العزف على أوتار متقطّعَة

م نكن نحلمُ بالليلِ وآلام الضّياع

قبكينا/

مثل طفلين بكينا/

وعشقنا الجرح، والقيدَ الغَشومْ

وَمَدَدْنا لخيوطِ الشمسِ في المنفى

ذراعْ

لم نكن نعلم أنّ الأرضَ

في سوق الشعاراتِ تُباعْ

والجياعْ /

فَرشوا الدّرب دماءً هادرهْ

وتفانوا في اللّيالي الجائرهْ

كلّما شعّث عيونُ الموتِ ذابوا

في الجحيم

أيُّها الموتُ الظليمْ!

صوتكَ المزروع بالنارِ أتانا من بعيدْ

صاخباً كالرعدِ،

كالوحشِ العَنيدْ

ينهشُ الأشجارَ والزرعَ ويمتصُّ الورودْ

ويَحومْ /

في سماءِ اليأسِ والحزنِ يحومْ

سارقاً عُمْرَ النّجومْ

حاملاً في كفّهِ العالم والشمسَ الذّليلهْ

آهِ من هوْلِ المسافاتِ الطويلهْ

نعشقُ العجزَ ونمشي خلفَهُ

نمشي زماناً كالعَبيدْ

نرقبُ الشرقَ الجَديدْ

نعبدُ القاتلَ/ والدّجّالَ/ واللصَّ

الطَريدْ

ونغنّي، كالمرابينَ نغنّي..

ما استَفقْنا يا إله الكونِ في غابةِ

موتِ الأغنياتْ

ما استفقنا والجُروح الدّامياتْ

ليتَنا نعرفُ في الجوعِ الحياةْ

ورَجعنا /

آهِ يا قلبي رجَعنا

مثلما كُنّا سُباتْ..

وجنودُ الليلِ في عرضِ الطريقْ

غرسوا الشوك، وأعواد الحريقْ

نثروا في الأرضِ حبّاتِ المنايا..

لوّثوا كلَّ الحِكايا..

بالدّمِ المسفوحِ والوحلِ وأصواتِ الرعودْ

ربَطوا الشمسَ بقَضبانِ الحَديدْ

حَبَسوا النّورَ،

متى يرجعُ هذا النورُ حُرّاً وَسعَيدْ ؟

لم نكن نحلم بالموتِ الجَديدْ

فغرقنا في قرار الصمتِ، والمنفى،

وأحراشِ الجليدْ

بارداً كان الجليد..

جامداً كان الجليد..

وعويلُ المدنِ القتلى وموت الأغنياتْ

آه يا قلبي بكينا

وركعنا سُجَّداً للنارِ أعواماً طويله،

حين لم يَنفعْ بكانا

حين لم ترحم هَوانا الصّلواتْ..

» عزفت أناملي على أوتار الحزن &&&