بناء المساجد سبب لدخول الجنة
عن عثمان بن عفان أنه قال عند قول الناس فيه حين بني مسجد رسول الله :
إنكم أكثرتم عليَّ وإني سمعت رسول الله يقول:"من بنى مسجداً يبتغي به
وجه الله، بنى الله له بيتاً في الجنة". وفي رواية:"بنى الله له مثله في
الجنة".( )
"مثله": أي في الشرف والفضل والتوقير لأنه جزاء المسجد فيكون مثلاً له في صفات الشرف.
وعن أبي ذر قال: قال رسول الله : "من بنى لله مسجداً قدر مفحص قطاةٍ بنى الله له بيتاً في الجنة".صححه الألباني في الترغيب (263).
"مفحص" أي: محل فحصها للتبيض والفحص الكشف والبحث.
وعن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله يقول: "من بنى لله مسجداً يُذكرُ فيه، بنى الله له بيتاً في الجنة".الترغيب(264).
وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله قال: "من حَفَرَ بئر ماءٍ لم يشرب
منه كبدٌ حَرّى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة، ومن
بنى مسجداً كمفحص قطاةٍ أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة".(
)"حَرّى":أي عطش وهي فعل من الحر تأنيث حران وهما للمبالغة يريد أنها لشدة
حرها قد عطشت ويبست من العطش، كما في "اللسان".
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي قال: "من بنى مسجداً لا يريد به رياءً
ولا سمعةً بنى الله له بيتاً في الجنة". صحيح الترغيب(270).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إن مما يلحق المؤمن من عمله
وحسناته بعد موته، علماً عَلَّمه ونَشَرَه، أو ولداً صالحاً تركه أو
مصحفاً وَرَّثه أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً
أجراه، أو صدقةً أخرجها من مالهِ في صحته وحياته، تلحَقُهُ من بعد موته".
صحيح الترغيب رقم (271).
فاحرص أخي المسلم على بناء مسجد ، لتنال هذا الأجر .
"فمن بنى لله تعالى" ، أي لأجله ابتغاء لوجهه " بيتاً" مكاناً يصلى فيه
وتقييد البعض بالجماعة غير معتبر . قال الحافظ العراقي: ولا بد لحصول هذا
الثواب من اسم البناء فلا يكفي جعل الأرض مسجداً بدونه، ولا نحو تحويطه
بطين أو تراب ، ولا يتوقف حصوله على بنائه بنفسه بل أمره كاف ، والأوجه
عدم دخول الباني لغيره بأجرة ، وقضية إناطة الحكم بالبناء عدم حصوله لمن
اشترى بناء ووقفه مسجداً والظاهر خلافه اعتباراً بالمعنى.انتهى. وتبعه
تلميذه ابن حجر.
وفيه ندب بناء المساجد. قال النووي: ويدخل فيه من عمره إذا استهدم فيتأكد
بناؤه وعمارته وإصلاح ما تشعب منه ويسن بناؤه في الدور والمراد بها كما
قال ابن دقيق العيد القبائل . وفيه ندب كنسه وتنظيفه وتحريم تقذيره حتى
بطاهر لأنه استهانة به .
وعن أبي هريرة :"أن امرأة سوداءَ كانت تَقُم المسجد ففقدها رسول الله
فسأل عنها بعد أيام فقيل له: إنها ماتت. قال:"فهلا آذنتموني؟" فأتى قبرها
فصلى عليها".( )"تقم المسجد":تجمع القمامة، وهي الكناسة.قال الحافظ ابن
حجر رحمه الله:"في الحديث فضل تنظيف المسجد، والسؤال عن الخادم والصديق
إذا غاب،وفيه المكافأة بالدعاء والترغيب في شهود جنائز أهل الخير".اهـ.
فتح الباري.
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى :فائدة: قال ابن الجوزي: من كتب اسمه على المسجد الذي يبنيه كان بعيداً من الإخلاص .اهـ.
ومن بناه بالأجرة لا يحصل له هذا الوعد المخصوص لعدم الإخلاص ، وإن كان يؤجر بالجملة.اهـ. الثمر المستطاب (1/457-458) .