عناصر القصة القصيرة :
نقَّـاد القصة القصيرة يقسمونها إلى مراحل ...هي : البداية ـ الحبكة ـ النهاية ....
وسأستخدم هذا التقسيم هنا فقط من أجل تسهيل مهمة التركيز على كل قسم على حدة ... مع المرور على بقية العناصر التي تحتاجها القصة القصيرة من شخصيات وزمن وأحداث ....وغير ذلك بطريقة سريعة .
نبدأ الآن بمراحل القصة القصيرة أو تقسيماتها الأساسيَّة :
المرحلة الأولى : البداية : تقول الشاعرة ماريان مور : ( أنا حريصة جدا على
الأسطر الأولى ..أكتبها ، أنتقدها ، أقيِّمها لأن أي شاعرٍ أو كاتبٍ للقصة
القصيرة يعرف بأنَّ من هذه الأسطر الأولى سينبثقُ خياله ويفيض بالعمل
الإبداعي التام ).
إذن فلنُعلى من شأن البداية ... فهي الوسيلة التي تشدُّ انتباه القاريء وتجبره على متابعة القصة ..
ولكي نفعل ذلك علينا أن تركِّز النظر على مانكتبه ....
.يقول الرسام روبرت هنري وهو يتحدث عن فن الرسم " غض النظر عن كل ماليس له
صلة وثيقة بلوحتك " .... ينطبق الأمر على القصَّة ...والقصد هونبذ الإهتمام
بأي شيء غير مباشر ولايتعلق بالقصَّة : كلمات لاقيمة لها .... شخصيات
فائضة وغير ذات أهميَّة ...ملاحظات جانبية ...أي شيء آخر لايخدم الحدث
والفكرة العامة ....
التركيز كله الآن يكون على الجمل التي تبدأ بها القصَّة .......
يقول تشيخوف : " في افتتاحياتنا للقصص نحن في الأرجح نكذب " ....
لابأس بهذا النوع من الكذب المستحبُّ ..إذا كان سينتج عنه عمل جميلٌ ومؤثر ..
أول الجمل له أهمية كبرى في العمل القصصي ...إنه فرصتنا لشد انتباه القاريء وإقناعه بأنَّ لدينا مانقوله ...
نصيحة مهمة للكاتب وهي أن لايتحدث عن قصته قبل كتابتها ...إن حدث ذلك ...فلن تكتب القصة الفعليّة ...
وتحذير أهم ...وهو عدم كتابة قصة ليست لك ...أي قصة حكاها لك شخصٌ آخر ... فهي لن تعبِّر عنك ولن يقتنع بها من تكتبها لهم ....
ابدأ قصتك بالكثير من التصميم ... وتذكر أن الأقل قد يعطي الأكثر.... الكثافة ميزة في القصة القصيرة ...
هاقد فرَّغت نفسك تماما للعمل ....ووضعت جملك الأولى المثيرة للإنتباه ..
وشحنتها بكل ماتريد من مشاعر أو أفكار.....وكثفتها إلى أقصى حد ... ....
وبالتأكيد فإنَّ جذور القصة
التي تريد كتابتها موجودة في مخيَّلتك ....ولديك سبب قويٌّ لتكتب عن
أحداثٍ وشخصيات معيَّنة ... لذا فمادمت تجاوزت نقطة البداية فإنَّ عليك أن
تضع اهتمامك الكلي على الإتجاه العام للحدث .. ..
لاتقلد أحدا ... سر متتبعا خطواتك الخاصة ...وابتعد عن التكلف ... التلقائية سمة جميلة في القصة القصيرة ....وهي تحمل مشاعرك بسهولة إلى القاريء ...
وسيكون الأمر كله سهلا ...وممتعا لك ولقرائك أيضا .