لحديث عن الإدمان بين المراهقين حديث ذو شجون ،
فهو أمر معقد ومتعدد الأوجه ، وغير واضح المعالم ، فأغلب حالات إدمان
المراهقين تكون على النيكوتين ، والمنبّهات ، والكحول ، والحشيش .
ورغم سهولة الحصول على هذه المواد ورخصها إلا أن آثارها السلبية شديدة
، حيث تؤدي إلى مشاكل في التنفس ، وتدمير الخلايا العصبية ، والتخلف
العقلي ، ثم تدهور عام في الصحة ، وخرف مبكر ، ثم الوفاة .
الدوافع والآثار :
هناك عدة عوامل تجعل المراهقين أكثر استعدادا للإدمان ، منها عوامل مظهرة للإدمان دافعة إليه ، وهناك عوامل مبقية للإدمان .
كما أن هناك مسببات للإدمان مثل التدخين ، حيث يعد البوابة الأولى
للإدمان ، ولا ننسى وسائل الإعلام ، والفراغ ، والسفر إلى الخارج ،
والتربية .
أما الأسباب التي تدفع بالمراهق نحو الإدمان فكثيرة ، فهناك عوامل تجعل المراهقين أكثر استعداداً للإدمان من غيره ، مثلاً :
1 - الاستعداد الوراثي خاصة في حالة وجود عدوانية .
2 - إدمان الوالدين أو أحد أفراد الأسرة ، والحرمان العاطفي الأسري .
3 - سوء التربية وضعف مستوى تدين الأسرة .
كما أن هناك أيضا عوامل مبقية للإدمان منها : الظروف الاجتماعية ،
نوعية الأصدقاء ، وسوء التعامل مع الحالة ، والتأخر في طلب المساعدة .
التدخين بوابة التعاطي :
يعتبر التدخين للسجائر أكثر انتشاراً بين المراهقين ، ويمثل السبب في
خمس حالات الوفيات في الكبار ، ويميل كثير من المراهقين للتدخين ترويحاً
عن أنفسهم ، أو ليشعروا برجولتهم ، أو ليكونوا أكثر تقبلاً من قبل أقرانهم
، أو بالطبع هو اقتداء بوالدهم ، وأساتذتهم ، وأخوتهم الكبار .
العلاج والوقاية من الإدمان :
الطرق كثيرة ، ويستحسن استغلالها جميعاً بعد التقييم للفرد المدمن
وأسرته ، والظروف الاجتماعية المحيطة ، والعوامل الإيجابية والسلبية
المتعلقة بالإدمان .
وهي كالتالي :
1 - العلاج الفردي :
ويركز فيه على العلاج المعرفي السلوكي ، حيث تصحح مفاهيم الفرد الخاطئة
عن الإدمان والتعرف على العوامل والظروف المؤدية للانتكاسة وطرق التعامل
معها ، وتحسين المهارات الاجتماعية والمهارات العامة .
2 - العلاج الأُسَري :
يعالج المراهق ضمن أفراد أسرته ، وتقيم العوامل الإيجابية والسلبية في
الأسرة ، والتي يمكن أن تؤدي للانتكاسات ، أو تحمى منها كذلك تحسين
المهارات العامة للوالدين وتحسين علاقات الأسرة ببعضها ، كما أن معالجة
الأمراض البدنية والنفسية المصاحبة شيء ضروري في مرحلة العلاج .
وأما عن الدور الوقائي من الإدمان فهو تحسين مهارات الوالدين في
التعامل مع أبنائهم المراهقين ، كالتدخل المبكر لمعالجة الأمراض النفسية
الخاصة بالأطفال ، كالعدوانية ، وفرط الحركة ، وتشتت التركيز ، وصعوبات
التعلم .
وأما الدور الوقائي للمدرسة فيجب تحسين مهارات المرشدين الطلابيين
للالتقاط المبكر للحالة وسرعة علاجها أيضاً ، فيجب إعطاء المعلومات بشكل
صحيح وبسيط ومحَبَّب من خلال النشاط الإذاعي والمدرسي والمسرح ، ومجالس
الآباء والأمهات .
ومن خلال برامج الأطفال ، ومنتديات الشباب ، يجب التضييق على القنوات
التي تشجع بث تلك الممارسات بطريقة غير مباشرة عن طريق المسلسلات والأفلام
.
فيجب أن نكثِّف من إقامة المحاضرات ، والندوات العامة ، كإقامة الصلاة
مثلاً ، وكل هذه الأمور بالمراكز الترفيهية ، والرياضية ، ذات المستوى
الراقي ، ويجب الوقوف بحزمٍ مع المروجين وعدم التهاون مع المتعاطين .