موقع شله السلام الرسمي (يوسف البطل 1)
مرحباً بك اخي الزائر في موقع شله السلام . المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه و الدخول معنا فاهلاً بالكل معنا فموقعنا للجميع
مدير الموقع (( يوسف البطل 1 ))
موقع شله السلام الرسمي (يوسف البطل 1)
مرحباً بك اخي الزائر في موقع شله السلام . المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه و الدخول معنا فاهلاً بالكل معنا فموقعنا للجميع
مدير الموقع (( يوسف البطل 1 ))
موقع شله السلام الرسمي (يوسف البطل 1)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
بوابه الشلهالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
هام لكل اعضاء شله السلام القدامه و الجدد أدخلوا هنا ... وحشتوني
تم فتح باب التسجيل للاعضاء الجدد بموقع شله السلام فاهلاً بالكل هنا و نتمني لكم وقت ممتع معنا

 

 القسم السادس من (ملحمة الإمام علي أو القصيدة العلوية المباركة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سمسم الرومانسى
نائب المدير
نائب المدير
سمسم الرومانسى


ذكر
عدد الرسائل : 495
العمر : 34
الموقع : مصر
العمل/الترفيه : طالب/ الكمبيوتر و التكنولوجيا
المزاج : حزين بسبب الجيش و سعيد بالخطوبة
نشاط العضو :
القسم السادس من (ملحمة الإمام علي أو القصيدة العلوية المباركة) Left_bar_bleue1 / 1001 / 100القسم السادس من (ملحمة الإمام علي أو القصيدة العلوية المباركة) Right_bar_bleue

الدوله : القسم السادس من (ملحمة الإمام علي أو القصيدة العلوية المباركة) Male_e10
sms : الامل و التفاؤل و الايمان بالله عزوجل هم افضل ما لدى
ارجو الله ان يهدينى و يرشدنى الى الطريق السليم
و يزيدنى صبرا و حكمة من لدنه
و ادعو الله لى و لكم بالتفوق و النجاح دائما
الشهره : 8
تاريخ التسجيل : 18/02/2011

القسم السادس من (ملحمة الإمام علي أو القصيدة العلوية المباركة) Empty
مُساهمةموضوع: القسم السادس من (ملحمة الإمام علي أو القصيدة العلوية المباركة)   القسم السادس من (ملحمة الإمام علي أو القصيدة العلوية المباركة) I_icon_minitimeالجمعة 11 مارس 2011 - 1:17

وكان القسم الخامس انتهى بالبيت التالي:

وعاد أصحاب طهَ للمدينة في&عهدٍ لنشر الهدى جهراً يهيِّيها


أمير المؤمنين في غزوة خيبر


دعا الرَّسول فلبَّى المؤمنون إلى&تأديب خيبر عن ماضي تعدِّيها


إذ مالأت خفيةً أعداء أحمد من&يهود قنقاع ثمَّ من نضيريها


وقال: غزوتنا لله وجهتها&لا للغنائم فليرجع مرجيها


وخيبر ذات يسرٍ والرِّياض حوا&ليها وأشجارها تملأ ضواحيها


وأهلها حسبوا أنَّ الحصون وإن&هم يظلمون لتحميهم وتحميها


لذاك شادوا بإسرافٍ حصونهم&فطاولت مطلع الشِّعرى مبانيها


على حصونهم كان اتَّكالهم&بخفرهم ذمَّة الإسلام تجريها


ومذ رأوا قوم طهَ أقبلت قفلوا&أبوابها وتخبَّوا في مخابيها


وطال حصر رسول الله بلدتهم&فلم تسلم ولم يخنع أهاليها


فقال: نفتحها قهراً بحولك يا&ربَّاه مهما تمادت في تعصيها


في الحال نادى أبا بكرٍ وسلَّمه ال&لواء قال له: فاقصد حواميها


فسار والجمع من حوليه مطلباً&فتحاً وهمَّته لم ينب ماضيها


ولم يوفَّق إلى فتحٍ وعاد إلى&طهَ وبغيته قد خابَ باغيها


فأوفدَ المصطفى من بعدهِ عمراً&وقال حاجتنا لا شكَّ تقضيها


فسارَ فيها أبو حفصٍ على عجلٍ&وارتدَّ عنها ولم يبلغ صياصيها


فأرسل المصطفى الحبَّاب يحسبه&لذي المهمَّة أهلاً أن يوفِّيها


فسار في غدهِ ثمَّ انثنى يؤساً&من نصرةٍ رامَ بالأرواحِ يشريها


كذاك أرسل سعداً تحت رايته&فما على خيبرٍ قد كان مربيها


فاستاء طهَ لحملاتٍ له فشلتْ&على التَّوالي ولم ينجح تتاليها


وقال: إنِّي لأعطي رايتي بطلاً&بالنَّصر فوق رِبَى الأعداء يعليها


فتىً أحبَّ إلهَ العرشِ عن ولهٍ&وقد تدلَّه بي تالله تدليها


يكرُّ كرَّاً ولا يرضى بفرار ويل&قى الأسدَ في غابها تأوي مآويها


على يديه إله العرش يفتح لي&هذي الحصون وإن عزَّت بحاميها


وفي الغداة دعا طهَ العليَّ إلى&مهمَّةٍ هو بسمِ الله قاضيها


فقيل: إنَّ عليَّاً يشتكي رمد ال&عين الَّتي رؤية الأنوار تؤذيها


حتَّى مسالكه يخشى العثارَ إذا&ما سار فيها فلا تلقيه يطويها


فقال طهَ: ومن يأتي به وإذا&"بسلمةٍ" رغبةُ المهديِّ يمضيا


وجدَّ يطلب مولانا أبا حسنٍ&من وسط خيمته إذا كان لاجيها


فأظهرَ المرتضى أوفي طواعيةٍ&لرغبةٍ لم يكن يوماً يعاصيها


وقالَ: إن يمنعِ اللَّهُ الهباتِ فلا&معطٍ ولا مانعٌ إن كانَ معطيها


فقادهُ "سلمةٌ" وهوَ المعصِّبُ عي&نيهِ وخطوتهُ ريثٌ تخطيها


وإذ رآهُ رسولُ اللَّهِ أمسكهُ&وقال: ذا مبلغي رغبى أرجِّيها


وقال: خبيرُ في أسوارها امتنعت&وأنت قاهرها حتماً وخازيها


فسر عليها وأنتَ اليومَ فاتُحها&وبالمذلَّةِ والإهوانِ مانيها


قالَ العليُّ: ولكن من أذى رمدي&أشكو وعيني قد سالت مآقيها


فقال أحمدُ: لا تجزع فرمدتكَ ال&عضلاءُ إنِّي بإذنِ اللَّهِ أبريها


وراحَ مستقبلاً رأسَ العليِّ على ال&حجرِ الشَّريفِ بألطافٍ يواليها


ثمَّ جلا ببنانِ اللِّطفِ عصبةَ عي&نيهِ ورمدتهُ أمسى يُداويها


وبالبصاقِ انثنى يجلو العماسةَ عن&هما فزالت وكانَ البرءُ تاليها


وبعدَ ذا ما شكا من رمدةٍ دهمت&عينيهِ كلاَّ ولم يعرف تأذِّيها


وقالَ طهَ: فسر لا تلتهت أبداً&حتَّى تدوِّخَ غاويها وعاتيها


وعن يمينِكَ جبريلٌ وفي يدهِ&سيفٌ إذا ضربَ الأجبالَ يفريها


ومن بيمناهُ نفسي عونُ غزوتكَ ال&غرَّا بنصرتهِ العليا يوشِّيها


أبشر برضوانِ ربِّي أنتَ كاسبهُ&وبالجنانِ الَّتي لا شكَّ تثويها


وأنتَ للعربِ مولى منجدٌ وأنا&مولى بني آدمٍ طرَّاً ومهديها


فسارَ حيدرةٌ سيرَ الهزبرِ إلى&ملقى الفرائسِ بالرَّغبى يُمنِّيها


وبعدَ بضعِ خُطىً نادى الرَّسولَ: على&ماذا أُحاربها أو ما أقاضيها


فقالَ: قاتل ذويها أو تصيخُ إلى ال&شَّهادتينِ وترضى أمرَ باريها


لكَ الظَّواهرُ تبديها فتقبلها&وللمهيمنِ ما تخفي خوافيها


أبلغ جماعتها طرَّاً فرائضنا&وأفرض عليها جميعاً أن تؤدِّيها


فإن أجابتكَ فاعلم أنَّها حقنت&دماءها ونجت مع ما بأيديها


وإن بكَ اللَّهُ آتى هديَهُ رجلاً&خيرٌ منَ النِّعمِ الكثرى تزكِّيها


كذا العليُّ سعى والنَّاسُ تتبعهُ&إلى الحصونِ الَّتي أعيت ملاقيها


ثمَّ تسارعَ في إركازِ رايتهِ&بقربها عندَ ما أمسى مدانيها


وصاحَ: هل منكمُ يا آلَ خيبرَ من&يبغي مبارزةً قد جئتُ داعيها


فصاحَ صائحهم: من أنتَ قالَ: أنا&عليُّ نادى مغازيكم بعاليها


ثمَّ الحماةُ إلى لقياهُ قد خرجت&والمسلمونَ تنائوا عن مراميها


أمَّا العليُّ فلم يجزع لموقفهِ&ولم يخف وهوَ فردٌ من تلقِّيها


فجاءهُ الحارثُ الصِّنديدُ وهوَ بخي&برَ الشُّجاعُ الَّذي يلقى أعاديها


يبغي على جهلةٍ منهُ مبارزةً&تاللَّهِ ما عاقلٌ في النَّاسِ يبغيها


فصاولَ الحارثَ الغمرَ الَّذي بطشت&بهِ يمينُ عليٍّ وهوَ يهويها


وإذ رأى الخيبريُّونَ القتيلَ لووا&وجوههم واصفرارُ الموتِ غاشيها


وأسرعوا فرقاً يأوونَ حصنهمُ&لهلكةٍ فاجأت راموا توقِّيها


ثمَّ انبرى مرحبٌ يبغي مبارزةً&لأخذِ ثأرِ أخيهِ المبتلى فيها


وفاجأ المرتضى فجئاً بضربةِ سي&فٍ طيِّرت ترسَهُ يا ويلَ ملقيها


وكانَ في قربهِ بابٌ إذا طلبت&حملانهُ السَّبعةُ الأنفارُ يعييها


فرامهُ المرتضى ترساً وردَّ بهِ&عن نفسِهِ وإلهُ العرشِ واقيها


وكرَّ كرَّاً على العادي وأرسلهُ&للنَّارِ فهوَ وحقِّ اللَّهِ صاليها


وجاءهُ ياسرٌ للثَّأرِ بعدهما&فكانَ إثرهما في النَّارِ يأويها


وبعدَ ذا فتحت أسوارُ خيبرَ فت&حاً بالعليِّ وقد دكَّت رواسيها


وردَّدَ المصطفى شكرَ العليِّ ولا&قتهُ جماعتهُ والحمدُ في فيها


أمير المؤمنين وأبو سفيان


سرعانَ ما انتشرت في العربِ دعوةُ أح&مدَ الَّتي كانَ بالإخلاصِ داعيها


فقد رأينا وما مرَّت ثمانيةُ ال&حؤولِ بالهجرةِ المغبوطُ ساريها


أنَّ الأُلو هربوا من مكَّةٍ فرقاً&من مشركيها لقد أمسوا مخيفيها


وأنَّ ربَّكَ أنمى المسلمينَ بأب&ناءِ "الجزيرةِ" عاليها وواطيها


وأنَّ قوَّتهُ معهم تؤيُّدهم&وقوَّةُ اللَّهِ تخزي من يُقاويها


وبينما شرعةُ الإسلام بالغةٌ&بحول ربك ما يرضيْ مريديها


كذاك أعلامها العليا انتشرت&فوق الرُّؤوس وهابتها أعاديها


وبينما النَّاسُ تخشى أن تغضب أه&ليها وتسعى إلى مرضاة هاديها


إذا بأصحابنا في مكَّةٍ نكثتْ&عهودها وتغاضتْ عنْ تألّ


نستْ فما ذكرتْ عهد الحديبية ال&مشهور أو قدْ تناستْ عهدها تيها


وناصرت بكر فيْ حرب الخزاعة لم&ترهبْ بفعلتها طه مواليها


والوحيُ أبلغ طه ما خزاعةُ في&ه منْ أذى صاح إلى اليوم مؤذيها


ثمَّتْ أتتهُ بشكواها جزاعةٌ تر&جو عونهُ وهو أسمى من يشكّيها


فطيَّب المصطفى لطفاً&وردّها وهو بالكتمان يوصيها


ولم يعد بعد من عهدٍ يؤخّرهُ&عنْ مكّةٍ ولهُ شاقتْ مغانيها


وكان صبوْ إليها وهي موطنهُ&وعينهُ نحوها تبدي ترنّيها


وليس يجهلُ أنَّ العرب أجمعها&بالبرّ تستقبلُ البيت الّذيْ فيها


وأنّ أصحابهُ لا شيء يطربهم&مثلُ التّربُّع في عالي مبانيها


وأنّ فيْ فتحها نصرُ الحنيفة نص&رةً تدهورُ في الخذلان عاصيها


لذا تعجَّل في إعداد غزوتها&بعزمةٍ عندهُ بسلٌ توانيها


بها أسرَّ إلى أقطاب أمَّته&فاستعجلتهُ وما كانت لترجيها


وقال:إنّ أبا سفيان يقصدنا&غداً لترضيةٍ أصبحتُ آبيها


وإذ أحسّت قريشٌ بالمخاطر خا&فت شرَّ ما صنعت في الأمس أيديها


وأوفدتْ لجموعِ المسلمينَ أبا&سفيانَ سيّدها حتَّى يراضيها


ويستعيد لها العهد القديم فلا&تدهى بداهيةٍ صعبٌ توقيها


فهبَّ هبَّاً أبو سفيان منتقياً&من الأصائل عاديها وخاديها


وجدّفي السّير يبغي طيبةً فطوى ال&قفار حتى أظلّتهُ عواليها


فجازها لمقرٍّ المسلمين وأ&مّ المصطفى ومناهُ قام يبديها


فقال طه:وهل أحدثتمُ حدثاً&يضيعُ عهدتنا الوثقى وينفيها


أجاب كلاَّ: فقال المصطفى: وأنا&على عهودي كما نصت أراعيها


فقال: لكنّني أرجو فقاطعهُ&ومال عنهُّّّ بعين الجفو يغضيها


فهاب صخرٌ أبو سفيان موقفهُ&إزاء نارٍ يرجّي أن يطفّيها


وجاوز المسجد الطيبيَّ في جزعٍ&وسار في طيبةٍ ينحو مناحيها


على رجاء لقى شهمٍ يمدُّ يداً&له أو من لهُ تعمى فيسديها


بها ينالُ رضاء المصطفى كرماً&عن العمومة في أسو مساويها


فلم يجد في أبي بكرٍ سوى كلفٍ&بالحرب لا ينثني عن سعر خابيها


وكان أكثر ميلاً للوغى عمرٌ&ونارهُ لم يزل يبغي تلظّيها


كذاك عثمانُ مع داني قرابته&منهُ أبي نصرةً قد جاء يبغيها


فيمّم المرتضى في بيته طلباً&لبغيةٍ هو أسمى من يلّبيها


والمرتضى كانَ مغبوطاً بمنزلهِ&ما بينَ أسرتهِ العليا يؤاسيها


في حجرهِ حسنُ طفلُ يداعبهُ&مناهزٌ من حؤولِ العمرِ ساديها


وقربهُ قد ثوت بالبشرِ فاطمةٌ&معها الحسينُ تناغيهِ فيشجيها


قرا السَّلامَ أبو سفيانَ ثمَّ جثا&يبدي رغائبهِ يرجو تقاضيها


وقال: إنِّي أرى في المرتضى عضداً&على الملِمَّاتِ يكفيني عواديها


فكن معيني على استرضاءِ أحمدَ في&تجديدِ عهدتِنا إذ همَّ يلغيها


فقالَ: ويحكَ طهَ ليسَ يرجعُ عن&إرادةٍ همَّ بسمِ اللَّهِ يمضيها


فمالَ واليأسُ في عينيهِ مرتسمٌ&لبنتِ أحمدَ يستدعي تحنِّيها


قالت: أنا امرأةٌ لا شأنَ لي أبداً&في مثلِ رغبتكَ المردودُ ساعيها


فقالَ: هل لكِ أن تستعملي حسناً&لنجدةِ العُربِ يغدو وهوَ واليها


قالت: وهل لصبيِّ أن يجبرَ على&محمَّدٍ جيرةً ذاعت مخازيها


فقال: فاستعطفي لطفاً عليٍّ بقُر&بى لم يخبْ في كرامِ العُربِ مدليها


فلم تجب وجمت إذ ذاكَ فاطمةٌ&وهالها ذلُّ صخرٍ إذ يُفاهيها


وقالَ حيدرةٌ: واللَّهِ ليسَ على ال&رَّسولِ يفتاتُ ما رُغباكَ تقضيها


فقالَ: فانصح إذن إنَّ الأمورَ قدِ إنـ&ـسدَّت بوجهي كما أَصبحتُ رائيها


أجاب: صعبٌٌ تلاقي أزمةٍ حدثت&ولا أظنُّكَ يا صخرُ مخطِّيها


وأنتَ ما دمتَ رأسَ العُربِ سيِّدها&يلتفُّ حوليكَ باديها وقاريها


فقم أجِر أنتَ بينَ النَّاسِ متَّكلاً&على وجاهتكَ الغرَّاءِ تعميها


والحق بمكَّةَ لا تلبث بطيبتنا&من غيرِ فائدةٍ حسناءَ تجنيها


في الحالِ خفَّ أبو سفيانَ معتمداً&نصيحةَ المرتضى وانصاعَ يجريها ولاذَ بالمسجدِ الأسنى وأحمدُ في&هِ بينَ ندوتهِ سرَّاً يناديها
وقالَ: يا ناسُ أصغوا لي فإنِّي قد&أجرتُ قومي قريشاً في مآويها
ولا إخالكمُ تنوُرنَ ردَّ جوا&ري أو خفورَ عهودٍ رحتُ راعيها
أجابهُ المصطفى: هل أنتَ قائلُ ذا&ولم يُزِدهُ على ما قالَ تسفيها
فارتدَّ حالاً أبو سفيانَ مطلباً&أصحابهُ بالَّذي قد تمَّ ينبيها
وعندَ ما حلَّ في أُمِّ القرى سردَ الأ&خبار للقومِ بالتَّزويقِ يرويها



فقال: لم أرَ مثلَ المسلمينَ رعا&يا قد أطاعت وربِّ النَّاسِ راعها


وقد وجدتُ الجفا من أحمدٍ وذوي&هِ إنَّ جفوتهم أصبحتُ خاشيها


وكانَ ألينهم قولاً وأسلمهم&أبو ترابٍ عزيزُ النَّفسِ زاكيها


أشارَ فضلاً عليَّ فامتثلتُ لهُ&نصيحةً كنتُ بالإسراعِ آتيها


وقصَّ قصَّتهُ ما بينَ أُمَّتهِ&كما جرت مبدياً أخفى خوافيها


فما اطمأنَّت إلى دعوى إجارتهِ&كما رواها رأتها ليسَ تنجيها


وأعلنت فشلَ المسعى وخيبتهُ&ولازمت فرقاً خافي ملاجيها


أمير المؤمنين في فتح مكَّة


لمكَّةٍ في نفوسِ العُربِ منزلةٌ&عليا تطأطي لها الهاماتِ تحنيها


فأنَّ في ريعها "البيتُ العتيقُ" مق&رُّ الغفرِ طالبهُ بالبرِّ يأتيها


وإنَّها مرجعُ العُربانِ تنشدُها&قوافلاً ما نأت عنها مثاويها


كانت مثابةَ إبراهيمَ منزلهُ&معَ ابنهِ نزلا باليمنِ واديها


وعمَّرا في رباها عندَ زمزمَ كع&بةً لتعبدَ فيها النَّاسُ باريها


من ذلكَ العهدِ باتت وهيَ عاصمةٌ&للعربِ طُرَّاً وربُّ العرشِ ثاويها


كانت بسُكَّانها الأمجادِ دارَ عُلىً&ما في الجزيرةِ من مصرٍ يحاكيها


لذا دعاها الورى "أمَّ القرى" ولعم&ري قد أصابَ بهذا الاسم داعيها


إنَّ القِرى كلَّها بل والمدائنَ لا&تأبى على مكَّةَ العُظمى تأمِّيها


وكانَ سكَّانُها أسمى الأعاربِ أق&داراً وأفضلهم مجداً وتوجيها


أولادُ سيِّدنا إسماعيلَ نسبتهم&إليهِ حسبُ المعالي أن نسمِّيها


وهم قريشٌ وما في العُربِ أجمعها&منافسٌ لقريشٍ في تساميها


والعُربُ كانت لها تاللَّهِ طائعةً&ولم يكن آمناً يوماً معاصيها


فكانَ أحمدُ يرجو فتحَ مكَّةَ كي&تصولَ شرعتهُ السَّمحا بأهليها


وكي يُطهِّرَ بالتَّوحيدِ كعبتها&فلا رجاسةُ شركٍ بعدُ تأويها


وعهدهُ معَ قريشٍ كانَ يمنعهُ&عنها وعهدتُها ما كانَ ناسيها


لكن قُريشٌ أبت إلاَّ خيانتهُ&ومزَّقت عهدها السَّامي بأيديها


فلم يعد مانعٌ تاللَّهِ يمنعهُ&عن حربها فجرى في الحالِ يمضيها


وقد مضى مسرعاً في الأمرِ ينفِذهُ&بغزوةٍ هيَّأَ الباري دواعيها


وقد تسَّرعَ لم يُمهل قريشَ ولا&أضاعَ فرصةَ فتحٍ عادَ ملقيها


نادى الأعاربَ فانضمَّت قبائلُها&من كلِّ صوبٍ إلى طهَ مناديها


فسارَ معها إلى "أُمِّ القرى" ولهُ ال&نَّصرُ القريبُ الَّذي يبغيهِ غازيها


وفي الطَّريقِ رأى العبَّاسَ قاصدهُ&بذويهِ وهوَ يطويها


فقالَ أرجع فإنَّ العُربَ طالبةٌ&دخولَ مكَّةَ ما الأخطارُ تُثنيها


فقال: لكن قريشٌُ قد تُضعضعُها&هذي الجيوشُ الَّتي سالت مذاكيها


دعني أسيرُ إليها اليومَ أنصحُها&عسى تطيعُ ولا تبدي تعصِّيها


فما لنا ندحةٌ عنها لنصرةِ دي&نِ اللَّهِ فارفق بها دعني أُداريها


فقالَ: سر مسرعاً واجهد لعلَّكَ بال&تَّسليمِ للَّهِ والإسلامِ ترضيها


وهذهِ بغلتي تطوي الفلاةَ بها&معَ الرِّياحِ ولا تبطي بماطيها


كذا امتطى بغلةَ الهادي وسارَ بها&يطوي القفارَ مجدَّاً في فيافيها


حتَّى إذا ما دنا من مكَّةٍ وبدت&لهُ الجبالُ الَّتي تغشى مبانيها


رأى هناكَ أبا سفيانَ معهُ حكي&مٌ مع بديلٍ عيوناً في مماشيها


قد أرسلتها قريشٌ للتَّجسُّسِ عن&طهَ مخافةَ بالعدوى يُفاجيها


وبينما هيَ تسعى سعيها وجدت&عمَّ الرَّسولِ بإسراعٍ مرافيها


وأقبلت نحوهُ تجلو خبيئتهُ&لعلَّ عن جيشِ الخلقِ ينبيها


فقالَ: ويحكَ يا صخرٌ فقد هلكت&قريشٌ ابنُ أخي آتٍ ليفنيها


وأنتَ أوَّلُ من يقضي بهلتهِ&على المساوي الَّتي قد كنتَ تأتيها


أعد رفيقكَ حالاً ينبئانِ قري&شاً أن تُسلِّمَ والتَّسليمُ ينجيها


وسر على بغلةِ الهادي ورائي كي&تصونَ نفسَكَ من هُلكٍ يلاقيها


أنا أُجيركَ عندَ المصطفى وإجا&رتي وحقِّكَ ما طهَ بآبيها


أصغت عيونُ قريشٍ للنَّصيحةِ وال&عبَّاسُ قد كانَ بالإخلاصِ يسديها


وعادَ إبنُ حزامٍ مع بديلَ إلى&قريشَ كي يبلغاها النُّصحَ تجريها


وأردفَ البرُّ عبَّاسٌ وراهُ أبا&سفيانَ سارَ بهِ في الأرضِ يطويها


حتَّى إذا أشرفا بعدَ المسيرِ على&منازلٍ جيشُ طهَ كانَ ماليها


وكانَ جِنحُ الدُّجى يملا الفضاءَ ونا&رُ المسلمينَ تضي فيهِ لواظيها


مرَّا عليها وما شاما معارضةً&لأنَّ بغلةَ طهَ الكلُّ داريها


لكنَّما عمرٌ ما إن تبيَّن صخ&راً صاحَ إيهاً أبا سفياننا إيها


قد جئتنا حيثُ لا عهدٌ تصونُ بهِ&هذي الحياةَ الّتي بالإثمِ تقضيها


فاعلم بأنَّي هذا اليومَ منتقمٌ&لشرعةِ اللَّهِ من أعدى أعاديها


وسارَ يقصدُ طهَ وسطَ خيمتهِ&وكانَ سابقهُ العبَّاسُ آتيها


طالَ الجدالُ وثمَّ قالَ أحمدُ لل&عبَّاسِ: عوِّه أبا سفيانَ تعويها


إلى صباحِ غدٍ حتَّى نرى فأنا&لا أظلمُ النَّاسَ يا عمَّاهُ تعميها


وفي غدٍ جاءَ عبَّاسٌ بصخرَ إلى&محمَّدٍ وثيابُ الذُّلِّ كاسيها


فقالَ: أحمدُ آمن يا زعيمَ قري&شٍ قالَ: مسألةُ الإيمانِ نرجيها


فقالَ مبتسماً: لابدَّ تؤمنُ يو&ماً إنَّني مرسلٌ للنَّاسِ أهديها


فقال صخرٌ: ألا تولي الأمانَ قريشاً إن&دخلتَ عليها في مآويها


فقالَ أحمدَ: من ألقى السِّلاحَ أمي&نٌ أو بغى الكعبةَ العلياءَ يأويها


ثمَّ أشارَ إلى العبَّاسِ قفْ بأبي&سفيانَ كي يعرِضَ الأجنادَ يُحصيها


فسارَ صخرٌ معَ العبَّاسِ نحوَ مضيقٍ &منهُ طهَ جنودُ اللَّهِ يمشيها


هناكَ قد وقفا والعُربُ سائرةٌ&إلى قريشٍ صفوفاً في تتاليها


حتَّى إذا مرَّ بالأنصارِ قائدُها&سعدٌ ورايتُها الزَّهراءِ معليها


نادى بصخرٍ: بهذا اليومِ كعبتكم&قدِ استحلَّت لنا مع قهرِ حاميها


واليومَ دلَّت قريشٌ بعدَ عزَّتها&على يدينا وقد بتنا مذلِّيها


فهالَ تهديدُ سعدٍ نفسَ صاحبنا&صخرٍ وباتت وهولُ الذُّلِّ غاشيها


حتَّى إذا مرَّ طهَ بينَ كوكبةٍ&خضراءَ من جندهِ بادٍ تسطِّيها


والمرتضى بطلُ الإسلامِ يصحبهُ&في سيرهِ صحبةً تسمو معانيها


ناداهُ صخرٌ: أبيتَ اللَّعنَ أحمدُ هل&تسيرُ نحوَ قريشَ اليومَ ترزيها


أتستحلُّ فدتكَ النَّفسُ كعبتنا&وهل مذلَّتنا أصبحت باغيها


فإنَّ سعداً بذي الويلاتِ هدَّدني&وقالَ لي سائرٌ ذا اليومَ يجرها


فاستغربَ المصطفى تهديدَ صاحبهِ&لقومهِ وهوَ لا يرضى تلاشيها


وقالَ عثمانُ: لا أمنُ بسعدَ على&قريشَ أبعدهُ عنها فهو مؤذيها


كذا ابنُ عُوفٍ لقد ثنَّى مقالةَ عث&مانٍ وكانَ رسولُ اللَّهِ مصغيها


حتَّى إذا انتهيا مالَ الرَّسولُ إلى&أصحابهِ بالَّذي تبغي يمنِّيها


وقالَ: أقوالُ سعدٍ كلُّها كذبٌ&ولستُ أسمحُ أن تجري أُحاشيها


فاليومَ يومٌ بهِ للنَّاسِ مرحمةٌ&فلا وربِّكَ لا تسعى لتشقيها


واليومَ يومُ أعزَّ اللَّهُ فيهِ قري&شاً عزَّةً وبهِ أخزى مذلِّيها


واليومَ عظَّمَ ربُّ العرشِ كعبتهُ وإنَّني &باسمهِ القدُّوسِ كاسيها


ثمَّ انثنى لعليٍّ قال: ليسَ لنا&إلاَّكَ من يدفعُ الأخطارَ يقصيها


أسرع إلى سعدَ خذ في الحالِ رايتهُ&وقد جيوشي وكن للنَّصر مخطيها


مضى أبو الحسن في أمر صاحبه&وما أوامره إلاَّ يمضيها


وسار بالرُّكب طهَ وهي منشدةٌ&حوليه عن طرب أشجى أغانيها


وقال صخرٌ: غداً ملك الأمين عظيم&ماً وهو قاهرُ أعداه ومخزيها


فقال عبَّاسُ: بل هذي النُّبوَّة قد&تعزَّزت وتعالت في مريديها


أسرع إلى مكَّةٍ وانصح جماعتها&بأن تقابل بالتَّرحيب آيتها


فجدَّ جدَّاً أبو سفيان مبتغيها&نصيحة القوم يأبى أن يماريها


وإذا أتى مكَّة نادى بها علناً:&إنَّ الأمين على الأبواب غازيها


وإنَّه معلنٌ فيها الأمان إذا&ما سالمته ولم تظهر تعصيها


وهكذا سلمت أمُّ القرى لنبيِّ الله&سلماً وكان الخوف فاشيها


وهكذا فتحت للمسلمين حصو&ن المشتركين الألى هابوا تداعيها


وما درى أهلها إلاَّ وأحمد في&ربوعها بجموعٍ تاه محصيها


فمن مشاةٍ وقد أنضت مواضيها&ومن كماةٍ وقد هزَّت عواليها


وبينها المصطفى بالنَّصر داخلها&وبالخشوع وبالتَّقوى موافيها


قد امتطى النَّاقة القصواء وهي بها&دي الخلق مطربةٌ تبدي تهاديها


ورأسه طاعةً لله ملتصقٌ&برحلها وهو آيُ الفتح تاليها


ترى الغزاة بفرز الرَّحل ممسكةً&توجد الله أوفى النَّصر مواليها


كانت تكبِّر تكبيراً دوى بفضا&أمِّ القرى داعياً للحقِّ أهليها


وإذ أتى الكعبة الزَّهراء طافَ بها&سبعاً يسابق فيها مستطيفيها


ثمَّ على بابها ألقى خطابته&والنّضاس تعجب إعجاباً بملقيها


فوحَّد الله ربَّ العرش ناصره&على الدِّين أنسيها وجنيها


وقال إنَّ دعاوي القوم باطلةٌ&فلتعدل النَّاس عن ماضي دعاويها


إلاَّ سدانةُ بيت الله كعبته&إنِّي لتاركها عفواً لشيبيها


كذا السِّقاية مبقيها لصاحبها&كيما يلاقي بها الحجَّاج يسقيها


ويا قريش دعي ماضي التَّعاظم بالآ&باءِ خيرُ عباد الله تاقيها


فالنَّاس من آدم طرَّاً وآدمُ من&ترابِ ذي الأرض جلَّ الله ذاريها


وما تظنِّين إنِّي اليوم فاعله&فأحسنت كلَّها فيه تظنيها


فقال: أنتم يا أهل الولا طلقا&ءٌ فاذهبوا وبكم نفسي أهنِّيها


وإذ رأت كرم الهادي قريشٌ فلم&يبطش بها بل غدا لطفاً يؤاسيها


تشهَّدت أسلمت لله راضيةً&بدينِ أحمد غازيها وواليها


وبالحنيفية السَّمحاء قد رضيت&ديناً وطاب لها ضافي تفييها


وفي دجى اللَّيل والأعراب نائمةٌ&بمكَّةٍ في أمانٍ من غواشيها


دعا الرَّسول عليَّاً دعوةً فرحت&لها الملائكُ في أسمى علاليها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القسم السادس من (ملحمة الإمام علي أو القصيدة العلوية المباركة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع شله السلام الرسمي (يوسف البطل 1) :: منتديات شله السلام المتخصصه :: منتدي الشعر-
انتقل الى: