قال الربيع:
أنا شاب الزمان و روح الحيوان و متعة الإنسان
أنا حياة النفوس وزينة العروس
و نزهة الأبصار ومنطق الأطيار
كل وقتي باسم و أيامي أعياد ومواسم
فيها تفيض عيون الأنهار ويعتجل الليل و النهار
بي تحمر من الورد خدوده وتهتز من الشجرد قدوده
إن هذا الربيع شيئ عجيب يضحك الأرض من بكاء السماء
ذهَبٌ حيثما ذهبناو درٌّ حيث درنا وفضّة في الفضاء
قال الصيف:
أنا الخِلُّ الموافق، و الصديق الصادق
أجتهد في مصلحة الأحباب، و أرفع عنهم كلفة حمل الثياب
و أخفف أثقالهم، و أوفّر مالهم
بي يزهو الرطب، وينصلح مزاج العنب
ويقوى قلب اللوز، ويلين التين و الموز
وتسودّ عيون الزيتون، و تخرج تيجان الليمون
قال الخريف:
أنا سائق الغيوم، وكاسر جيش الغموم
في أيامي تقطف الثمار، و تصفو الأنهار من الأكدار
ويترقرق ماء العيون، و يتلون ورق الغصون
بي تطيب الأوقات، و ترقّ النسمات
وتسكن حرارة القلوب، وتكثر أنواع المطعوم والمشروب
كم لي من شجرة أكلها دائم، وثمرها لازم
وقال الشتاء:
أنا شيخ الجماعة، و المقابل بالسمع و الطاعة
أجمع شمل الأصحاب، وأسدل عليهم الحجاب
و أتحفهم بالطعام و الشراب، و من ليس له بي طاقة أغلق من دونه الباب
و من ينس ذكري، ولم يمتثل لأمري
أرجفته بصوت الرعد، و أنجزت له من البرق الوعد
و سرت إليه بعساكر السحاب.....