نصائح للمرضى
إذ إن أغلب
مرضى الصداع النصفي لا يذهبون بشكواهم إلى الطبيب إلا بعد استنفاذ استخدام
الأدوية المتاحة في السوق من غير روشتة الطبيب.
وغالبا ما يكون استخدام هذه
الأدوية المفرط سببا في حدوث صداع يومي مزمن بسبب سوء استخدام الأدوية حيث
يرجع الصداع بمجرد انتهاء مفعول الدواء؛ مما يجعل المريض يتناول قرص دواء
مرة أخرى وهكذا.
وقد يتعود المريض أيضا على تناول قرص دواء بمجرد توقع قدوم
الصداع النصفي؛ مما يزيد من مشكلة سوء استخدام الأدوية وبالتالي حدوث
الصداع المزمن.
كما يجب على مريض الصداع النصفي مراقبة تناوله للكافيين، ومع أنه
يعتبر مسكنا جيدا للألم ويدخل ضمن مكونات الكثير من أدوية الصداع النصفي
إلا أن تناوله بإفراط يتسبب في حدوث صداع بمجرد انتهاء المفعول؛ ولذا لا
ينبغي لمريض الصداع النصفي تناول أكثر من فنجان قهوة واحد يوميا.
نصائح أخرى ينبغي لمريض
الصداع النصفي اتباعها هي تناول الدواء بمجرد ظهور الأعراض، وعدم تناول
الأدوية التي تحتوي على المسكن بيوتالبيتال أكثر من ثلاثة مرات في
الأسبوع الواحد، وعلى الأرجوتامين أكثر من مرتين أسبوعيا. وفي
كل الأحوال فإن وصف الطبيب لمريض الصداع النصفي الدواء المناسب يختلف من
حالة إلى أخرى؛ فالدواء الذي يناسب مريضا قد لا يناسب آخر.
نصائح للأطباء
ينبغي على
الأطباء اتباع نهج واضح للتوصل إلى أفضل علاج لمريض الصداع النصفي، فعند
تجربة أحد الأدوية الأولية، ينبغي مثلا وصف دواء آخر معه في حالة عدم
فاعلية الدواء الأول في علاج الصداع بعد تناول جرعتين منه.
كما ينبغي الابتعاد عن
استخدام الأدوية التي تحتوي على المواد المخدرة لما تسببه من إدمان، وعدم
الاقتراب منها إلا إذا كان المريض من الذين يصابون بصداع شديد للغاية وعلى
فترات متباعدة.
ينبغي على الطبيب أيضا مراعاة أسلوب تناول الدواء الذي يناسب حالة
المريض ورغباته، سواء كان ذلك عن طريق الفم أو الأنف أو الشرج أو تحت
الجلد.
وإذا
كان المريض من الذين يصابون بصداع مرتين أو أكثر في الشهر الواحد ويقعدهم
هذا الصداع لمدة ثلاثة أيام أو أكثر في المرة الواحدة؛ ينبغي على الطبيب
التفكير في وصف دواء وقائي يتناوله المريض بشكل يومي أو قبل حدوث مؤثر معين
يعلم المريض أنه سيتسبب في حدوث الصداع.
وينبغي على الطبيب لفت انتباه
المريض إلى أنه لا يمكن تقييم فاعلية الأدوية الوقائية إلا بعد مرور 2-6
أشهر من تجربتها، وأن المريض قد يحتاج إلى جانب الدواء الوقائي تناول
الدواء العلاجي إلى جانبه في بعض الأحيان؛ إذ إن الدواء الوقائي يعتبر
ناجحا في حالة إقلاله من حدوث الصداع النصفي بنسبة 50%.
وبما أن حدوث الصداع
النصفي يمكن أن ينتهي تلقائيا في الكثير من الأحيان، ينبغي تجربة قطع
الدواء الوقائي عن المريض الذي تم السيطرة على صداعه لمدة معقولة بين الحين
والآخر بشكل تدريجي لمعرفة إن كان قد حدث هذا العلاج التلقائي أم لا.
وينبغي على المرضى الذين يتناولون علاجا وقائيا بالإضافة إلى العلاج العرضي
الحرص الشديد مما قد يتسبب فيه تناول النوعين من الدواء من حدوث صداع
مزمن.
وعلى
الطبيب المعالج أيضا لفت انتباه المريض إلى مسألة المؤثرات المسببة
للصداع؛ إذ إن تفادي بعض هذه المؤثرات قد يساعد على الإقلال من حدوث
الصداع، بالإضافة إلى لفت انتباهه إلى أنواع العلاج البديل للصداع النصفي
مما سنذكرها تباعا إن شاء الله.
أنواع
العلاج
1. العلاج بالعقاقير:
- العلاج بالمسكنات
العادية:
المسكنات الضعيفة: مثل الأسبرين والأسيتامينوفن اللذين
قد يحتويان على الكافيين أيضا، بالإضافة إلى بعض الأدوية الأخرى التي قد
يتم تناولها عن طريق الشرج أو الحقن.
- المسكنات
المتوسطة: والتي عادة ما تتكون من الأسبرين أو الأسيتامينوفن
المحتويين على المنوم بيوتالبيتال من أجل الحد من التوتر الذي قد يصاحب
الصداع النصفي، هذا بالإضافة إلى مادة المدرين المحتوية على الأيسوميثابتين
والأسيتامينوفن والديكلورالفينازون.
- المسكنات
القوية: والتي تحتوي على الأسبرين أو الأسيتامينوفن المحتويين
على مسكن من نوع مخدر أو أفيون أو المسكنات المتكونة فقط من المواد
الأفيونية.
- العلاج بالأرجوتامين:
والذي يعمل من خلال قدرته على انقباض الأوعية الدموية ولكن بسبب المضاعفات
الجانبية الكثيرة التي يسببها بالإضافة إلى تسببه في حدوث الصداع المزمن
عند سوء استخدامه فإن هناك الكثير من المرضى الذين لا يتحملونه. إلا أن
هناك نوعًا آخر من مشتقات الأرجوتامين يسمى DHE يعتبر أكثر أمانا في
الاستخدام.
- العلاج بالمواد التي تنافس
السيروتونين: هذا النوع من الدواء يعتبر أنجح الأنواع وأكثرها
فاعلية.
- العلاج الوقائي: عن طريق استخدام المواد
المضادة لمجسات بيتا beta adrenergic blocking agents مثل البروبرانولول أو
المواد المضادة لقنوات الكالسيوم أو المواد المضادة للاكتئاب أو
الميثيسرجايد أو المواد المضادة للتشنجات أو المواد غير الإستيرويدية
المضادة للالتهاب.
2. العلاج غير العقاقيري:
- العلاج بالاسترخاء
والإدراك relaxation and cognitive therapy: يمكن تعليم أساليب
الاسترخاء بسهولة عن طريق استخدام شرائط الكاسيت التي تساعد على الاسترخاء
التدريجي، أو باستخدام طرق الاسترخاء المعتمدة على ظهور بعض المناظر على
شاشة، أو عن طريق تعليم الشخص كيف يرخي نفسه بنفسه. وتعتمد هذه الطريقة في
الأساس على أن من أهم أسباب ظهور الصداع النصفي الضغط العصبي.
أما العلاج الإدراكي
فيعتمد على العلاقة بين الإدراك والمشاعر والسلوك وكيف تؤثر هذه العوامل في
تكوين الصداع النصفي. ويركز هذا النوع من العلاج على استخدام أساليب للحد
من ألم الصداع قبل أن يشتد عن طريق سلوك بعض التصرفات في أثناء ظهور
الأعراض.
- العلاج بالاسترجاع الحيوي
biofeedback : لقد تم استخدام هذا النوع من العلاج بنجاح في
الكثير من مرضى الصداع النصفي، ويتكون من استغلال بعض المعلومات الحيوية
التي عادة لا تكون متوفرة لدينا في السيطرة على بعض أجهزة أجسادنا، وفي
حالة الصداع النصفي يتم استخدام الاسترجاع الحيوي من درجة حرارة جلد اليدين
أو من النشاط الكهربائي لعضلة الفرونتالس الواقعة في مقدمة الرأس ومنطقة
الجبهة.
- علاج السلوك المؤثر operant behavior therapy:
هذا النوع من العلاج يعتمد على مبدأ أن هناك بعض السلوكيات الضارة التي
يتبعها مريض الصداع النصفي كرد فعل للألم؛ مما قد تلفت إليه انتباه ذويه
وبالتالي اهتمامهم مما قد يتسبب في تكوين عامل نفسي إضافي لاستمرار أو
تكرار الصداع، فمثلا قد يكون رد فعل المريض للألم هو البكاء أو العويل؛ مما
يكسبه اهتمام أسرته أو عدم الذهاب إلى العمل الذي بإمكانه أن يكون نوعا من
الهروب، وعلاج هذا النوع من السلوك لدى المريض بالإضافة إلى انتباه الأسرة
إلى تغيير ردود أفعالهم هم أنفسهم قد يكون له أثر في تقليل معدل حدوث
الصداع.
- العلاج بالإبر الصينية: والذي أظهر نتائج إيجابية في علاج الصداع
النصفي.
- العلاج بالتدليك العضلي: والذي يعمل من
خلال تخفيض نسبة الضغط العصبي الذي يعاني منه المريض.
-
العلاج بالأعشاب: هناك عشب واحد فقط معروف على أنه خاص لعلاج
الصداع النصفي يسمى فيفرفيو feverfew والمعروف علميا باسم Tanecetum
parthenium