تخطيطٌ أوليٌّ للوحةٍ تجريديّة

ما زلتُ أُبحرُ دون مجذافٍ وقاربْ..

والشمسُ يخنقُها الظلامُ الدّامسُ

المغروسُ في رملِ القِفارْ

سئمتُ من عدد التجاربْ /

سأعودُ، أتعبَني التنقلُ والسَّفارْ

طال الحنينُ إليكِ،

يا جُزُر المحيطاتِ الكبارْ

طال الحنين إليكِ / رفرفَ طائر اللُّقيا

على أفقِ النهارْ

يا جنةَ الدُّنيا /

أتاني صوتُك الرنّانُ

شرَّشَ في ثنايا الروحِ،

أطفأَ عن شراييني بقايا النارْ

ما زلتُ أبحر والرّياح تنوشني،

وصَدى الرحيلِ القاتل / الجيّاش

أذبل زهرةَ الآمالِ،

أمطرَ فوق ذاكرتي

جَحيماً غصَّ بالأسرارْ..

لا.. لستُ أرحل عنك يا لهَب الحنينِ

ويا شروقَ الشمسِ خلف الليلِ

يا صَدَف البحارْ..

نَبرات صوتكِ أيقظتني بانتظارْ..

نَبرات صوتك أغرقتني بالربيع الثرِّ

غابَ الحزنُ يا أنشودة المِزمارْ..

نبرات صوتكِ / آهِ يا برقَ الليالي الحالماتِ،

هَوَت عليَّ وحملتني الشوقَ واللّقيا،

ودفءُ الصيفِ

توّج قلبيَ الممراضَ بالإصرارْ..

سأعودُ، أتعبني التنقلُ والسفارْ

سأعود مشطور الجبينِ

فقبّليني / وادفنيني في أغانيكِ الحسانِ

ورتّلي فوقي نشيدَ الحبِّ /

يا شلاّلَ ذاكرتي تعال إليَّ /

ضاعَ الدمعُ في العينينِ

هاجَ الخوفُ والإعصارْ..

السّحب ترحلُ في السّماءْ

السُحب ترحل دونَ صوتٍ أو عويلٍ أو بكاءْ

السحب ترحل في السماء..

وأنا أحنُّ إليكِ

يا صمتَ المسَاءْ

ما زلتُ من جوعي أحنُّ إليكِ /

من تَعبي / فقد ذبلت أزاهير الضياءْ

والقلبُ يحرقه انتظارْ..

لا شيءَ يكشفهُ الظلام سوى دموع الأمسِ

طارت كالبخارْ..

لا شيءَ يكشفه الحنينُ سوى العذاب

يدبّ في قلبي الرحيلَ ويستفيقُ على الدمارْ

وتدقّ أجراس العواصفِ والرّعودْ

في المرفأ المسحوقِ /

آهٍ يا عواصفَ يا رعودْ

في المرفأ المسحوقِ،

أسمعُها تدقُّ وصوتها يعلو ويعلو /

فوق آثار الحدودْ..

في المرفأ المسحوقِ

من فوق الحدودْ..

والفارس الموعودْ..

ما زال ينتظر القطارْ

وألمُّ آهاتي وأحزاني

عن الجسَد الذي شَبكتْهُ أسلاكُ الأَسارْ

سأعودُ / أتعبَني التنقلُ والسّفارْ..