السلام عليكم
المقدمة :
ما سأحكيه هنا ليس رواية ولا خيال .. بل هي قصة عايشتها وروضت نفسي على تقبلها حتى أصبحت أنظر إليها كعادة يومية وجزء من حياتي
لا أكتبها أستجدي عطف أحد ولا أطلب شفقة ولا رحمة .. بل هي رسالة !!!
رسالة إلى كل مبتلى علها تكون تخفيفاً له
رسالة إلى كل عائلة قاست ويلات هذا المرض علها تصبرهم وتعطيهم فكرة عما سيواجهونه
رسالة إلى كل من يقاسي ويلات هذا المرض علها تكون سلوان له
في البدء ليتذكر كل مريض أن المرض بلاء من الله عز وجل وليتمعن في هذا الحديث
في صحيح ابن حبان عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
"إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فلا يزال الله تعالى يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها" والحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع
وكذلك
عن صهيب قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه ، إذ ضحك ، فقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟ قالوا : يا رسول الله ! ومم تضحك ؟
قال: ( عجبت لأمر المؤمن ؛ إن أمره كله خير ، إن أصابه ما يحب ؛ حمد الله وكان له خير ، وإن أصابه ما يكره فصبر ؛ كان له خير ، وليس كل أحد أمره كله خير إلا المؤمن . ) . ( صحيح )
وكذلك
قول الرسول صلى الله عليه وسلم : [ أو ما علمت أن المؤمن يشدد عليه ليكون كفارة لخطاياه ] . إسناده صحيح على شرط الشيخين
فالبلاء والمحن وإن كانت في ظاهرها قاسية ومؤلمة ولكن !!
لننظر إلى الجانب المشرق فيها
فهي بلاء من الله لتكفير ذنوب وزيادة بالأجر إن شاء الله
ولا يضيَّع الإنسان الآجر من بين يديه بقلة صبره وكثرة سخطه
هنا
سأروي تفاصيل أخرى
سأعبر عن مشاعر ضلت حبيسة لأضلعي أربع سنوات
سأنطق بما لم أنطق به
وسأعلن ما أخفيته وأطلت إخفائه عن أهلي وأصدقائي بل وحتى عن نفسي ..!!
هنا
ستكون حكايتي مع مرضين من أخطر أمراض العصر ( وبالتفاصيل ستعرفون المرض الأخر)
هنا
ستكون مسيرة أربع سنوات ولكن بشكل مختلف
بداية الأعراض ومقدمات المرض :
بدايةً لم يكن يظهر علي أية تغيرات من ناحية صحية ولم يكن هناك شيء يوحي بمرض , إلى أن وصلت أواخر الصف ثاني ثانوي .
بدأت تظهر علي ملامح السمنة الغريبة , أصبحت أكل بشراهه وجسمي بدأ وكأنه ينفجر ويزداد بشكل متسارع وفي فترة وجيزة كان وزني إنقلب إنقلابه هائلة وأنتقل من الـ 65 تقريباً إلى حدود الـ 115 .
كل هذا حصل في ظرف سنتين تقريباً .
كنت خلالها أنهيت المرحلة الثانوية وإنتقلت للشرقية للدراسة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والتي كانت حلم حياتي.
لم يكن يدور في خلدي أن هذا الزيادة العجيبة في وزني ماهو إلا ورم يزداد حجمه في أحشائي ,
فكل ما كان يخطر في بالي أنه كأي شخص عادي مجرد سمنة عادية بسبب إعتمادي على أكل المطاعم بحكم أني أصبحت في غربة فلا يتوفر لدي إلا أكل المطاعم .
لم يُكتب لي الإستمرار في الجامعة بسبب ضعفي في اللغة الإنجليزية فقمت بسحب ملفي ورجعت للرياض ودخلت التخصص المحبب لدي .
وإلتحقت بكلية المعلمين قسم مسار رياضيات .
وسبحان الله عسى أن تكرهوا شيء وهو خير لكم, فتحطم أحلامي بان أكمل دراستي بالبترول كان خيراً لي لأعود للعاصمة حيث المستشفيات متقدمة أكثر .
أكملت دراستي بكلية المعلمين بشكل ممتاز وأنهيت أول مستويين وبدأت المستوى الثالث وحالي لازال كما هو .
فوزني لا زال يواصل تحطيم الأرقام حتى عانق الرقم 130تقريباً .
في نهاية المستوى الثالث من دراستي بدأت أحس ببعض الألم في بطني ,
كنت أظنه مجرد ألم عادي يأتي كل الأشخاص فلذلك لم اعر الأمر أي اهتمام .
ولكن الألم اخذ بالازدياد يوماً بعد يوم حتى لم أعد اطيق الاحتمال .
توجهت إلى مستشفى حكومي صغير قريب من بيتنا , وأتذكر الدكتور الذي كشف علي جيداً .
بعد أن قام بالكشف علي صرف لي علاج وقال إنها نزلة معوية ستذهب بعد ثلاث أيام , أخذت العلاج وانصرفت وأنا موقن أن كلام الطبيب صحيح وأخذت استعمل العلاج.
ولكن مرت ثلاث أيام دون أن يحصل شيء .
بل على العكس .
الذي حصل أن الألم ازدياد , ثم اخذ لون البياض في العين ينقلب إلى اللون الأصفر
فقالت لي والدتي أطال الله بعمرها أن هذا صفار
"مرض يسمى الصفار ناتج عن ازدياد في إفراز القناة الصفراوية وهو مرض معدي"
فعدت إلى المستشفى والى نفس الدكتور وبعد أن رآني عرف مابي من عيني ولكن عمل التحاليل المطلوبة للتأكد فقط
وبعد ظهور التحاليل .
اتصل بي المستشفى واستدعاني وأكد لي أني مصاب بالصفار وطلب تحليل للماء من بيتنا للتأكد أن الماء ليس سبب لأن المرض معدي ويخشون انتقال العدوى .
والنتيجة كانت أن الماء لاعلاقة له بالأمر.
تم تحويلي على أثر النتائج إلى مستشفى الشميسي .
في مستشفى الشميسي :
قبل أن أذهب لمستشفى الشميسي وكانت نظرتي للمستشفيات لازالت بيضاء , ولكن للوهلة الأولى تصاب بالإحباط وتعلم أن الأهم من كونك تملك تحويل مختوم بأسفله حالة إسعافية هو أن تملك واسطة !!!
أتذكر جيداً عندما توجهت للمستشفى ودخلت الإسعاف
كانت أسياب المستشفى ممتلئية بالمرض
أحسست أن كل أهالي الرياض أصبحوا مرضى وتجمعوا هنا
عملت الإجراءات اللازمة وجلست مكان الإنتظار أتلفت على بعض المرضى , أحدهم كان يحمل طفل إبتلع شيء سد مجرى التنفس لديه أجبروه ينتظر كغيره ولكن سمح له الأخرون أن يتقدم عليهم .
أخر أحضر صديقه يحملونه على سرير يتلوى من شدة الألم , يسألونه مابه يقول لا أعلم دخلت عليه في شقته ووجده هذه حالة يسألونه كم له على هذه الحال يقول لا أعلم من ثلاث أيام لم أره .
أقلب نظري بينهم أحاول أن أتحسس مشاعري ولكن يبدو أن ألمي سرق مني الإحساس بكل شيء في ذلك الوقت
جاء دوري ودخلت
طبيب هندي لا يفقه عربي ولا حتى انجليزي معه ممرض سعودي .
الطبيب إكتفى بالمشاهدة وترجمة الكلمات الإنجليزية بالدكشينري للغته حتى يفهم ما نقول
أما الممرض فهو الذي قام بعمل الطبيب وبصعوبة يتم التفاهم بينهم
عمل كشف سريري مجرد تحسس لمنطقة الألم
وأخيراً تم أخذ تحاليل دم سألتهم هل أنتظر قالوا لا بالغد ستظهر تعال غداً هنا
ذهبت وعدت بالغد قالوا أن إنزيمات الكبد مرتفعة الممرضة من أخبرتني بذلك أما الطبيب فلم أجده
ولم يتم تحويلي للعيادات
ولا قابلت طبيب
ولم أجد من أستطيع التفاهم معه
عندها خرجت ووددت أن لا أعود هنا مرة أخرى .