الانزلاق

=red]=24]
تنزلقُ الأعوامُ في مغاورِ التاريخ والعصورْ
وَتشتَهي الأشجارُ لَثْمةَ الطيورْ
وأنتِ تَرتمينَ فوقَ اللّيلِ مَيتة /
تَنهشُ لحْمكِ الصّقورْ..
وَتَرتوي الوحوشُ
من دَمكِ المَهدورْ..
يا أنتِ, يا سَليبةَ العَينين والنَهدينِ
يا سجينةَ الإحساسِ والشعورْ
هذا القناعُ لا يغيّر الطقوسَ والمصيرْ
ولا يُعيد اللهَ للسّماءِ,
لا يبّدل الكُسوفَ داخل الشمسِ
ولا يُرجِع للأرضِ النّورْ..
هذا القناعُ يا قتيلةَ الفؤادِ
يا كَسيرةَ اليَدينِ
هيكلاً من الظلامِ والمخاوفِ العَنيده
هذا القناعُ يا حبيبتي البعيدهْ
ما عادَ يَحمي الوَجهَ والعُيون
من ضَغائنِ الحَياه
ما عادَ يجلبُ السّرورْ
فما الذّي كتَبتِ فوق هذهِ القُبورْ ؟
وما الذّي قُلْتيهِ لليّلِ وللأموات ؟
جئتُكِ يا ضامِرةَ النّهدينِ
يا مفتوحةَ الرأسِ
جواداً نازفَ الجِراح
يَحتضرُ ألوفَ السّنواتْ
جئتُك يا مَيّته /
مُرتدِياً عباءةَ اللّيل, تَلفّني الظّنونُ
يَحتويني الحزنُ والماضي الكَسيرْ
وأنتِ ترتمينَ فوق الشّوكِ
عُصفوراً ضريرْ
يكتبُ باسمِ الشّمس والنجومِ
واللهِ القديرْ
يكتبُ ما غَنّتهُ فوقَ البابِ والحواجزِ,
الطيورْ
تنزلقُ الأعوامُ ثمّ يَختفي وراءَ غابةِ الغناءِ
قلبكِ المهجورْ
وَوَهجُ النّيرانِ يَعقبُ الصراخَ والدموعْ
وأنتِ تسبحينَ في مياهِ ساحلِ الجَزيره
وتنقشينَ فوقَ الطينِ والترابِ
والصّخورْ
حُبَّكِ الأخيرْ /
تُضاجعينَ اللّيل باسمِ حُبّكِ الأخيرْ,
وتطردينَ الصّبح باسمِ حبّكِ الأخيرْ
تُمارِسينَ العُهْرَ والدّعارهْ..
وتسقطينَ نَوْرساً فقدَ جَناحَيْهِ
على الأقنعةِ المستعارَهْ..
تُشاطرينَ حزن وَحش الغابةِ,
المقهورْ
وتعشقينَ عالَماً بلا ضَميرْ
وتعشقينَ,
عالَماً,
بلا
ضَميرْ..
[/size]