|
تهدف إسرائيل من حملتها البرية إلى فرض شروطها وتحييد حماس (رويترز)
| وديع عواودة-حيفا
بموازاة مساعي المؤسسة الحاكمة في إسرائيل لتحطيم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإخضاعها، تتزايد الأصوات المحلية في إسرائيل الداعية إلى تفادي مغامرة الاستمرار في الاجتياح البري، وإلى إيجاد مخرج دبلوماسي، محذرة من عبثية البحث عن "رايات بيضاء" فلسطينية. وتوضح صحيفة معاريف في عدد الاثنين أن إسرائيل تهدف من حملتها البرية والتهديد بتوسيعها إلى تدويل الأزمة، وفرض شروطها بمواصلة محاصرة القطاع ومنع تهريب السلاح وتحييد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في كل ما يتعلق بمعابر هذا السلاح، وضمان "حقها في الدفاع" عن نفسها بقوة مستقبلا. وكررت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي لفني الاثنين ما قالته أثناء جلسة الحكومة الأحد من أن إسرائيل لا تبحث عن نتائج سياسية مع حماس بل ضدها تفاديا لمنحها الشرعية. ومن جانبه يسعى رئيس الحكومة إيهود أولمرت -الذي شرع في اتصالات ماراثونية مع قادة دول العالم الغربي- لإنجاز اتفاقية تهمش دور حماس وتفرض عليها شروطا إسرائيلية وبغطاء دولي ومشاركة مصرية قبيل انعقاد مجلس الأمن الأربعاء.
|
جريح من قوات الاحتلال الإسرائيلي (الجزيرة)
| كمائن المقاومة ويدعو عدد كبير من المعلقين والمراقبين الحكومة إلى قطف ثمار "الإنجاز" العسكري وترجمتها باتفاق سياسي، محذرين من مغبة توسيع العملية البرية والمراهنة على كسر إرادة حماس ودفعها لرفع الراية البيضاء.وفي مقاله اليوم الاثنين قال المعلق العسكري لموقع صحيفة يديعوت أحرونوت رون بن يشاي إن ساعة وقف المجهود العسكري واستغلاله لمكاسب سياسية قد حانت. وحذر بن يشاي من التقدم البري والوقوع في كمائن المقاومة واستدراج الجيش المحتل إلى قلب المناطق السكنية بغية قنص جنوده واستهداف دباباته بالصواريخ المضادة للدروع. وأكد المعلق عوفر شيلح في مقال نشرته معاريف بعنوان "الجيش يشتري الوقت" أن الإسرائيليين متعطشون للدماء ولانتصارات عسكرية ليس مهما على مَنْ، بعد "صدمة لبنان". وقال إن المشكلة تكمن باستمرار المقاومة في إطلاقها الصواريخ وبتجلي نتائج القتال الحذر بعدد القتلى الفلسطينيين فقط، وأضاف "ضغط الإسرائيليين للمزيد يتعاظم وهكذا الخطر من نجاح واحد للمقاومة يكون كافيا لصبغ الحملة البرية بلون آخر". قوة الردع وتحت عنوان "هدنة الآن" دعت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها الاثنين إلى تلبية دعوة الرئيس الفرنسي ساركوزي لهدنة إنسانية ليومين واستغلال زيارته كمحطة للخروج من عملية القتال، وتساءلت عن الحكمة من استمرارها محذرة من مغبة انتهائها بخسائر باهظة وبتورط عسكري. ولفتت إلى أن إسرائيل استهدفت بـ"الرصاص المصبوب" وقف صواريخ حماس، وإضعافها وخلق واقع أمني مريح في جنوبها. ودعت إلى الحرص على هذه الأهداف محذرة من اللهث وراء محاولة عبثية لإسقاط حكم حماس وانتظار رايتها البيضاء ومن التورط في حرب استنزاف. مؤكدة أن قتل المزيد من الفلسطينيين لا يعزز قوة الردع. وكشف المعلق العسكري أمير أورن للقناة العاشرة عن أهداف سياسية للعدوان وقال إن التحدي الإسرائيلي يتمثل في خلق غلاف عربي وعالمي حول غزة منزوعة الصواريخ واستعادة حكم السلطة الفلسطينية فيها. وقال إن ذلك يحتاج ربما لانتخابات جديدة يشارك فيها فقط من يعترف بإسرائيل وباتفاقات أوسلو.
|
أبراهام بورغ قال إنه منذ حرب يونيو/حزيران لم تحقق إسرائيل الانتصارات (الفرنسية)
| الانتصارات غير موجودة وتحت عنوان "الانتصارات غير موجودة" أكد رئيس الدولة السابق أبراهام بورغ أنه منذ حرب يونيو/حزيران لا تحقق إسرائيل الانتصارات. وحذر من فشل جديد في غزة.بورغ -الذي سبق أن حمل بشدة على إسرائيل وتفاقم عدوانيتها وفاضل بين ممارساتها وممارسات النازية في كتابه "أن نهزم هتلر"- انتقد الحكومة الإسرائيلية لتجاهلها انتقال العالم من المواجهات العسكرية إلى الحوار ودعا إلى بناء الجسور بين الطرفين. وأكد المعلق السياسي البارز في هآرتس عكيفا إلدار أن الحملة الإسرائيلية الواسعة لا تهدف بالأساس إلى ضرب البنى العسكرية لحماس وإنما تريد تفكيك بناها المدنية بصفتها الجهة الوحيدة التي تتحدى سلطة الرئيس محمود عباس. وتساءل إلدار عن موعد استيقاظ الإسرائيليين من وهم تخليد الاحتلال، وأضاف "الجواب: طالما انتظر المجتمع الإسرائيلي قيام الفلسطينيين برفع رايات بيضاء فإن رايات سوداء ستبقى ترفرف فوق رؤوسنا".
|