اخرجوها من غرفة العمليات اعصابها مشدودة وقدمت له الممرضة المولود الجديد نسي زوجته والعالم باسره وركض الي الممرضة مسرعا وقال:ماذا رزقت؟
ردت قائلة:انثي
واذا بتيارات حزن تختنقه وكانت البنت في قمة الجمال وقالت امها انها (وجد) سنسميها( وجد)
نظر اليها والي ثغرها الطري يتحرك وكانت عيونه تتحدث وكانه يقول لها لماذا اتيت لم اريدك انت كم انتظرت المولود
ثم دخل الي زوجته بعد ان نقلوها الي غرفتها ...........تحدثت اليه وقالت: الم ترها انها جميلة جدا انظر الي هذه الشعرات الشقراء ما أروعها
قال باقتضاب:حمدا لله علي سلامتك
تراجعت الزوجة وترغرغت عيناها بالدموع.......ضمت ابنتها ونظرت اله نظرة فاحصة.....وكاد ان يعميها الحزن الذي يتلبسه.....اشاحت بوجهها عنه والقمت وجد ثديها.... تدفقت جرعات زائدة من الحب والحنان لتعوضها عما ستفقده من حنان الاب
مرت الايام و(وجد) تكبر وتحلو وابوها غير مكترث لها وعيناها الزرقوان تلمعان وتسحران كل من يراهما بصفائهما وبريقهما صار عمرها ثلاث سنوات وخصل الشعر الاشقر وصلت الي كتفها ثغرها شديد الحمرة بدا يتحرك بكلمات تدغدغ القلب
ذات يوم جالسا علي الاريكة مذهولا لما حوله فامسكت الكرة ورمتها اليه ارتطمت الكرة برجله ولم ينتبه وركضت نحو الكرة ورمتها اليه مرة ولكن لم ينتبه ايضا
فصعدت علي الاريكة وقبلت يده ووضعتها علي خده لكنه لم يتحرك نظرت اليه فاذا هو نائم وضعت راسها علي حضنه وبدات تغني بكلمات قليلة حفظتها من امها وتمرر يديها علي يده وكانه طفلها وهي تنومه دخلت الام فوجدت الاثنين معا تفاجأت وامتلات عيناها بالدموع فرحا .......وعندما استيقظ من عمله قبل (وجد) قبلة سريعة ومضي الي عمله ولاول مرة منذ ان ولدت اخذ يفكر ماذا سيجلب لها وهو عائد الي المنزل فقرر ان ياتي لها بكيسا مليئا بالسكاكر وعاد الي البيت في المساء فتحت زوجته له الباب وهي في ثياب الخروج
فقال لها:الي اين تذهبين في هذا الوقت
قالت:ابي مريض جدا ونقلوه للمستشفي واود ان اراه
قال:ساوصلك
قالت :قالت ابق انت مع وجد وسياتي اخي لاخذي
قال:حسناً
ذهبت ام وجد وبقي هو و(وجد) بالمنزل وبدل ملابسه ودخل الي غرفة الجلوس .... كانت وجد تجلس ارضاً وتلاعب دميتها .... ورسم ثغرها ابتسامة مميزة كانها تستدر العاطفة
وقال:اتعرفين ماذا جلبت لك يا (وجد)؟؟!
ردت بابتسامة
قال:خذي هذه السكاكر انها ملونة ولذيذة
احتضنت (وجد) السكاكر وكانها رات كنزاً ثمينا واشارت اليه بان يفتح لها واحدة ففعل ووضعها في فمها !!ما هذا الشعور الرائع الذي حرم نفسه منه كل هذه الايام ؟؟؟؟؟
جلس علي اريكته .... و(وجد) تلعب مع دميتها ....وبدا يحس بالتعب ومد رجليه علي الاريكة وقال في نفسه اليوم كان شاقاً جداً.... واخذ ينظر الي (وجد) وكانه يراها لاول مرة ... التعب يزداد وصورة وجد تهتز في عينيه من شدة التعب اصفر وجهه وبدا يشعر بالاختناق وحاول ان يمد يده لكي يفتح النافذة ولكن حركته كانت مشلولة ... فك ازرار القميص قرب رقبته ووجهه بدا شاحبا ....العرق بارد يتصبب بغزارة .... قلبه ينبض بسرعة .... اطرافه باردة...حاول الوقوف طلبا للمساعدة ولكن وقع ارضا قبل ان تصل يده الي الهاتف لم يعد يري شيئا حتي قدرته في الكلام اصبحت مشلولة الظلام يملا راسه عرف انه الموت حاول ان يذكر الله لعله يغفر له لكن لسانه لم يستجب انه يشعر بنفس قربه انها (وجد)يداها ترتجفان وعينا ها تبكيان المسكينة الصغيرة لم تعرف ماذا ستفعل؟؟؟؟!!!
اخرجت السكرة من فمها فهي لا تملك غيرها ووضعتها في فم ابيها وضمت راسه بيديها وهي تبكي وبدات امارات الارتياح تظهر علي وجهه عادت زوجته بعد زمن قليل واحضرت الطبيب واجري له الفحوصات وقال:لقد اصبت في انخفاض حاد في السكر وكدت ان تموت ولكن هذةالسكرة انقذت حياتك؟؟؟؟!!!!
اخذ يبكي كالولد الصغير استغرب الطبيب وانسحب وهو لا يدري لماذا كل هاذا البكاء؟؟
حملت الام صغيرتها واتجهت الي غرفة نومها
فناداها ام (وجد) ولاول مرة يناديها بأم (وجد)
قال:اريد وجد
قالت: انها نائمة
قال: اريد ان اقبلها
واخذ وجد في حضنها وقال لها سامحيني
((وعسي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي ان تحبو شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون))