[size=29]الإنسان لا يصرخ عادةً إلاّ حين تكون

مساحة الجرح أكبر من مساحة الطّعنة

ومقدار دموعه أكبر من مساحةِ عينيه.

ـ1ـ

الليلُ يخيّمُ في أفُقي ويموتُ حنيني /

وتضيعُ البسمةُ في الشفتينِ

يجوعُ النورُ الآتي من عمق عُيوني

يا سرَّ الليل أنا أبكي والدمعُ غزيرْ

وَبيارقُ أهلي،

وبُيوتُ الطّين الأَثريَّه،

لم يبقَ سوى هيكل أيّامي المنَسيَّهْ..

يا سرَّ الليل أنا أبحث عن مأوى يجمع أشلائي

عن ذكرى تركتها الرّيحُ الغَجريَّهْ

داسَتْها خيلُ الغرباءِ،

عن شجرةِ زيتونٍ ما زالت تحلمُ بالأغصانِ

الخضراءِ

ـ2ـ

من يعرفُ حُزني ؟

من يعرفُ موتي ؟

من يعرفُ كيفَ يموتُ الفارسُ في الليلِ

ويبقى اللّحنُ شريدْ ؟

من يعرفُ كيف يجوعُ الفارسُ

في الطرقِ الحُبلى بالسُمِّ القاتلِ

وخيولُ الصبحِ القادمةِ من الشرقِ تعودْ

وتظلُّ الكلماتُ وعودْ /

وتظلُّ الصرخاتُ وعودْ /

وتظلُّ القسماتُ وعودْ /

يا سرَّ الليل أنا أحيا في الغربةِ

أبحثُ عن خارطةٍ أقرأ فيها اسمَ حَبيبة

عمري

أرسمُ فيها وجهَ حبيبة عُمري

جسمَ حبيبة عُمري المفقودْ..

من يعرفُ وجهَك يا " لُبنى "*

والليل يُعربدُ في الأُفقِ المرتبكِ

وتصخبُ أمواج الرّيح /

وطريقُ الفارسِ مسدودْ..

من يعرفُ وجهَك يا لُبنى،

والليل مليءٌ بالأشواك

وبيادرُ أهلي /

تنتظر الفارسَ والشمسُ تبثُّ الضوءَ

الواهي خلفَ سحاب الليل المُسْدِفِ

والأسلاكْ

يا سرَّ الليلِ أنا أبكي والدمعُ غزير

وبيارق أهلي /

وبيوت الطين الأثريّّهْ

لم يبقَ سوى هيكل أيامي المَنسيَّهْ..

ـ3ـ

في الغربةِ فارقتُ حبيبةَ عُمري /

في الغربةِ فارَقَني موّال حبيبة عمري

ونسيتُ نوافذ بيتي مشرعةً للّيل،

نسيتُ على الطرقاتِ الموبوءةِ قلبي

وكذبتُ على اللهِ /

على الناسِ وقلبي /

يا زهرةَ عمري من أين أتيتُ

نسيتُ /

نسيتُ /

نسيتُ /

أنا من أين أتيتْ.

يا زهرةَ عمري كيفَ ذهبتُ إلى الغربةِ

رَجُلاً مَهزوما ؟

وشربتُ الخوفَ / القهرَ / البُعدَ

تركتُ سماءَ بلادي تنضحُ في الليلِ

المرهوبِ غيوما..

ـ4ـ

فاجأني صوتُك في الغربةِ /

فاجأني صوتُك

وركضتُ وراء الصوتِ

لهثتُ كقطٍّ مَذبوح

وصرختُ: تعالي

أرهقَني البُعدُ الدّامي

أضناني الهجرُ

صرختُ /

صرختُ /

صرختُ /

تعالي، فالليل يهدّد بالوحشةِ أيّامي

وأنا لا أعرفُ من أين أتيتُ

وكيف ذهبتُ إلى الغربةِ رجلاً مهزوما ؟

ـ5ـ

كيف يموتُ الفارسُ في المنفى ؟

ويعود إليكِ على التابوتِ الخشبيِّ قتيلا

ويطلُّ عليكِ من الأبوابِ المهجورةِ

لا يعرفُ من أنتِ..

أنا لا أعرفُ من أنتِ..

لا أذكرُ أنّكِ كنتِ حبيبةَ عُمري

في الغربةِ فارقَني وجهُكِ،

فارقني في الليلِ وميض العينينِ البارقتينْ

والمطرُ الدافيء،

وبيارق أهلي،

فارقني في الليلِ حنيني ليديكِ الوادِعَتينْ

وبكيتُ /

لماذا فارقني في الليل حَنيني

وكأنّي في وطني لم أعشقْ

وكأني لم أعشقُ

لم أعشقْ

لم أعشقْ

يا زهرةَ عمري أنا رجلٌ باعوا في الليلِ

دفاترَ شِعْرِهْ

باعوا لُغتهْ

باعوا مَوْتهْ

...........

ونَزفتُ دمائي / وبكيتُ على الصحراءْ

باعوني كخروفٍ مذبوحٍ في يومِ العيد

وأقاموا حفلة شرفٍ،

في الليلِ، على موتي، للزّعماءْ

يا سرَّ الليلِ أنا أبكي والدّمع دماء

وبيارقُ أهلي

وبيوتُ الطين الأثريَّه

لم يبقَ سوى ذكرى قاحلةٍ جرداءْ..[/b]





الإنسان لا يصرخ عادةً إلاّ حين تكون


مساحة الجرح أكبر من مساحة الطّعنة


ومقدار دموعه أكبر من مساحةِ عينيه.


ـ1ـ


الليلُ يخيّمُ في أفُقي ويموتُ حنيني /


وتضيعُ البسمةُ في الشفتينِ


يجوعُ النورُ الآتي من عمق عُيوني


يا سرَّ الليل أنا أبكي والدمعُ غزيرْ


وَبيارقُ أهلي،


وبُيوتُ الطّين الأَثريَّه،


لم يبقَ سوى هيكل أيّامي المنَسيَّهْ..


يا سرَّ الليل أنا أبحث عن مأوى يجمع أشلائي


عن ذكرى تركتها الرّيحُ الغَجريَّهْ


داسَتْها خيلُ الغرباءِ،


عن شجرةِ زيتونٍ ما زالت تحلمُ بالأغصانِ


الخضراءِ


ـ2ـ


من يعرفُ حُزني ؟


من يعرفُ موتي ؟


من يعرفُ كيفَ يموتُ الفارسُ في الليلِ


ويبقى اللّحنُ شريدْ ؟


من يعرفُ كيف يجوعُ الفارسُ


في الطرقِ الحُبلى بالسُمِّ القاتلِ


وخيولُ الصبحِ القادمةِ من الشرقِ تعودْ


وتظلُّ الكلماتُ وعودْ /


وتظلُّ الصرخاتُ وعودْ /


وتظلُّ القسماتُ وعودْ /


يا سرَّ الليل أنا أحيا في الغربةِ


أبحثُ عن خارطةٍ أقرأ فيها اسمَ حَبيبة


عمري


أرسمُ فيها وجهَ حبيبة عُمري


جسمَ حبيبة عُمري المفقودْ..


من يعرفُ وجهَك يا " لُبنى "*


والليل يُعربدُ في الأُفقِ المرتبكِ


وتصخبُ أمواج الرّيح /


وطريقُ الفارسِ مسدودْ..


من يعرفُ وجهَك يا لُبنى،


والليل مليءٌ بالأشواك


وبيادرُ أهلي /


تنتظر الفارسَ والشمسُ تبثُّ الضوءَ


الواهي خلفَ سحاب الليل المُسْدِفِ


والأسلاكْ


يا سرَّ الليلِ أنا أبكي والدمعُ غزير


وبيارق أهلي /


وبيوت الطين الأثريّّهْ


لم يبقَ سوى هيكل أيامي المَنسيَّهْ..


ـ3ـ


في الغربةِ فارقتُ حبيبةَ عُمري /


في الغربةِ فارَقَني موّال حبيبة عمري


ونسيتُ نوافذ بيتي مشرعةً للّيل،


نسيتُ على الطرقاتِ الموبوءةِ قلبي


وكذبتُ على اللهِ /


على الناسِ وقلبي /


يا زهرةَ عمري من أين أتيتُ


نسيتُ /


نسيتُ /


نسيتُ /


أنا من أين أتيتْ.


يا زهرةَ عمري كيفَ ذهبتُ إلى الغربةِ


رَجُلاً مَهزوما ؟


وشربتُ الخوفَ / القهرَ / البُعدَ


تركتُ سماءَ بلادي تنضحُ في الليلِ


المرهوبِ غيوما..


ـ4ـ


فاجأني صوتُك في الغربةِ /


فاجأني صوتُك


وركضتُ وراء الصوتِ


لهثتُ كقطٍّ مَذبوح


وصرختُ: تعالي


أرهقَني البُعدُ الدّامي


أضناني الهجرُ


صرختُ /


صرختُ /


صرختُ /


تعالي، فالليل يهدّد بالوحشةِ أيّامي


وأنا لا أعرفُ من أين أتيتُ


وكيف ذهبتُ إلى الغربةِ رجلاً مهزوما ؟


ـ5ـ


كيف يموتُ الفارسُ في المنفى ؟


ويعود إليكِ على التابوتِ الخشبيِّ قتيلا


ويطلُّ عليكِ من الأبوابِ المهجورةِ


لا يعرفُ من أنتِ..


أنا لا أعرفُ من أنتِ..


لا أذكرُ أنّكِ كنتِ حبيبةَ عُمري


في الغربةِ فارقَني وجهُكِ،


فارقني في الليلِ وميض العينينِ البارقتينْ


والمطرُ الدافيء،


وبيارق أهلي،


فارقني في الليلِ حنيني ليديكِ الوادِعَتينْ


وبكيتُ /


لماذا فارقني في الليل حَنيني


وكأنّي في وطني لم أعشقْ


وكأني لم أعشقُ


لم أعشقْ


لم أعشقْ


يا زهرةَ عمري أنا رجلٌ باعوا في الليلِ


دفاترَ شِعْرِهْ


باعوا لُغتهْ


باعوا مَوْتهْ


...........


ونَزفتُ دمائي / وبكيتُ على الصحراءْ


باعوني كخروفٍ مذبوحٍ في يومِ العيد


وأقاموا حفلة شرفٍ،


في الليلِ، على موتي، للزّعماءْ


يا سرَّ الليلِ أنا أبكي والدّمع دماء


وبيارقُ أهلي


وبيوتُ الطين الأثريَّه


لم يبقَ سوى ذكرى قاحلةٍ جرداءْ..


[/size]





لوميضُ الأزليّ المنبعث من تعابير الوجود والعَدمْ، يوصلني بالأرضِ كما توصل الأرواحُ بالأجساد[/size][/size][/b][/b]