الصديق ... العدو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أقدم لكم أول قصة ( الصديق ... العدو)



يتحرك معي –هو- دائما في كل خطواتي, تحركاتي, صمتي ,همساتي,, يذهب معي أينما أكون,, لكني حقا أكاد اكرهه لا اعلم لماذا؟! لكني أقسو عليه كثيرا بالفعل ,, رغم انه دائما معي:- في مسراتي معي... يضحك دائما,,, في معاملاتي مع الناس يكون معي باسما مجاملا لسانه لبق في الحديث يجذب الناس لي ,, وعلى النقيض في أحزاني أجده حزينا لي و لحالي ,, أحيانا أيضا أجده باكيا... أوبخه دائما فينقلب علي ولكن قليلا فهو دائما مطيعا ,, في مرضي يكون معي أحس بوهنه و ضعفه وأنا مريض أجده يتحطم...

انه معي منذ طفولتي حضر معي مراحل نموي كلها... أتتصورون ذلك؟؟ انه معي منذ..... انتظروا ... سأقص لكم حكايته معي........

منذ أن أصبحت أدرك ما حولي و أتعرف عليهم وجدته معي
كنت اعتقد انه معي منذ تلك اللحظة فقط , لكنه أصر انه معي منذ ولادتي ,, اثبت ذلك لي بالصور... بسؤال ابي , امي , اخوتي , بسؤال الناس....إذا انه اقدم صديق لي.

صراحة كنت احبه و أنا صغير فقد كان مصدر من مصادر جذب الناس لي و استحسانهم لي دائما ينظر الناس لي من خلاله ... ولكنه التطور ربما التمرد ,, فكلما كبرت ازداد سوءا , ازداد كرهي له و ازداد نفور الناس منه ,, الاستحسان تبدل للاستهجان ,, و منه صار نقطة ضعفي ربما تكون الوحيدة مع الناس ,, و لكنه معي حتى الان..

صائحا فيه بغضب : إني أكرهك و لا أريدك.
يرد مبادرا: و لكني قدرك لن تستطيع الهرب مني
مستمرا بتحدي: سأظل معك حتى النهاية ,, سواء أحببتني أو لا سأظل معك طريقك الوحيد لخلاصك مني هو الموت..
في هذه اللحظة أصبحت ضعيفا جدا لا أستطيع مواجهته
مستغلا عجزي أطلق رصاصة الرحمة قائلا : أيهما تفضل أنا أم الموت؟

لا اذكر كم الدقائق , الساعات , بل الأيام التي مرت حتى استفيق من تلك المناظرة .. و لكنها و لسوء حظي و كثرة كرهي له تتكرر ,, واهزم فيها دائما شر هزيمة ,,, ولكنه بين هذه المناظرات يبقى مطيعا لي دائما لا يشكو ولا يتمرد أنه اغرب الشخصيات التي عرفتها...

أحيانا يتحول إلى دور الناصح الحنون:-أني احبك لما تكرهني
إذا كنت أنا قدرك فأنت أيضا قدري و ملزم أن أكون معك.
تهدئ تلك الكلمات من روعي , أتنبه لها تجتذبني , اصدق كلامه لحظات قد تطول إلى دقائق لا اكثر سرعان ما أعود لنقطة البداية مرة أخري.

ظل معي وأنا كذلك , أحيانا اكرهه , أحيانا اقبله -لكني أبقى لا احبه- أحيانا أكلمه بقسوة تتحول إلى أسى انكسار تتبدل قليلا إلى الود بالفطرة تعود لنقطة البداية.

لا اعلم ماذا افعل معه في النهاية تجاهلته ظننت انه الحل الوحيد معه هو أن أتجنبه , نعم هو معي لكن أتحاشى مجرد التفكير به.

أتباهى الآن للناس أنى تجنبته يكره البعض ذلك لكن على النقيض يحب الكثير ما فعلت , هكذا أصبحت متجاهلا له يمشي معي ينادي علي كثيرا ,, و لكن ليس الآن لن تنال مني أبدا.

لكن الناس ظلوا يبتعدوا ينفروا مني تزداد الفجوة بيني و بينهم اتساعا لم أتطور للاحسن لكني تدهورت للاسوء
انتم لا تفهمون لماذا و لكن افهم الآن ,, عفوا لقد كذبت عليكم لأني لم استطع تفاديه لم اجرؤ على تجنبه..
نعم لقد استسلمت له!..
فقد اصبح هو المتحكم في اصبح هو المسيطر علي.
اقتربت من طريق اللا عودة
الآن اصدق كل كلمة مما قالها لي
ارتسمت ملامحه في ذاكرتي و ابتسامته الساخرة على وجهه و هو يقول لي: "أن الطريق الوحيد للتخلص مني هو الموت"

أرجو أنها قد عجبتكم هذه القصة