رسالة شهر يناير

بعد ان حدث الشجار بينهم و اندلقت المواجع قرب تلك المدفئة ساد الصمت بينهم للحظات ..بعدها حمل معطفه و رحل ..ليغلق الباب خلفه بشدة ..و لتتملك الوحدة نفس (لورا) احتضنت ذراعيها قدميها ليملأ
صوت نحيبها المكان ..بعد ساعتين من خروجه يعود (خالد)و في يده باقة صغيره ملأها بالجاردينيا وهي أحب الزهور إليها..يطرق الباب مرة ..اثنتان..أستمر الطرق ينادي باسمها(لوار... لوار .) و لكنها لا تجيب ..رحل و عاد في اليوم التالي و اليوم الذي يليه و الذي يليه والنتيجة لوار لا تجيب ...
(رحلت ) أستنتجها خالد من وسط أفكاره الكثيرة و اشتعلت عيناه بنار الغضب المتأجج في نفسه ..لماذا تركتني ..فجأة .. (بونسوار) قالها ساعي البريد هو موطئ الرأس يبحث في حقيبته الكبيرة ليخرج بعدها تلك الرسالة ويقول(نوسوم اوه مواه دوه جانقيه)لم يفهم خالد ما أراد هذا الرجل الفرنسي منه كأنه يحدث نفسه و لكن فهم أنه يطلب توقيعه بحركة سريعة وقع علي الاستلام أرتسمت علي محياه ابتسامة وهو يقول( تريه بيان ميرسي) قال خالد وهو يبادله نفس الابتسامة(باردون)..وما أن أنصرف الرجل حتى تلاشت تلك الابتسامة المصطنعة و حلت مكانها ابتسامة مكر.. همت يداه بتمزيق غلاف الرسالة بسرعة كبيره و بنفاذ صبر كأنه ينتظر رحيل الساعي بأسرع وقت ممكن ..وما أن وقعت عيناه علي محتوي الرسالة حتى تلاشت تلك النظرة و تغيرت ملامح وجهه و اغتيلت نظرة الحماس المفرطه من عيناه ماذا كانت تقول أسطر الرسالة؟؟!! ..بصمت غريب أخذ يخطوا علي عتبات الدرج الطويلة ..عبرها الي خارج الحي نظر بنظره عابرة الي موقع منزلها المظلم و الستائر تتراقص علي نسمات الهواء الباردة ..مساءا جميل و لكن الموقف مؤلم..لم يكن يرنوا الي هذه النتيجة العقيمة بل كان يرنوا الي أن تتفهم وضعة الحالي و تقدر موقفه الصعب ..وأن تصفح عنه وتسامحه ..لا أن ترمي به خارج نطاق حياتها الي الأبد دون سابق إنذار أنه حكم القدر لا حكم أنفسنا ..أخيرا وصل الي العمارة التي يقطن بها ولكن بعد عناء طويل ..فلقد دار الشوارع ..شارعا شارع ....و القي التحية علي أزقة الحي ..و بكي علي أفوه الدروب ..و ودع كل طريق جمعهما ..من حديقة عامة ..من مقهى ..من متجر ..عاد و الحزن يعتصر قلبه أخذ يدخل مفتاح الشقة ولكن دون جدوى حتي المفتاح أصبح ضده ..نفذ صبره ..(اللعنه عليك ).قالها .وهو يضرب الباب بقدمه بكل ما أوتي من قوة.... الي أن آلمته قدمه وخارت قواه.. الصق جسده بالجدار وأطلق زفرة غضب خافتة احتوتها أنفاسه المتسارعة ....و من علي الجدار الصامت نزولا الي ان لامست أطرافه سطح الأرض ..جلس بقرب الباب العنيد ثانيا أحد ركبتيه و فاردا الأخرى..نظر الي السقف بعينين مولئت بكل لغات الدهشة و سوء الطالع ..يتنهد بعمق مرجعا الأمل الي ثنايا قلبه المجروح .قال بحزم (هذه هي حياتي وأن لم أعيشها فمن غيري سيعيشها !؟) هذا الواقع المرير بعينه الذي لا يقبله العقل رغم أدراكه ..وقف خالد وأخذ ينفض ملابسه من حبيبات الغبار العالقة به لتتلاشى كل ذكري لمسها بأطراف أصابعه لتذهب مع أساطير النسيان .. ؟؟


(معاني الكلمات الفرنسية):
(بونسوار) :مساء الخير.
(نوسوم اوه مواه دوه جانقيه): نحن في شهر (يناير)
(تريه بيان ميرسي (:حسنا جدا ,شكرا
) باردون): عفوا

انتظر ردودكم

يسلمو

مشكوورين ع المروور

الشكر الك

الــعفـــــــــــــوو ..

شكراً

شكرا

مشكوورين ع المروور وع الردوود