سحر الشخصية
المغناطيس الشخصي:
كلمتان تشيران إلى معنى واحد يجهله أكثر الناس, ولا يولونه العناية التي يستحقها, ثم لا يستثمرون الفوائد الجزيلة التي يعطيها.
بعضهم يرى أن مغناطيس الشخصية واقع تجريبي محض,وبعضهم يراه محض اعتقاد خاص, كأي اعتقاد من الاعتقادات الشائعة التي يكثر حولها الجدل, ولا ينتهي بها الأخذ والرد, إلى نتيجة حاسمة.
والحقيقة أن لكل شخص مغناطيسية تنبعث من كيانه الجسمي والنفسي, كائناً من كان, وكائنة ما كانت قيمته الاجتماعية والفكرية والسياسية.
ليس في الناس من لا يؤثر في غيره عن وعي أو عن غير وعي, وليس في الناس من لا قيمة له في بصائر الذين يحيطون به, ويتعامل معهم, ويتعاملون معه, فلكل امرئ تأثيرات خاصة, كما لكل امرأة نفوذ شخصي ـ نفسي خاص.
وهناك, إلى ذلك تأثير غير منظور, قوي أو خائر, جذاب أو حيادي, مخرب أو بناء, منظم أو مبعثر للقوى النفسية, لا ينفصل عن النشاط النفسي, ينبثق دون انقطاع من نفوسنا, ويشع وينتشر.
ذلك هو سحر الشخصية الذي أنوي التحدث عنه ملخصة لكتاب سحر الشخصية (فلسفة النفوذ والتأثير على الآخرين) تأليف/ بول جاغو..
متمنية من العلي القدير أن يوفقني لطرحه بشكل مبسط, يسهل للقارئ كشف أسرار شخصيته, ووضعها بين يديه حتى يصل إلى نتائج إيجابية قيمة .. في بناء شخصيته, وفرضها على الآخرين, بصورة عفوية هادئة.
الفصل الأول
التأثير الشخصي
أيكون تأثير المرء في غيره من الناس, سلطة خاصة يحرزها القلة الأفذاذ من البشر؟
أم هو نتاج تمارين سرية خفية يقوم بها المرء في معزل عن المجتمع, ونجوه من أعين الرائين؟
الحقيقة أنه "ظاهرة" عامة شاملة, يمكن أن تظهر في حياة كل فرد من أفراد الإنسانية, فلا يختص به أحد, ولا يتميز به شخص دون الآخرين: لأنه ينبع دوماً من "النفسية الفردية", فهو كالفكر نفسه الذي يصدر عنه. وكل امرئ منا, يؤثر فيمن حوله, عن وعي أو غير وعي, بواسطة إشعاع خاص يمتد على مسافات تقصر أو تطول حسب الأشخاص والظروف .. ولقد أوتي كل شخص مغناطيسه الذي يتفرد به, كما أوتي الحياة نفسها, بيد أن هذا المغناطيس يختلف بين كائن وآخر, بما فيه من شدة, واستمرار, وانسجام.