دكتور .. زوجي مدمن Internet وقد أهملني وأنا راضية ، ولكن هل سيؤثر هذا على مستقبل أبنائي ؟
عزيزتي الأم : لماذا كلمة أنا راضية لأنها السبب في تمادي الزوج في الإدمان ، وبدل أن تستخدمي هذه الكلمة وهي توحي بالاستسلام كان الأجدر أن تقولي .. سأحاول أن ألفت انتباهه تجاهنا .. سأحاوره حتى يجد نفسه معنا .. إلخ .
وهنا قضية مهمة وهى أنه يجب أن يرى الأبناء خلافات الآباء والأمهات تصل إلى حد إيجابي وقرار ناجح ، بدل الهروب والتستر على الأمور السلبية ، ونقول لكل زوج : أن يتقي الله في أهل بيته ولا يفقدهم المودة والرحمة والرعاية كما أمر الله عز وجل وبيَّن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .
وأما عن أثر غياب الأب في حياة الأبناء بسبب جلوسه ساعات وساعات أمام شاشة الحاسوب للعبث أو الاستمتاع أو التعلم من خلال الإنترنت ، فإن ذلك يؤدى إلى التالي :
1- غياب الجو المشاعري الإيجابي داخل الأسرة فتتحول الأسرة إلى محطة جمود عاطفي .
2- فهم الزواج بصورة خاطئة مما يشوه الرغبة المستقبلية للزواج عند الأبناء .
3- تأسي الأبناء بالآباء واتباع طريقتهم في التعامل وقضاء الوقت بصورة سلبية .
4- غياب الحوار والمصارحة وتبادل الخبرات داخل البيت .
5- تحيز بعض الأبناء تجاه الأم تعاطفاً ، والبعض الآخر تجاه الأب تمرداً .
6- لجوء الأبناء إلى قدوة بديلة قد تكون جيدة أو غير ذلك .
كل هذه الفرص السلبية قابلة للحدوث أمام أسرة مفككة عاطفياً بسبب هذا الأب الحاضر الغائب ، ولا بأس في استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة ، ولكن بما لا يفسد جو الأسرة ويلغي حاجات الأهل ، وأن يقننّ استخدامه بما لا يزيد عن الحاجة كالمراسلة أو التبضع أو غير ذلك .
■ أسرع حل
دعوة إلى اجتماع طارئ يشمل جميع أفراد الأسرة للتحاور حول أعراض وأسباب وطرق علاج المشكلة ، ثم التطبيق والمتابعة من خلال الأم .
مجلة ولدي
بقلم / د. محمد فهد الثويني .
العدد (19) يونيو 2000 ـ ص : 3