أغنيات المساء البعيد.. عادت تسمع اه

أغنيات المساء البعيد..

(1) اللّيلُ والجُثَثَ

وأفاقت عَشتَروتْ *

من سُهوب الفقرِ والوحشةِ،

واللّيلِ المميتْ

وأحاطتني بخيطٍ من شُعاع /

كلّما هِمْتُ / وهامَ الواقفونْ

رَفْرَفَتْ كالطيرِ والرّيحُ سُكونْ..

وَبكاءُ الطفلِ في الملجأ والبابُ الحَديديُّ

اللّعينْ

مُغلقٌ في وَجههِ الناحلِ /

في ضوءِ العُيونْ..

آهِ يا طفلَ المتَاهاتِ السّجينْ..

جُثّةً هامِدةً تَبكي،

ويَبكي الميّتونْ

عِندَما تَصرخُ في اللّيلِ،

وَتَستلقي على الأرضِ، الرّياحْ

وَيضيعُ النّورسُ العائدُ،

في ذاكَ الصّباحْ

وَيُدوّي الجوعُ / والجوعُ مُباحْ..

آهِ من دهرِ المآسي والجراحْ..

(2) حينَ تجفُّ دموعُ الشّمس

وتغنّي عَشتروتْ /

فوق عرشِ الكَهَنوتْ

عاشقي كانَ / وكانت أغنياتْ..

ذات يومٍ باركتنا الكائناتْ /

والجِبالُ الرّاسِيَاتْ

كُنَّ يَنْقُلنَ الأغاني من خلالِ النارِ والغيمِ

وأعباءِ السّفرْ

عاشقي كانَ، ورتّلنا معاً لحنَ القَدَرْ..

مرَّ عامٌ / مرَّ عامانِ / ثَلاثه

ذات يومٍ فبكينا،

ودموعُ الشمسِ جَفّت من على جِلْدِ يَدَيْنا

وَرَأينا،

ساحراً في الكهفِ نادى من حَوالينا:

ـ اقتُلوهم، معشرَ الجنِّ اقتُلوهم

واتبعوني../

فأنا ساحرُ هذي الأرض مُذْ كانت يَبابْ

اقتلوهم، وَدَعوهَا،

تأكلُ اللَّحمَ، الذّئابْ..

هكذا مُتْنا، وَمُتنا يا هِضَابْ..

وَغَرِقنا في سَراديبِ اللّيالي

مِثلما يغرقُ طفلٌ في محيطاتِ العَذابْ..

(3) مُعانَاة..

تصرخُ النسوةُ في اللّيلِ: إلهَ البائِسينْ

يا إلهَ الميّتينْ /

والضّحايا / وقرابين الفِداءْ

سكرةُ الموتِ استقرّت في الجفونْ

أينَ تمّوز* الرّهينْ ؟

أينَ عَشتارُ المسَاءْ ؟

تملأُ الأرضَ رَبيعاً،

تنسجُ الحُبَّ خُيوطاً من ضِيَاءْ

تصرخُ النّسوةُ: آهٍ يا سَماءْ

دونَ جَدوى،

تصرخ النّسوةُ آهٍ يا سَماءْ..

» يومان وليلتان لم تسمع الخلائق بمثلهما قط فتدبر فيهما وانظر لنفسك
» رقصة المساء
» مسابقه بون بون عادت من جديد
» ادعية المساء
» أتت في المساء تقرع الباب