بسم الله الرحمن الرحيم ..
أنت الملاذ اذا ماأزمة شملت .. .. وأنت ملجأ من ضاقت به الحيل
أنت المنادى به في كل حادثة ..... أنت الاله وانت الذخر والامـــل
انت الرجاء لمن سدت مذاهبه .... انت الدليل لمن ضلت به السبل
انا قصدناك والآمال واقعة ........عليك والكل ملهوف ومبتهـــل .
. الدعاء عبادة وطاعه لله وامتثال لاوامره عز وجل قال الله عز وجل (( وقال
ربكم ادعوني استجب لكم )) وقال ايضا (( وادعوه مخلصين له الدين )) فالداعي
مطيع لله مستجيب لامره ..
الدعاء دليل على توكل العبد على ربه فسر التوكل على الله وحقيقته هو اعتماد
القلب على الله وحده واعظم مايتجلى التوكل حال الدعاء ذلك ان الداعي حال
دعائه مستعين بالله مفوض امره اليه وحده دون سواه ثم ان التوكل لايتحقق الا
بالقيام بالاسباب المأمور بها فمن عطلها لم يصح توكله والدعاء من اعظم هذه
الاسباب ان لم يكن اعظمها على الاطلاق .
انه سلامه من العجز ودليل على الكياسه فعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال ( اعجز الناس من عجز عن الدعاء وابخل الناس من بخل
بالسلام )) فاضعف الناس رايا وادناهم همه واعماهم بصيرة من عجز عن الدعاء
ذلك ان الدعاء لايضره ابدا بل نفعه .
الدعاء مفزع المظلومين وملجأ المستضعفين فالمظلوم او المستضعف اذا انقطعت
به الاسباب واغلقت في وجهة الابواب ولم يجد من يرفع عنه مظلمته ويعينه على
من تسلط عليه وظلمه ثم رفع يديه الى السماء وبث الى الجبار العظيم شكواه
نصره الله واعزه وانتقم له ممن ظلمه ولو بعد الحين ..
انه سبب لدفع البلاء قبل نزوله .. قال عليه الصلاة والسلام : ( ولايرد
القدر الاالدعاء )) قال الشوكاني رحمة الله : عن هذا الحديث : فيه دليل على
انه سبحانه يدفع بالدعاء ماقد قضاه على العبد وقد وردت بهذا احاديث كثيره
..
وقال ايضا : والحاصل ان الدعاء من قدر الله عزوجل فقد يقضى على عبده قضاء مقيدا بأن لايدعو العبد ربه فاذا دعاه اندفع عنه
كما ان الدعاء كذلك سبب لرفع البلاء بعد نزوله ولهذا يجدر بالعبد اذا وجد
من نفسه النشاط الى الدعاء والاقبال عليه ان يستكثر منه فانه مجاب الدعوة
ومقضى الحاجة ..
.. انه سلامة من الكبر لقوله تعالى (( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين
يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )) قال الامام الشوكاني رحمه الله
.. والاية الكريمة دلت على ان الدعاء من العباده فانه سبحانه وتعالى امر
عباده ان يدعوه ثم قال (( ان الذين يستكبرون عن عبادتي )) فافاد ذلك ان
الدعاء عبادة وان ترك دعاء الرب سبحانه استكبار ولااقبح من هذا الاستكبار
..
.. ان ثمرة الدعاء مضمونة . باذن الله .. فاذا اتى الداعي بشرائط الاجابة
فانه سيحصل على الخير وسينال نصيبا وافرا من ثمرات الدعاء ولابد ..
.. انه طريق للنجاح في الدنيا والفوز في الاخره استمع الى ماقاله العالم
الرباني ابن القيم رحمة الله وهو يرشدنا الى سبيل ذلك وطريقه حيث يقول :
اساس كل خير ان تعلم ان ماشاء الله كان ومالم يشاء لم يكن فتتيقن حينئذ ان
الحسنات من نعمة فتشكره عليها وتتضرع اليه ان لايقطعها عنك وان السيئات من
خذلانه وعقوبته فتبتهل اليه ان يحول بينك وبينها ولايكلك في فعل الحسنات
وترك السيئات الى نفسك .
وقد اجمع العارفون على ان كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد وكل شر فأصله خذلانه لعبده ..
وان الخذلان هو ان يخلى بينك وبين نفسك فاذا كان كل خير فأصله التوفيق وهو
بيد الله لابيد العبد فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة
اليه فمتى اعطي العبد هذا المفتاح فقد اراد ان يفتح له ومتى اضله عن
المفتاح بقي باب الخير مرتجا دونه ..
وقال امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. اني لااحمل هم الاجابة ولكن احمل هم الدعاء فاذا الهمت الدعاء فان الاجابة معه ..
وعلى قد نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وتعالى
واعانته فالمعونه من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم
ورهبتهم والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك .. فالله سبحانه وتعالى احكم
الحاكمين واعلم العالمين يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به وهو العليم
الحكيم ومااتى من اتي الا من قبل اضاعة الشكر واهمال الافتقار والدعاء
ولاظفر من ظفر الا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار الى الله عزوجل والدعاء
وملاك ذلك الصبر فانه من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد فاذا قطع الراس
فلابقاء للجسد انتهى كلامه رحمه الله ..
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعيييين ..