مرض المياه البيضاء أو كتاركت العين هو عتامة بعدسة العين البلورية مما يؤدي إلى فقدان شفافيتها وضعف بقدرة العين على الإبصار والعلاج الوحيد للمياه البيضاء هو إجراء عملية جراحية لإزالة العدسة المعتمة وزراعة عدسة صناعية بديلة داخل العين.
وإن التطورات الحديثة في علاج المياه البيضاء تجرى في محورين:
أولهما: تكنولوجيا الجراحة.
ثانيهما: تكنولوجيا العدسة البديلة.
إن التطور في جراحات المياه البيضاء قد شهد قفزات عديدة خلال العشرين سنة الماضية وحيث إن الجراحة التقليدية كانت تستلزم إجراء جرح من 9 إلى 11مم بجدار العين لإزالة العدسة البلورية المعتمة وزراعة العدسة الصناعية ، إلى أن بدأ ظهور تقنية شفط العدسة باستخدام الموجات فوق الصوتية من خلال جرح 3 مم وقد شهدت تلك التقنية تطورات حتى أصبح من الممكن تفتيت العدسة وشفطها وزراعة العدسة الصناعية من جرح لايتعدى 8،1مم.
إن تقنية شفط المياه البيضاء باستخدام الموجات فوق الصوتية لا تحتاج إلى خيوط جراحية لغلق هذا الجرح مما أدى إلى قصر الجراحة وإمكانية إجراء العملية باستخدام مخدر سطحي بجانب مميزات هامة للمريض منها سرعة تعافي العين من الجراحة ووضوح الرؤية من اليوم الأول للعملية وحرية الحركة للمريض واستعادة نشاطه من الأسبوع الأول للعملية.
أما عن التطورات الخاصة بالعدسة الصناعية البديلة فجميع تلك التطورات تصب في توفير المميزات العديدة التي وهبها الله إيانا بالعدسة البلورية الطبيعية قبل إصابتها بالمياه البيضاء ، ومن أهمها:
- رد الأشعة فوق البنفسجية الضارة لأنسجة العين الداخلية والشبكية ومنعها من الدخول إلى العين.
- وثانيها هي قدرة العدسة على التكيف لرؤية القريب والبعيد.
وهذا ما قد ظهر من تطورات في تكنولوجيا زراعة العدسات البديلة حيث بات في إمكان العدسة الصناعية الحيلولة دون نفاد الأشعة فوق البنفسجية داخل العين وبات باستطاعة المريض رؤية القريب والبعيد بدون الاحتياج إلى نظارة طبية.
والجدير بالذكر في هذا المقام هو سؤال يتم طرحه من قبل المريض وهو هل من الممكن عودة المياه البيضاء بعد إزالتها جراحيا ؟؟
والإجابة عن هذا السؤال هو لايمكن حيث إنه كما تم التوضيح سلفا أن فكرة الجراحة هي إزالة العضو المعتم بكامله أى العدسة البلورية وليس إزالة المياه البيضاء فقط وما يحدث لبعض المرضى من ضعف تدريجي بالإبصار هو نتيجة عتامة طفيفة بكبسولة العدسة والتي يتم المحافظة عليها أثناء العملية لتثبيت العدسة الصناعية عليها وعلاج هذا الأمر يحتاج إلى تنظيف وشق تلك الكبسولة باستخدام شعاع الليزر والذي يتم في دقائق معدودة بالعيادة الخارجية بدون تخدير أو ألم أو تنويم أو جراحة .