بعد انتهاء شهر رمضان يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بعيد الفطرالمبارك ، ويبدءون يومهم بصلاة العيد.
والمصريين منذ أقدم العصور مشهورون بحبهم للاعياد ولهم عادات و شعائر جميلة اختلفت باختلاف العصور التى مرت على مصر :
ففى العصر الفاطمى كان من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر توزيع الحلوى على
جميع موظفي الدولة وإقامة الموائد الضخمة التي تحوي كل طريف في القصر، وقد
أنشئ لهذا الغرض مطبخ لصناعة الحلوى أطلق عليه "دار الفطرة"، وقد أنشئت في
عهد الخليفة العزيز بالله وهو أول من بنى "دار الفطرة".
وكان يقام في القصر مائدتان بمناسبة عيد الفطر:
وكان المصريين فى عصر الدولة العثمانية يحتفلون بالعيد عقب أداء صلاة فجر
أول أيام العيد، حيث يصعد أمراء الدولة والقضاة في موكب إلى القلعة،
ويتوجهون إلى جامع الناصر محمد بن قلاوون داخل القلعة لأداء صلاة العيد ثم
يصطفون لتهنئة الباشا. وفي اليوم التالي كان الباشا ينزل للاحتفال الرسمي
بالعيد في (الجوسق) المعد له بميدان الرملية (القلعة) والذي فُرش بأفخر
الوسائد والطفافس، ويتقدم للتهنئة الأمراء الصناجق (كبار البكوات
المماليك) والاختيارية (كبار الضباط) وكتخدا اليكنجرية (الانكشارية) وتقدم
القهوة والحلوى والشربات، وتفوح روائح المسك والبخور، ثم يخلع الباشا على
أرباب المناصب والأمراء، كما يأمر بالإفراج عن بعض المساجين.
ويسهر الناس ليلة العيد في ابتهاج وسرور، وقد أعدوا الكعك والحلوى
لتقديمها للأهل والزوار ويأخذ رب الأسرة زينته ويصطحب أولاده إلى المسجد
لأداء صلاة العيد، كما اعتاد الناس زيارة المقابر للتصديق على أرواح
موتاهم وإشعارهم بالأنس والمحبة، ويحرص الشباب على الخروج في جماعات
للنزهة في النيل، كما يشهد خليج القاهرة وبِرْكة الأزبكية وبركة الفيل
وجزيرة الروضة ازدحامًا هائلاً.. وكانت مدافع القلعة تُطلق أيام العيد
الثلاثة في أوقات الصلاة الخمسة.
[b]الاحتفال بالعيد فى العصر الحديث
اما فى العصر الحديث فالمصلون يحتشدون بعد طلوع الشمس مباشرة في أبهى حلة
في الجوامع، ويؤدون صلاة العيد، ويحرص الجميع على ارتداء ملابس جديدة
ومن اشهر الاكلات أيام العيد: الكعك – الفطير – الشريك – السمك المملح،
وكميات هائلة من المكسرات، والبعض يفضل أطباقًا من اللحم والبصل والطحينة…
ومعظم المحلات تغلق أبوابها خلال أيام العيد.
والأطفال أكثر ولعا واحتفاء به فالعيد عندهم يعنى (العيدية ..والمراجيح..
والملابس الجديدة.. والكعك.. والألعاب ، وزيارة الاماكن الترفيهية
كالحدائق والسينما والملاهي وكذلك الالتقاء بالاصدقاء ، و زيارة الأقارب
وتبادل التهاني)
وقد حرصت الملاهي والحدائق علي توفير وسائل اللعب واللهو وفي مقدمتها المراجيح الشهيرة.
المراجيح نفسها لم يتوقف وجودها علي الملاهي والحدائق, بل ذهبت إلي الأطفال في الميادين والمناطق الشعبية.
والعيدية إحدي السمات الاساسية للاحتفال بالعيد وهي عادة جميلة ورسالة حب
وود تدل علي التكافل الاجتماعي والشعور بالآخرين واسعادهم فينتظرها
الاطفال مع أول أيام العيد من الأبوين والأقارب ليتباهوا ويتفاخروا فيما
بينهم بما حصلوا عليه من نقود، والعديةهى عبارة عن هدية صغيرة لجلب الفرحة
والسعادة للأطفال.
ومن المظاهر الاحتفالية للعيد أيضا شراء الملابس الجديدة سواء للأطفال أو
الكبار فقبل العيد تزدحم الشوارع والمحلات ويزيد الإقبال علي شراء الملابس
والاحذية الجديدة بمناسبة العيد وتنتعش الأسواق.
و الاحتفال بالعيد يجب ان يدخل البهجة والفرحة علي أفراد الاسرة فهذا أمر
مطلوب في الدين الإسلامي فصناعة الكعك أو شراؤه تدخل علي الأسرة السعادة
والسرور، ومن خلاله يستطيع الفرد ان يصل به اقاربه وأصدقاءه كهدية .
[/b]