الخير فيما اختاره الله...
الإيمان بالقضاء والقدر فعندما يؤمن الإنسان ويتجسد ذلك في نفسه لا ينتابه حزن ولا خوف وألم،ومن ذلك يعلم تمام العلم ويثق تمام الثقة أن ما يصيبه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه،ويعلم كذلك بأن الله تعالى يصرف الأمور كيف يشاء ؛ وبذلك لا ينتابه شك فيما يحدث له أو من حوله ولا يصيبه الحزن إن علم أنَّ الله هو الحكيم والعليم والرحيم،فالحكيم يصرف الأمور بحكمة لا يعلمها إلاَّ هو سبحانه وتعالى،والعليم يعلم تمام العلم ما سيحدث لك إن أعطاك ما سألته فيصرفه عنك لعلم به بأنه قد يحدث لك ضرراً أو أذىً أو ماشابه ذلك،ورحيم لا يمكن أن يضيع لك جهدك وتعبك وإجتهادك فهو رحيم بك لا يضيعك.
من هنا كان لزاماًً علينا أن نرضى بالقدر،ولكن هذا يكون مرتبطاً بالتوكل على الله تعالى ولا ينبغي على سبيل المثال أن يكون شخص على وشك الجلوس لإمتحان،فيقول لن أدرس ولن أذاكر؛ فهذا قدر مكتوب عند الله تعالى ومسطر، ماذا سيحدث لي؟! وسأتوكل على الله وأدعوه وسوف أنجح! ولكن الله تعالى لم يأمرنا بهذا بل أمرنا أن نأخذ بالأسباب فنتوكل عليه جل وعلا ونأخذ بالأسباب ومن هنا يأتي السؤال مرة أخرى:لم خلقنا إذاً؟ لكي ننام في بيوتنا ولا نعمل شئ وننتظر قدر الله علينا نازلاً كالمطر أو الحجر...
هذا مفهوم غير العقلاء وغير المفكرين وهذا مفهوم الفاشلين...
علينا العمل والتوكل على الله...
لكي نستطيع تحقيق أحلامنا وأهدافنا..
** ومن يتوكل على الله فهو كافيه وهو حسبه**
كل شئ مقدر ومكتوب في هذه الحياه وعلى الإنسان أن يتريث ولا يستعجل وليعلم أن الخير فيما أختاره الله وليأخذ بالأسباب لكن المشروعة...
فعلاً هناك شخص يريد ان يصير غنياً فيقول سأتعامل مع البنك وأتوكل على الله وهو على علم تام بأن البنك الذي سيتعامل معه يتعامل بالربا والربا حرام وآكل الربا في النار،،، فهذا لا يسمى توكلاً بل معصيه وهذا المال الذي سيجنيه سيكون وبالاً عليه في دنياه وفي عاقبة أمره لأنه مال مذموم وحرام...
وكذلم مثال آخر:فتاة تريد أن تتزوج فتقول إن لم أتحدث إليه في الهاتف وأدردش وأسولف زي ما يقولو معه ما حيجي يخطبني ، دي تفكيرها سطحي للغايه وهذا لا يجوز ومن هنا تأتي:
الضرورات تبيح المحظورات وقد يختلف معي البعض في هذا الرأي لكني أقول لهم هذا شرع وهذا دين وحتى بعد أن تتم الخطبه يكلمها من محرم لانه لم يعقد عليها ولم يدخل بها...
ولكن للأسف ويال الإحباط!!!
ففي زمننا هذا قل الإيمان بالقدر والتوكل على الله ، فنجد من يريد أن يطلب شيئاً يتوجه لغير الله ومن يريد النجاح والتميز والمال يتوجه لغير الله ، إمَّا لمن هم خامدون في قبورهم لا يهمسون ولا يرمشون جيف ميته وخامده،وإمَّا للسحره والعرافين والمشعوذين والمشركين بالله...
لـــــــــــاــــ إلـــــــــــــه إلـــــــــــاــــــ الـــــــــلـــــــــ ــه
قل التوحيد بل وأوشك على الإنعدام إلا من رِحم ربي وأدخله في رحمته...
وكثر التبرك بالقبور وذبح النذور،قولوا لي بالله عليكم ما فرق هذا من مشركي الجاهليه الأولى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأولئك يعبدون الأصنام وهؤلاء يقدسون الجيف الميته والقذره أليس بربكم هذا أعظم من ذاك...
لــــــــــــــاــــــ حــــــول ولـــــــاــــــ قـــــوة إلـــــاـــ بالــلـ ـه
أذكر قصه حكاها الشيخ عبد الرحمن العريفي حفظه الله وأثابه مغفرة منه ورحمة واسعه قال:
أن هناك صديقان يعملان معلمان في إحدى القرى أحدهما سعيد والآخر عادل وكان سعيد يصدق بالبركات للشيوخ في قبورهم وتلك الخرافات والخذعبلات فأراد عادل أن يوجهه ويهدِ به إلى الصواب ولكنه لم يقتنع فطرح عليه عادل إقتراحاً فقال له:
ما رأيك أن أخرج إشاعه كاذبه بأن هناك مقام إسمه مقام الشيخ بركات وسنرى إن صدق أحد الإشاعه فيجب عليك أن تقتنع فوافق سعيد،ولم يكن يعلم بالأمر
إلاَّ هو وعادل
وقد لمح عادل مكاناً فقال له:ليكن هنا ..
فأخبر عادل كل من بالحافلة وسعيد ينظر فبدأ الناس يصدقون وانتشرت الإشاعه سريعاً حتى أنه في اليوم التالي في الصحف قد نشرت صورة المقام الوهمي وضحك سعيد وعادل كثيراً وصار يذهب الناس لهذا المكان ويذبحون له النذر وتوضع حوله المجوهرات والأموال ويتبرك الناس به ولكن فجأه تغير سعيد وقال لعادل:ربما يكون هذا فعلاً مقام الشيخ بركات وأنت تعلم بذلك لكنك لم تخبرني
فاستغرب عادل منه وعندما لم يقدر عليه تركه لحاله ودعا له بالهداية...
فـــــ ــيـــــا سبحــــــ ـان الـــــــلــــــــ ــه
ما أفظع الشرك وأبغضه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...
اللهم أحينا على كلمة التوحيد وأمتنا عليها يا أرحم الراحمين...
ماذا يا ترى سيحدث لو وحَّد الناس الله تعالى وأطاعوه واجتنبوا نواهيه لكان هذا أنقى لقلوبهم ويسر وسهل لهم حياتهم وكسبوا الدنيا والآخره...
يا أمه الحبيب وخير المرسلين ارجعوا لعهدكم ودينكم وتوحيدكم وتميزكم
فما الدنيا إلاَّ
متــــــــــ ــاع الغـــــــــــ ـــرور
كونوا مع الله دائماً إخوتاه فلن يضيعكم
أحـــــــلى مــــــــلاك