماء أُسديها
لكم بها الخير في دنيا وآخِرةٍ&إذا انضويتم إلى زاهي مغانيها
فمن يوازرني منكم فذاك أخي&وذاك يخلفني في رعي ناميها
فلم يجد من لهيب راح مقتنعاً&بصدق بعثته أو راح راضيها
وكلَّما ازداد تبياناً لبعثتهِ ال&زَّهرا أزادتهُ تكذيباً وتسفيها
ثمَّ أبو لهبٍ ناداه ويلكَ لم&يجئْ فتىً قومه ما جئتنا إيها
تبَّت يداهُ فإنَّ الجهل توَّجهُ&والكفرُ في دركاتِ النَّارِ تتويها
وكرَّر المصطفى أقوالهُ علناً&وقد توسَّع إنذاراً وتنبيها
فما رأى غير الباب محجَّرةِ&هيهاتِ ليس يلين النُّصح قاسيها
وأنفساً عن كتاب اللهِ معرضةً&والكفرُ قد كان والإشراكُ معميها
وأحجمَتْ كلُّها عن فيضِ رحمتهِ&معْ يُمنِ دعوتهِ فالكلُّ آبيها
إلاَّ العليُّ فنادى دونها:فأنا&نعماكَ يا هاديَ الأكوانِ باغيها
نادى أنِ اجلسْ ثلاثاً وهوَ يعرِضُ دع&وتهُ على القومِ يبغي مستجيبها
حتَّى إذا باتَ مأيُوساً ومُنزعجاً&منَ الهواشمِ مُعيى عن ترضِّيها
عنها تولَّى إلى حيثُ العليُّ مُنوِّ&هَاً بهِ بينَ ذاك الجمعِ تنويها
وكان ماسكهُ من طوقِ رقبتهِ&يقولُ: هذا لها واللَّهِ يحميها
وقالَ: هذا أخي ذا وارثي وخلي&فتي على أُمَّتي يحمي مراعيها
وقالَ فرضٌ عليكم حُسنُ طاعتهِ&بعدي وإمرتهُ ويلٌ لعاصيها
فارفضَّ جمعهمُ والهُزءُ آخذهم&إلى الغوايةِ في أدجى دياجيها
وهُم يقولونَ: أحكامُ الغِلامِ عل&يٍّ يا أبا طالبٍ كن من مُطيعِيها
كذاكَ حيدرةٌ ماشى النُّبوَّةَ مُذ&نادى بها المصطفى لبَّى مناديها
وشاركَ المُصطفى من يومِ إن وضعَ الأ&ساسَ حتَّى انتهت عليا مبانيها فكانَ أوَّلَ أربابَ الجهادِ جمي&عاً بعدَ أحمدَ في ملقى أعاديها
وكانَ آخرَ من عانى المصائبَ في&سبيلها طالباً رضوانَ مُوخيها
فهل يُباريهِ في هذا الفخارِ مبا&رٍ في البريَّةِ ماضيها وآتيها
أمير المؤمنين والهجرة
من بعدِ إن رفضت طهَ عشيرتهُ&ولم تُجب دعوةً قد كانَ داعيها
وافى قُريشَ جهاراً بالنُّبوَّةِ يد&عُوها إليها وبالأُخرى يُمنِّيها
فغاظها أنَّهُ أمسى يُسفِّهُهَا&بدينها وهوَ لا ينفكُّ لاحيها
وسبُّ أصنامِها قد كانَ ديدنهُ&وشجبُ عُبَّادِها مع مُستثيبيها
وحاولت أن تُناويهِ مُكابرةً&ببطلها مثلما أضحى يُناويها
فلم يكن عندَها شيءٌ منَ الحُججِ ال&كثرى الَّتي أحمدُ المأمونُ يُبديها
وإذ رأت عجزها عنهُ وقُدرتهُ&مالت إليهِ لتؤذيهِ بأيديها
شأنُ الأُلى هجروا الحقَّ المُبينَ جها&لةً وما ملكوا إلاَّ التَّراريها
وكلُّ من ضعفت تاللَّهِ حِجَّتُهُ&بالسَّبِّ والضَّربِ يرجو أن يُقوِّيها
تلكَ الجهالةُ والجُهَّالُ ما عرفت&إلاَّ البذاءةَ في ملقى مُحجِّيها
لكن أبو طالبٍ ما انفكَ ينصِرُ أح&مداً ويردعُ أعداهُ ويُخزيها
حتَّى إذا ماتَ هبَّت وهيَ طالبةٌ&أذيَّةَ المصطفى خالتهُ مؤذيها
وطالما سفتِ النَّاسِ التِّرابَ علي&آهِ أو تقوَّلَ عنهُ الهجرَ مُسفيها
وحقَّرتهَ بما قالت وما فعلت&عنهَ ومعهُ وجارت في تعدِّيها
وفي الأخيرِ رأت أن تقضينَّ علي&هِ والمنيَّةُ من دعواهُ تُنجيها
لكنَّها رهِبت فيهِ عشيرتهُ&وقد يعزُّ عليها أن تُعاديها
وبعدَ أن أعملت في ذاكَ فكرتها&وكانَ إبليسُ نارُ الشَّرِّ يُلظيها
قرَّت على أنَّ فتيانَ القبائلِ تُر&ديهِ جميعاً بضربٍ من مواضيها
بذا يُوزَّعُ فيما بينها دمهُ&وما الهواشمُ أهلٌ أن تُقاويها
فترتضي ديةً عن سفكِ خيرِ دمٍ&إذا رأت أخذها بالثَّأرِ مُعييها تآمرت كذا سرَّاً عليهِ وسا&رت فتيةُ القومِ في أسوا مماشيها
فجاءَ جبريلُ طهَ مُنذراً ولهُ&يقولُ: دع مكَّةً والكفرُ فاشيها
واهجُر فراشكَ فالكفَّارُ طالبةٌ&فيهِ حياتَكَ وانظر كيف تتقيها
وما دجا اللَّيلُ إلاَّ والجناةُ غشوا&دار الرَّسولِ وقد باتوا مُحيطيها
يستنظرونَ إذا ما نامَ أن يثبُوا&ويُرسلوهُ إلى الجنَّاتِ يأويها
وإذ رآهم رسولُ اللَّهِ مالَ إلى&عليِّنا ميلةً حُسنُ الرَّجا فيها
وقالَ: نم في فراشي غيرَ مكترثٍ&إلى الخُطوبِ إذا تدهى دواهيها
والبَس ثيابي وكُن فيها الأمين على&هذي الحياةِ الّتي الرَّحمنُ يحميها
وفي صباحكَ بادر يا أخي كرماً&إلى الأماناتِ أرجعها لأهليها
كذاكَ أوصى بحاجاتٍ مُنوَّعةٍ&وصيَّهُ كانَ بالإسراعِ يُوصيها
وقد مضى غيرَ هيَّابٍ ولا وجلٍ&منَ الخطوبِ الّتي قد راحَ غاشيها
وقد تناولَ في يُمناهُ أتربةً&وكانَ فوقَ رُؤوسِ القومِ ذاريها
بها لقد عميت فاجتازَ مجثمها&وسارَ في هضباتِ الأرضِ يطويها
إنَّ العليَّ على سامي شجاعتهِ&لبَّى الأوامرَ حالاً باتَ مجريها
قد ارتدى بثيابِ المصطفى وعلى&فراشهِ نامَ هاني النَّفسِ هاديها
ولم يهب وثبةَ الفتيانِ إن وثبت&لقتلِ طهَ كما ترمي مراميها
وحبُّهُ لرسولِ اللَّهِ دافعهُ&إلى المخاطرِ خافيها وباديها
ونفسُهُ نفسُ حُرٍّ ما تعزُّ ففي&صيانِ نفسِ أمين اللَّهِ يفديها
أمَّا الجُناةُ فما انفكَّت نُفُوسهمُ&على غوايتها والشَّرُّ مغريها
فجاءهم سائلٌ عن طولِ وقفتهم&وعن رؤوسهمِ والذَّرُّ عاليها
وقالَ: ويلكمُ طهَ لحاجتهِ&في غفلةٍ منكمُ قد سارَ يقضيها
فكذَّبوهُ وقالوا: لا يزالُ على ال&فراشِ يغفو قريرَ العينِ هانيها
فلا يلوحُ ضياءُ الفجرِ إلاَّ ورُو&حُهُ تُفارقُ دُنيانا وتُخليها
حتَّى إذا أصبحوا ألفوا قنيصتُهم&فاتت وآثارُها صعبٌ تقصِّيها
وقد رأوا في فِراشِ المصطفى بطلَ الإ&سلامِ رؤيا أطارت نفسَ رائيها
فأمسَكُوهُ وما هابوا عشيرتَهُ&وإنَّ حِرمَتَهُ كانوا مُهينيها وساءلوهُ عن الهادي فقالَ لهم&لا علمَ عن خُطى قد راحَ خاطيها
طلبتُمُ أن يُخلِّي مكَّةً فأطا&عكم وأمسى بعيدَ الدَّارِ نائيها
وبسمةُ الهُزءِ كانت فوقَ مبسِمِهِ&وكانَ وهوَ يُجيبُ القومَ يُبديها
فجرَّروهُ وقد غيظوا لمسجدهم&وكان أشياخهم فيهِ تناديها
وبعدَ أن حبسُوهُ ساعةً تركو&هُ إنَّهم لم يكونوا مستزيديها
واللَّهُ أنقذَ طهَ من مكيدتهم&فسارَ في هجرةِ محمودُ ساريها
وكانَ معهُ أبو بكرٍ يُرافِقُهُ&إلى المدينةِ إذ حلاَّ مثاويها
وظلَّ في مكَّةٍ ربُّ الوفاءِ عل&يٌّ كي يُتِمَّ رِغاباً كانَ أُوصيها
وأقبلت عجلاً أهلُ الودائعُ تن&شدُ الوصيَّ عليها كي يُؤدِّيها
تقولُ: أينَ وصيُّ المصطفى ليعي&دها إلينا فنحنُ الآنَ نبغيها
فيلتقيها عليٌّ والودائعُ في&يديهِ وهوَ لها في الحالِ يُعطيها
لذاكَ أصبحَ بينَ النَّاسِ مُشتهراً&باسمِ الوصيِّ يُناديهِ مُناديها
ثمَّ لهُ المصطفى أوصى وصايتهُ&بينَ الصَّحابةِ والأنصارِ تجريها
وصايةٌ حِكمُها حِكمُ اليقينِ وما&غيرُ المُكابرِ من يجرا وينفيها
وبعدَ أن كمُلت أعمالُ حيدرةٍ&كما أرادَ صفيُّ اللَّهِ مُوحيها
ولَّى إلى طيبةٍ من مكَّةٍ هرباً&وخلَّفَ الدَّارَ تنعي شركَ بانيها
مشى لهُجرتهِ مشياً على قدمي&هِ في اللَّيالي لتخفيهِ دياجيها
حتَّى إذا ما دنا من طيبةٍ وجدَ الأ&نصارَ والصَّحبَ قد حفَّت بهاديها
كالشَّمسِ من حولِها لألاءُ هالتها&إذا انجلت وهيَ أزهى تلاليها
وعانقَ المصطفى بالبُشرِ حيدرةً&وفرحةُ المُلتقى عيناهُ تُجليها
ثمَّ بكى إذ رأى في أخمصيهِ جُرُو&حاً وهيَ داميةٌ والسَّيرُ مُدميها
وقد أمَرَّ يديهِ بعد تفلَتِه&عليهما فوقها يبغي يداويها
فما اشتكى بعد ذا من أخمصيه وها&تيك الجراحةُ كان الله مبريها
تمَّت كذا الهجرة الكبرى وقصَّتها&تتلى فتطرب تاليها ومصغيها
أمير المؤمنين وتآخي المسلمين
قد رحَّبت يثرب بالمصطفى وتلقَّ&تهُ ببهجتها الكبرى أهاليها
وآل هجرتهِ مع آل نصرتهِ&تزاحمت حوله والبُشرُ ماليها
والبعضُ كان يهنِّي بعضها فرحاً&ثمَّ إلى المصطفى تسدِي تهانيها
وسرَّ أحمد من تلكَ الحفاوةِ في&تلكَ المغاني الَّتي بالعِزِّ يثويها
ولم يطب لاسمها وقعٌ بأذنِ رسو&لَ اللهِ نادى: أَسا صنعاً مسمِّيها
وقال والله لا تُدعى المدينة باس&مٍ قد يشير إلى التَّعبير داعيها
فليطلبِ العفو والغفرانُ من كرمِ ال&رَّحمنِ من باسمها المطروق سمِّيها
وإنَّها طيِيبةٌ مسارحها&عرفاً وفاحت بأهليها شواذيها
وهي "المدينةُ" إنِّي بتُّ واطنها&وإنَّني باسم العرش واليها
بذا أشارَ إلى سامي تمدُّنهِ&وأنَّ مبعثهُ الأسمى مغانيها
وحسبها أنَّها باتت مقرَّ هدا&ية البريَّة فيها قرَّ هاديها
وأنَّ سكَّانها أنصار بعثته&وفضلهم أنَّهم كانوا مريديها
وإذا أقام بها آل هجرته&رغداً وطابت بسكناهم روابيها
آخى الصِّحاب مع الأنصار متَّخذاً&لكلِّ ذاتٍ بهم ذاتاً تصافيها
إلاَّ عليَّا فلم يذكر له أحداً&لذي الأخوة في عالي معانيها
فجاءه سائلاً والدَّمع منبجسٌ&من عينيه وبه سالت مآقيها
وقال: أين أخي حتَّى أخادنهُ&فقال: خِلَّتنا ماضٍ تآخيها
ألم أواخك قبلاً عند هجرتنا&وعند ما دعوتي ناديت: راضيها
إنِّي أخوك بذي الدُّنيا وأنت أخي&وفي الجنان إذا ما رحت ثاويها
وقال: من كنت مولاه فأنت له&مولى وصيَّة حقِّ جئت أوصيها
وكان ذلك بين النَّاس أجمعها&ووسط مجلس مكيها وطيبيها
كذاك كان عليٌّ للرَّسول أخاً&على الشَّدائد ما تدهى دواهيها
وكان يحمل في الميدان رايته&وفوق أنصاره الأخيار يعليها
وكان صاحبه يفضي إليه بما&في نفسه من رغابٍ كان ينويها
فما غزا غزوةً طهَ بسؤددِهِ&إلاَّ وحيدرةَ المقدامُ غازيها
ولا ندا ندوةً للمسلمين بها&إلاَّ وحيدرةٌ من مستشاريها
ولا أراد لخيرِ الدِّين مسألةً&إلاَّ وحيدرةٌ قد هبَّ يجريها
كذاك كان وزير المصطفى ببنا&أساسِ دولته مذ همَّ يبنيها
فقل لمن رام أن يخفي فضيلته&هيهات فالشَّمس لا يخفى تلاليها
وقل لمن رام يدنو لرتبته&أهون عليك الثُّريَّا أن تدانيها
تكنية أمير المؤمنين بأبي ترابٍ
أعيا الجهاد قوى الصَّنديد حيدرةٍ&وكان في نصرة الإسلام معييها
والنَّاس تعلم كم عانى وجاهد في&خير النُّبوَّة أو في قهر عاديها
وهو الحريص على تأييد صاحبها&ونشر كلِّ جليلٍ من مباديها
وذات يومٍ وقد كان المجدَّ بطي&بةٍ يروح ويغدو في مماشيها
خارت قواه الَّتي ما في البريَّة من&يحكيه فيها ولا شخصٌ يقاويها
فنام معتمداً عليا مراحم با&ريه الَّتي لحماة الَّذين يوليها
وقد توسَّدَ ما فوقَ الترابِ ليُع&طي نفسهُ راحةً كانت تُجافيها
فما غفا غفوةً إلاَّ ومرَّ بهِ&مُحمَّدٌ في مساعٍ كانَ ساعيها
وقد رآهُ وعنهُ الثَّوبُ مُنحسرٌ&رؤيا تأثَّر منها قلبُ رائيها
وفوقَ جُثمانهِ ذرُّ التِّرابِ فلم&يحفل بهش وهوَ كاري العين غافيها
فاستعبرَ المصطفى من حالِ صاحبهِ ال&سُّوءى الّتي لم يكن تاللَّهِ راضيها
وهالَهُ نومةٌ قد نامها وغدا&ملقى على الأرضِ لا يُؤذيهِ جافيها
وهوَ المُرفَّهُ في دارِ الرَّسولِ وكم&بهِ اعتنى جُهدَهُ مُذ كانَ آويها
وكانَ أحنى على ترفيهِ عيشتهِ&منَ الرَّؤومِ الّتي ترعى ذرايها
فأين من يصفُ الهادي وكربتهُ&لحالِ من حبَّ في أسا مرائيها
فقد رأينا رسولَ اللَّهِ ينظرهُ&ونظرةُ الحبِّ لا تخفى معانيها
ثمَّ ثوى قربهُ في خيرِ عاطفةٍ&راحَ المحبُّ إلى المحبوبِ يُسديها
وآضَ يمسحُ ظهرَ البرِّ حيدرةٍ&منَ التِّرابِ وآيُ العطفِ يُبديها وصاحَ فيهِ انتبه يا صاحِ أنتَ "أبو&ترابٍ" انهض فحسبُ النَّفسِ تُشقيها
صحا العليُّ وخيرُ الأنبياءِ على&حالٍ منَ الودِّ ما أحلى تجلِّيها
فازدادَ فيهِ هوىً والحمدُ في فمهِ&حمدُ الرِّياض لماءِ المزنِ يُرويها
وسُرَّ من كنيةٍ طابت لمسمعهِ&وكانَ يصبو إلى زاهي تكنِّيها
وكان آخذها ذكرى مُخلَّدةً&لعطفةِ المصطفى الهادي مُكنِّيها
واللَّهُ كابتُ أغراراً لقد هزأت&بها وأرذلُ أهلِ الأرضِ هازيها
ويلُ أمُّها حرَّفت في غيِّها الكلِمَ ال&غرَّاءَ أو جهِلَتَ سامي مراميها
وقد أساءت إلى الهادي بذاكَ ولم&تفطن ولم تكُ ذي أُولى مساويها | |
|