السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بينما كنت أتصفح أحد المنتديات قرات هذا الموضوع ...وهو موضوع يبين الفرق بين صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام وبين بعض دعاة اليوم ... فاحببت ان أنقله لكم ... ليعلم كل داعية اين هو الآن ؟؟
وأسال الله أن تعم الفائدة
**********
ذكر المفسرون أن عددًا من أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- كانوا فقراء لا يجدون ظهرًا يجاهدون عليه، فأتوا النبي- صلى الله عليه وسلم- ليحملهم: فقال: "لا أجد ما أحملكم عليه"، وكان ذلك في غزوة تبوك، وما أدراكم ما غزوة تبوك!!
وكان يكفي الصحابة الكرام أن يعذروا إلى الله عز وجل بذلك، ويعودوا إلى بيوتهم ولا ذنبَ عليهم، فلا المال يملكون، ولا الظهر يستطيعون.
لكن الداعية الصادق يؤلمُه خلوُّ قوافل الطائعين منه، ويحزنُه أن ينظر اللهُ عز وجل إلى أفواج المجاهدين وليس فيهم، فمَشَوا من عند النبي- صلى الله عليه وسلم- وعيونهم ملآى بالدموع، أو كما حكى القرآن عنهم ﴿تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا﴾ (التوبة: 92) يا الله!! لما خلت الجيوب من الأموال والبيوت من الطعام والمتاع، وشحَّت الظهور التي ستحملهم ورأَوا إخوانهم يسبقونهم في الدعوة والجهاد ويسابقونهم إلى الجنة هطَلت دموعُهم الساخنة على خدودهم، وليت شعري على أي شيء يبكون؟!
لكن الله عز وجل يعلم صدقَ نيتهم، وأما النبي- صلى الله عليه وسلم- فقد عذرَهم بل واعتذر لهم، فحُجتهم عند الله معلومةٌ، وأسباب غيابهم مفهومة، فما لدعاة اليوم- إلا من رحم الله منهم- تخلو منهم الساحات، ويتأخرون عن التكليفات، يُفتقدون كثيرًا، ويغيبون طويلاً، فاتتهم مئاتُ القوافل، وهم بين لاهٍ وغافل، ومعهم الأموال ويبخلون، وعندهم الأوقات ويضنُّون، ويصرخ فيهم مربُّوهم أن هلمُّوا ولا يجيبون، أفي الجنة زهدوا، أم طال الطريق عليهم فملُّوا وقعدوا؟!
ما لكم يا دعاة اليوم
أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- لم يخرجوا مرةً بعذر فبكوا، وأنتم تغيبون كل مرة بغير عذر وما حزنتم أو تألمتم!!
أصحاب محمد معذورون من الله ورسوله ولا يعذرون أنفسهم، وأنتم مقصرون عندهما وما تعتذورن!!
وتبوك الأمس كان الجيش عشرات الألوف، وما كان ينقصه غياب رجل أو رجلين أو خمسة، وتبوك اليوم ينقصها آلاف المجاهدين حتى يخرج جيشها.
وتبوك الأمس جهَّزها عثمان، وأنفق عليها الصدِّيق كل ماله، والفاروق نصف ماله، وتبوك اليوم يشبع مجاهدوها وتنتفخ بطونهم، وإخوانهم في فلسطين والعراق يتضوَّرون جوعًا!!
تبوك الأمس لم ينتظر أصحابُها نضجَ الثمار، ولم يُغرِهم حسنُ الزوجات، ولا لوعة الشوق إلى الأولاد، فخرجوا وتركوهم، أما تبوك اليوم فأصحابها عيونهم تعلَّقت بحسن الزوجة، ورقّة الولد وحلو طعم الثمرة، فجلسوا وتركوا الدين وحده إلا مِن قلة مؤمنة تدافع عنه.
دعاة اليوم..
جاء في الصحيحين أن هؤلاء الفقراء بعد ما بكَوا ومشوا جاء للنبي- صلى الله عليه وسلم- بعض المال والظهور فحملَهم عليها، وقال: "والله ما حملتكم ولكن الله حملكم".. أعرفتم لِمَ أبَى الله عز وجل إلاَّ أن يكون أمثالُهم في الجيش رغم فقرهم؛ لأن الله عز وجل اطَّلع على صدقهم فحملهم ولم يخلفهم عن ركب إخوانهم.
بينما غيرُهم يغيب عن الميدان ألف مرة ولا يشغل الأمر باله، أتدرون لماذا؟! لأن الله عز وجل علم أنهم لا يرغبون فيه فلم يرغب فيهم؛ ولذا لم
يبالِ بهم حضروا أم غابوا، بعكس ما حدث لأهل تبوك عندما حزِنوا على غياب القوافل منهم، فهل تفهم ذلك قبل فوات الأوان.