مع اقتراب موسم الأفراح والليالي الملاح، بدأت ألمح على سوير أختي بعض التغير الذي فهمته وهي طايرة... من كم أسبوع سوير تعمل ريجيم قاسي!!
وأنا أرمقها بحسرة – يا حسافة هالشحم، والله دنيا!! ناس يتمنونه وناس يذوبونه وعلى قولة المثل...
(إن كنت ريحاً.. سده واستريح) يا ليت أقدر أعمل اشتراك وأحول هذا الكنز لي!
لذا أصبحت أرقبها عن بعد، وأؤلف القصائد الرثائية الحزينة بفراق هذا الشحم، لقد تعايشنا معه وأصبح بمثابة أخت ثانية تعيش مع أختي!!
نعود لموضوعنا المهم.. ولاحظت أيضاً أنها بدأت تهتم ببشرتها، واشترت مجموعة لا بأس بها من الكريمات الملونة للوجه، وأخرى للجسم واليدين وزيوت للشعر وعجايب شفتها على آخر عمري!!
طلعاً عرفتم الخطة التي ترتب لها سوير!
وأكيد عرفتم الخطة المضادة التي سأقوم بها!
ومن ذلك الحين صرتُ أسألها ما هذا الاهتمام المفاجئ بالرجيم؟!
وأصبحتُ أشتري كل يوم تشكيلات من الحلويات والآيسكريم والوجبات الجاهزة والبطاطس المقرمشة.. وأتفرج عليها وهي تحترق!! طبعاً أساعد في تذويب دهونها..!!
ومع هذا كله قلبي طيب أعرض عليها مشاركتي في مالذ وطاب من الصواريخ المضادة للسمنة!!
ولكن الحق يقال لقد كانت صامدة ولم تهزها كل هذه الإغراءات!
ورجعت أراقب الوضع.. كانت تهرول يومياً في الحوش.. وكنت أرى قطرات العرق تتزحلق على جبينها، وبدأت ألحظ تغيراً طفيفاً في وجهها وجسمها، ولاحظت أن تنورتها السوداء أصبحت فضفاضة قليلاً.. وبدا وجهها مصفراً وشاحباً..
وأهم ملاحظة أعجبتني في البرنامج الغذائي الذي تتبعه أنها أصبحت هادئة وما لها حيل وصوتها ضعيف، بعد أن كانت تزأر عندما تغضب!! فارتحنا قليلاً من استعمارها لنا.. كما لفت نظري كثرة سرحانها ورقتها العجيبة والمفاجئة..
كنت أفكر بيني وبين نفسي في أمرها وأرى أن في الأمر سراً.. ورحت استطلع الأمر.. اتفقت مع سعيدان على خطة بعنوان (طقة بالموت يقرّ بالشهادة) وجاء التنفيذ كالتالي:
دخل عليها سعيدان وهو يضحك ويقول: لا تتعبي نفسك بالرجيم والكريمات! لا يوجد أمل من الذي سيضحي بعمره ويتزوجك! ، من الغبي الذي يترك واحدة بجمال نوير ويأخذك؟! وبدأت الحرارة ترتفع في محرك سوير قليلاً قليلاً حتى انفجرت قائلة: من أول السنة والخطاب يتذابحون عند بابنا!! (أما أرانب!) والحمد لله زواجي في أول العطلة!! واطلع برا يا.... لقد نجحت الخطة واعترفت أنها مخطوبة من كم يوم.. ومنذ ذلك الحين غيَّرت معاملتي لها، وصرت حنونة جداً وبدأت أشعر بألم نفسي لأننا سنفقدها، ورحتُ أبحث في المكتبات عن كتب مفيدة في الزواج وكيف تسعدين زوجك، والحياة الزوجية السعيدة، إالخ.. لأهميتها لكل عروس وهناك سببان آخران:
الأول: حتى أتفرغ لقراءة هذه الكتب بعد زواجها.
والثاني: حرصاً على الحياة الزوجية السعيدة لسوير (الله يوفقها ولا ترجع لبيتنا!).
وصرت أدعو لها في كل صلاة، وأقرأ كثيراً في الحقوق الزوجية (لا تفهموني غلط!) حتى أشرح لها وأذكرها