متعة الحديث ( الحلقة الثامنة)

عدم الفطنة....الطعام


لا تجادل أبداً، وأنت على مائدة طعامٍ تشتهيه، لأن الشبعان يفوز هناك دوماً.

***

يقول الحارث بن كلدة: المعدة بيت الداء، والحمية رأس كل دواء.

***

كل قليلاً تعش كثيراً.

***

يقول الحارث: من سرّه البقاء -ولا بقاء- فليباكر الغداء، وليعجل العشاء، وليخفف الرداء، وليقلَّ من غشيان النساء.

***

يقول أبقراط: الإقلال من الضار خيرٌ من الإكثار من النافع.

***

قيل لجالينوس: مالك لا تمرض؟ فقال: لأني لم أجمع بين طعامين رديئين، ولم أُدخِل طعاماً على طعامٍ، ولم أحبس في معدتي طعاماً تأذيت به.

***

من يأكل فوق الشبع، يحفر قبره بأسنانه.



نصف الكأس....التفاؤل والتشاؤم


يقول إيليا أبو ماضي:

قال السماء كئيبةٌ وتجهما
قلت ابتسم يكفي التجهم في السما
قال الصبا ولى فقلت له: ابتسم
لن يُرجِع الأسفُ الصبا المتصرما
قال: التي كانت سمائي في الهوى
صارت لنفسي في الغرام جهنما
خانت عهودي بعدما ملّكتها
قلبي فكيف أطيق أن أتبسما
قلت: ابتسم واطرب فلو قارنتها
قضّيت عمرك كله متألما
قال: العدا حولي علت صياحهم
أأسرُّ والأعداء حولي في الحمى؟
قلت: ابتسم لم يطلبوك بذمهم
لو لم تكن منهم أجلَّ وأعظما
قال: الليالي جرّعتني علقماً
قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنماً
طرح الكآبة جانباً وترنما
أأُترك تغنم بالتبرم درهماً
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما
يا صاح لا خطرٌ على شفتيك أن
تتثلما والوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب يضحك والدجى
متلاطمٌ ولذا نحب الأنجما

***

يقول المثل الفرنسي: إذا ركلك الناس من الخلف، فاعلم أنك في المقدمة.

***

المتشائم هو من يقول: لو اتجرت في الأكفان ما مات أحد.



يقول حكيم فارسي: ما شكوت الزمان، ولا بَرِمت بحكم السماء، إلا عندما حفيت قدماي، ولم أستطع شراء حذاء، فدخلت مسجد الكوفة، وأنا ضيق الصدر، فوجدتُ رجلاً بلا رجلين، فحمدت الله وشكرت نعمته عليّ.

***

ما فائدة الدنيا الواسعة، إذا كان حذائك واسعة.

***

الضربة التي لا تقتلك تقويك.

***

لو فطر الطائر في الذبح، ما حام حول القمح.




عقول أنثوية


تضحك المرأة عندما تستطيع، وتبكي عندما تريد.

***

في إحدى المسرحيات، بكى الرجل بإخلاصٍ، أما الزوجة فلم تستطع أن تبكي؛ لأنها مدعوةٌ إلى حفلة عشاء بعد ذلك.

***

مات لعبد الملك ابن، فجاءه ابنه الوليد، فعزاه، فقال: يا بني مصيبتي فيك أعظم من مصيبتي في أخيك، متى رأيت ابناً يُعزِّي أباه؟ قال: يا أمير المؤمنين أمي أمرتني بذلك، فقال: نعم هو من مشورة النساء.

***

طلبت إحدى السيدات، وهي في نزع الموت من زوجها فقالت: عشت ما عشت معك من دون أن تشكو مني، فإذا أردت أن تكافئني بشيء، فعدني وعداً صادقاً، بأن لا تبين مقدار عمري في الخبر الذي ستنشره في الجرائد عند وفاتي.

***

توفي رجل، فجاء أحد أصدقائه ليعزي زوجته، فقال لها: لقد كان زوجك صديقاً حميماً لي، فهل أستطيع أن أحصل على شيء من مقتنياته يذكرني به: فهمست زوجته، وقد اغرورقت عيناها بالدموع: هل أصلح أنا؟.