قلت له يوما لا تقترب
أنا لست كباقي النساء
أنا أنثى مضرجة بالدماء
حطمني الغدر وقسوة البشر
هربت بعيدا
بما تبقى لي مني
إلى ذلك المكان المهجور
وحيدة
مثل قرص الشمس
مثل القمر
بلا الم .. بلا دموع
فجسدي الصغير ليس فيه مكان
لطعنة جديدة
أحيا بقلب ممزق
ينبض كي يبقيني على قيد الدمار
هناك على الشاطئ
أحاور الرمال
أحكي لموج البحر المتلاطم حكايتي
رأسي فارغ ألا من ذكريات
أمسك بيدي فرشاة
أرسم قصيدة
عنوانها أنا
ألوانها مشاعر عذراء
أحسست فجأة بخوف
لامست جسدي رياح مجهولة
تسربلت بعباءة سوداء
فتغلغل العشق من تحت أذيالي
سار كالليل في أعماقي
ورغم أعلاني توبتي من الحب
فتحت له ذراعي
نسيت الماضي بين يديه
أسدلت الستائر
أوقدت الشموع
نثرت البخور
بدأت طقوس ليلتي
لكن جنون الشك راوده
فحطم بيديه ما تبقى من أيامي
أغلق علي نوافذي
هدم جدران معبدي
كسر جناح طائري
علق لي مشنقة من ضفائري
مثل كل من ظلمني
استعجل رحيلي
لكنه أبى إلا أن يكون الأخير
أضرم في النيران
رمى بيديه رفاتي
فتلقفت حبات الهواء أجزائي
وذهبت بعيدا
كل جزء مني أختار مثواه الأخير
مي القيسي