» القرآن وأهل البيت عدلان متكافئان
ولم يكن إيصاء الرسول الكريم صلى الله عليه و اله بالقرآن والعترة عليهم السلام مقتصراً على الموقف الذي أشرنا إليه آنفاً - حين قرب وفاته صلّى الله عليه وآله - بل تكرّر عنه في مواقف كثيرة، منها: أنه صلّى الله عليه وآله جمع الناس في مسجد الخيف، بعد أن نزل قوله تعالى: (إذا جاء نصر الله والفتح)(5) بمنى في حجة الوداع، فقال: «أيّها الناس! إني تارك فيكم الثقلين إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ولن تزلّوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبّأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض كإصبعي هاتين - وجمع بين سبّابتيه- ولا أقول كهاتين - وجمع بين سبّابته والوسطى- فتفضل هذه على هذه»(6).
وهناك رواية عن الإمام الصادق سلام الله عليه يفسّر فيها هذا الموقف من رسول الله صلّى الله عليه وآله، مفادها أن الناس - عادة - إذا أرادوا وصف شيئين بأنّهما لن يفترقا, مثَّلا لهما بجمع السبّابة والوسطى، ولكنّا نلاحظ أنّ الرسول صلّى الله عليه وآله جمع بين سبّابتيه، فلماذا فعل ذلك؟
يفسّر الإمام سلام الله عليه ذلك ببيان مفاده أن النبي صلّى الله عليه وآله أراد أن يبيّن أن القرآن والعترة عدلان متكافئان - إضافة إلى أنهما لا يفترقان - فإن الوسطى أطول من السبابة قليلاً، ولكن حيث إن النبي صلّى الله عليه وآله جمع سبّابتيه فهذا معناه أنه لا القرآن أطول من أهل البيت سلام الله عليهم ولا أهل البيت أطول من القرآن الكريم(7).