موقع شله السلام الرسمي (يوسف البطل 1)
مرحباً بك اخي الزائر في موقع شله السلام . المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه و الدخول معنا فاهلاً بالكل معنا فموقعنا للجميع
مدير الموقع (( يوسف البطل 1 ))
موقع شله السلام الرسمي (يوسف البطل 1)
مرحباً بك اخي الزائر في موقع شله السلام . المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه و الدخول معنا فاهلاً بالكل معنا فموقعنا للجميع
مدير الموقع (( يوسف البطل 1 ))
موقع شله السلام الرسمي (يوسف البطل 1)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
بوابه الشلهالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
هام لكل اعضاء شله السلام القدامه و الجدد أدخلوا هنا ... وحشتوني
تم فتح باب التسجيل للاعضاء الجدد بموقع شله السلام فاهلاً بالكل هنا و نتمني لكم وقت ممتع معنا

 

 أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
وردة الزمان
عضو ملكي
عضو ملكي
وردة الزمان


انثى
عدد الرسائل : 10094
العمر : 31
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : عادية
نشاط العضو :
أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Left_bar_bleue33 / 10033 / 100أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Right_bar_bleue

الدوله : أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Male_e10
sms : شمعة الحب
طفتها خفوق الليالى
والسعادة مع الذكرى
فى زمان بخيل
الأوسمه : أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Deign30la7
الشهره : 28
تاريخ التسجيل : 26/08/2009

أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Empty
مُساهمةموضوع: أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله )   أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) I_icon_minitimeالأربعاء 23 يونيو 2010 - 21:11

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بسم
الله الرحمن الرحيم

أصحاب الكتب الستة (البخاري)
والصلاة والسلام على خير المرسلين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد:
أخترت
هذا الموضوع ( و الذي سيتكون من ستة أجزاء) للتعريف

بأصحاب الكتب
الستة هم :


1- البخاري
2- مسلم
3- أبو داوود
4- الترمذي
5- النسائي
6- ابن ماجة

وإليك تعريفا
أولاً- الإمام البخاري رحمه الله تعالى

هو إمام الأمة أبو عبدالله محمد بن اسماعيل بن
ابراهيم بن بَردِزبَة الجعفي البخاريأصله فارسي ..




فقد كان جده المغيرة مولى لليمان البخاري والي بخارى
.. فانتسب إليه بعد إسلامهولد ببخارى سنة 194 ه ونشأ يتيما و أخذ يحفظ
الحديث وهو دون العاشرة




رحلاته
في طلب العلم


رحل شيخنا في طلب العلم
إلى الشام و مصر و الجزيرة و العراق .. وأقام في الحجاز ستة أعوام يأخذ
الحديث عن أربابه .. وتلقى عنه الناس الحديث ولم يبلغ الثامنة عشرة من عمره
.. سمع من نحو ألف شيخ وأخذ الحديث عنهم .. لا يسمع بشيخ في الحديث إلا
رحل إليه وسأل عنه وأخذ عنه علمه


قال
عن نفسه مبينا رحلاته إلى الأمصار الإسلامية (( دخلت الشام و مصر و الجزيرة
مرتين وإلى البصرة أربع مرات و أقمت بالحجاز ستة أعوام ولا أحصي كم دخلت
إلى الكوفة و بغداد مع المحدثين )) ... وجمع من الحديث أكثر من ستمائة ألف
حديث .


حياته

كان رحمه الله تعالى شديد الورع و التقوى .. قليل الأكل لا
ينام من الليل إلا أقله و كان مجدا في تحصيل العلم وتأليف الكتب فيه ..
يقوم من الليل ثماني عشرة مرة أو أكثر يسرج المصباح ويتذكر الأحاديث
فيكتبها و يدقق البعض الآخر فيعلم عليها


لم يكن له هم سوى الحديث النبوي .. كان شغله الشاغل ليله و
نهاره .. كثير الإحسان إلى الطلبة رفيقا بهم , مهذب العبارة حتى مع
المخالفين له .. ولم يطلق لسانه في الساقطين متروكي الحديث .. فإذا أراد
جرح راوٍ قال : فيه نظر أو سكتوا عنه وكان ينقل رأي النقاد في رواة الحديث
.. كتب الله له القبول في قلوب العلماء .. قال محمود بن النضر سهل الشافعي
(( دخلت البصرة و الشام و الحجاز و الكوفة و رأيت علمائها .. كلما جرى ذكر
محمد بن اسماعيل البخاري فضلوه على أنفسهم ))


كان آية في الحفظ والذكاء و الإتقان .. كأن الله سبحانه قد
اختاره لحراسة و حفظ الحديث النبوي ... وقد جرت له في بغداد حادثة مشهورة
تشهد له بذلك .. تداولها علماء التاريخ و الحديث في كتبهم ... ذلك أن علماء
بغداد أرادوا اختبار حفظه و ذكائه و إتقانه , فجاء أصحاب الحديث بمائة
حديث فقلبوا متونها و أسانيدها .. ودفعوها إلى عشرة رجال .. إلى كل رجل
عشرة أحاديث .. وأمروهم إذا حضروا الإجتماع يلقون هذه الأحاديث المقلوبة
على البخاري فلما اجتمعوا كلهم مع حشد من الناس انتدب إليه رجل من العشرة
فسأله عن حديث فقال لا أعرفه , فما زال يلقي عليه حديثا بعد آخر حتى فرغ من
عشرته .. وهكذا حتى فرغوا من الأحاديث المائة المقلوبة .. والبخاري لا
يزيدهم على (( لا أعرفه )) .. فاستغرب الناس كيف لا يعرف الأحاديث كلها ..
فلما علم أنهم فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال : أما حديثك الأول فهو كذا
.. وحديثك الثاني فهو كذا و هكذا إلى آخر الأحاديث المائة فرد كل متن إلى
إسناده وكل إسناد إلى متنه .. فأقر له الناس بالحفظ و أذعنوا له بالفضل


يقول الحافظ بن حجر رحمه الله عن هذه الحادثة :
ليس العجب من رده الخطأ إلى الصواب فإنه كان حافظا .. بل العجب من حفظه
الخطأ على ترتيب ماألقوه عليه من مرة واحدة


شهد له العلماء بالفضل و العلم .. قال شيخ البخاري محمد بن
بشار الحافظ (( حفاظ الدنيا أربعة : أبو زرعة بالري , ومسلم بن الحجاج
بنيسابور , وعبدالله بن عبدالرحمن الدرامي بسمرقند , ومحمد بن اسماعيل
ببخارى ))


وقال عنه الإمام الترمذي ((
لم أر بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل و التاريخ و معرفة الأسانيد أحدا
أعلم من محمد بن اسماعيل ))


أشهر كتبه

كان كتاب (( الجامع الصحيح المسند من حديث رسول
الله وسننه وأيامه )) .. أشهر كتبه على الإطلاق .. وهو أصح كتاب بعد كتاب
الله سبحانه وتعالى .. وهو أول من جمع الأحاديث الصحيحة مجردة عن غيرها ..
ولكنه لم يستوعب كل الصحيح .. فقد ترك من الحديث الصحيح أكثر مما أثبته
لئلا يطول الكتاب .


ابتدأ تأليفه
بالحرم النبوي الشريف ولبث في تصنيفه ست عشرة سنة و أتمه ببخارى .. وماكان
يضع حديثا إلا بعد أن يغتسل و يصلي ركعتين ويستخير الله في وضعه .. فقد قال
(( ماأدخلت في الصحيح حديثا إلا بعد أن استخرت الله و تيقنت صحته ))


ومما ألف أيضا كتاب (( التاريخ الكبير )) جمع فيه
أسامي من روى عنه الحديث من زمن الصحابة إلى زمنه .. وله أيضا (( التاريخ
الأوسط )) و (( التاريخ الصغير )) و (( الأدب المفرد )) و (( الكنى )) و ((
الوحدان )) و (( الضعفاء ))


وفاته

توفي ليلة السبت بعد صلاة العشاء , وكانت ليلة
عيد الفطر , ودفن يوم الفطر .. بعد صلاة الظهر سنة ست وخمسين ومائتين 256 ه
بخَرتَنك وهي قرية بالقرب من بخارى وهي القرية التي ولد فيها


رحمه الله تعالى فقد خدم السنة النبوية , ووقف حياته
لها , وخلف تراث الأمة الإسلامية .. أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى : صحيح
البخاري .. فجزاه الله عن الأمة خير الجزا


مر البخاري رحمه الله بمحنتين

محنته مع أهل نيسابور

قال
الحاكم في تاريخه: قدم الإمام البخاري نيسابور سنة 250 ، فأقام بها مدة
يحدث على الدوام، قال فسمعت محمد بن حامد البزار يقول: سمعت الحسن بن محمد
بن جابر يقول: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: اذهبوا الى هذا الرجل
فاسمعوا منه، قال: فذهب الناس إليه فأقبلوا على السماع منه حتى ظهر الخلل
في مجلس محمد بن يحيى، قال: فَتُكُلِّمَ فيه بعد ذلك


قال أحمد بن عدي: ذكر لي جماعة من المشايخ، أن محمد بن
اسماعيل لما ورد نيسابور واجتمع الناس عنده حسده بعض شيوخ الوقت، فقال
لأصحاب الحديث: إن محمد بن اسماعيل يقول: لفظي بالقرآن مخلوق. فلما حضر
المجلس قام إليه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق
هو أو غير مخلوق؟

فأعرض عنه البخاري ولم
يجبه ثلاثا، فألح عليه، فقال البخاري: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال
العباد مخلوقة، و الامتحان بدعة، فشغب الرجل و قال: قد قال: لفظي بالقرآن
مخلوق


و قال أبو حامد الشرقي: سمعت
محمد بن يحيى الذهلي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق و من زعم لفظي
بالقرآن مخلوق فهو مبتدع، و لا يجالس و لا يكلم، ومن ذهب بعد هذا الى محمد
بن اسماعيل البخاري فاتهموه فإنه لا يحضر الى مجلسه إلا من كان على مذهبه


وقال الحاكم: ولما وقع بين البخاري وبين الذهلي
في مسألة اللفظ، انقطع الناس عن البخاري إلا مسلم بن الحجاج و أحمد بن سلمة


قال أبو عمر أحمد بن نصر النيسابوري يوما
للبخاري: يا أبا عبد الله ههنا من يحكي عنك أنك تقول: لفظي بالقرآن مخلوق.
فقال: يا أبا عمرو احفظ عني من زعم من أهل نيسابور، وسمى غيرها من البلدان
بلادا كثيرة، أنني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإنني لم أقله إلا أني
قلت أفعال العباد مخلوقة


محنته مع
أمير بخارى


قال أحمد بن منصور
الشيرازي: لما رجع عبد الله البخاري الى بخارى نصبت له قباب على فرسخ
البلد، واستقبله عامة أهل البلد، حتى لم يبق مذكور، ونثر عليه الدراهم و
الدنانير، فبقي مدة ثم وقع بينه وبين الأمير فأمره بالخروج من بخارى، فخرج
الى بيكند


و قال الحاكم: سمعت محمد بن
العباس الضبي يقول: سمعت أبا بكر بن أبي عمرو يقول: كان سبب مفارقة أبي عبد
الله البخاري البلد، أن خالد بن طاهر سأله أن يحضر منزله فيقرأ التاريخ و
الجامع على أولاده، فامتنع من ذلك. وقال: لا يسعني أن أخص بالسماع قوما دون
قوما آخرين فاستعان خالد بحريث ابن أبي الورقاء و غيره من أهل بخارى حتى
تكلموا في مذهبه، فنفاه عن البلد


المرجع
: كتاب (( معالم السنة النبوية )) للدكتور عبدالرحمن عتر رحمه الله تعالى .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وردة الزمان
عضو ملكي
عضو ملكي
وردة الزمان


انثى
عدد الرسائل : 10094
العمر : 31
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : عادية
نشاط العضو :
أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Left_bar_bleue33 / 10033 / 100أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Right_bar_bleue

الدوله : أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Male_e10
sms : شمعة الحب
طفتها خفوق الليالى
والسعادة مع الذكرى
فى زمان بخيل
الأوسمه : أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Deign30la7
الشهره : 28
تاريخ التسجيل : 26/08/2009

أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله )   أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) I_icon_minitimeالأربعاء 23 يونيو 2010 - 21:14

أصحاب الكتب الستة (مسلم)

الإمام مسلم وصحيحه

نسبه:
هو الإمام أبو الحسن مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري نسبا النيسابوري وطنا،
قال ابن الأثير في اللباب في تهذيب الأنساب: القشيري بضم القاف وفتح الشين
وسكون الياء تحتها نقطتان وفي آخرها راء، هذه النسبة إلى قشير بن كعب بن
ربيعة بن عامر بن صعصعة قبيلة كبيرة ينسب إليها كثير من العلماء فذكر جماعة
من هؤلاء ومنهم الإمام مسلم،

ونسبة الإمام مسلم هذه نسبة أصل بخلاف الإمام البخاري فإن نسبته إلى
الجعفيين نسبة ولاء ولهذا لما ذكر الإمام أبو عمر بن الصلاح في كتابه علوم
الحديث أن أول من ألف في الصحيح الإمام البخاري ثم الإمام مسلم قال: "أول
من صنف الصحيح البخاري أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي مولاهم وتلاه
أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري القشيري من أنفسهم".

ولادته:
ولد الإمام مسلم سنة أربع ومائتين كما في خلاصة تهذيب الكمال للخزرجي
وتهذيب التهذيب وتقريبه للحافظ ابن حجر العسقلاني، وكذا في البداية
والنهاية لابن كثير، قال بعد أن ذكر وفاته سنة إحدى وستين ومائتين: وكان
مولده في السنة التي توفي فيها الشافعي وهي سنة أبع ومائتين فكان عمره سبعا
وخمسين سنة رحمه الله تعالى، ونقل ابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان عن
كتاب (علماء الأمصار) لأبي عبد الله النيسابوري الحاكم أن مسلما توفي
بنيسابور لخمس بقين من شهر رجب الفرد سنة إحدى وستين ومائتين وهو ابن خمسة
وخمسين سنة ثم قال: فتكون ولادته في سنة ست ومائتين.

رحلته في طلب العلم وسماعه الحديث:
بدأ سماع الحديث سنة ثماني عشرة ومائتين كما في تذكرة الحفاظ للذهبي، وقد
رحل لطلبه إلى العراق والحجاز والشام ومصر، وروى عن جماعة كثيرين أذكر فيما
يلي عشرة من الذين أكثر من السماع منهم والرواية عنهم في صحيحه مع بيان
عدد ما رواه عن كل منهم كما نقل ذلك الحافظ ابن حجر في تراجمهم في كتابه
تهذيب التهذيب:
1- أبو بكر ابن أبي شيبة: 1540 حديثا.
2- أبو خيثمة زهير بن حرب: 1281 حديثا.
3- محمد بن المثني الملقب الزمن: 772 حديثا.
4- قتيبة بن سعيد: 668 حديثا.
5- محمد بن عبد الله بن نمير: 573 حديثا.
6- أبو كريب محمد بن العلاء ابن كريب: 556 حديثا.
7- محمد بن بشار الملقب بندارا: 460 حديثا.
8- محمد بن رافع النيسابوري: 362 حديثا.
9- محمد بن حاتم الملقب السمين: 300 حديثا.
10- علي بن حجر السعدي: 188 حديثا.

وهؤلاء العشرة من شيوخ مسلم روى البخاري في صحيحه مباشرة عن تسعة منهم فهم
جميعا من شيوخ الشيخين معا إلا محمد بن حاتم فلم يرو عنه البخاري في صحيحه
لا بواسطة ولا بغيرها، وقد قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح في كتابه علوم
الحديث: ومسلم مع أنه أخذ عن البخاري واستفاد منه فإنه يشارك البخاري في
كثير من شيوخه.

تلمذته على الإمام البخاري:
يعتبر الإمام البخاري من شيوخ مسلم البارزين الذين لهم دور كبير في إفادته
وتمكنِّه في معرفة الحديث النبوي والتثبت في نقل الصحيح. قال الحافظ أبو
بكر الخطيب البغدادي في ترجمة الإمام مسلم في كتابه تاريخ بغداد، قلت:
"إنما قفا مسلم طريق البخاري ونظر في علمه وحذا حذوه، ولما ورد البخاري
نيسابور في آخر أمره لازمه مسلم وداوم الاختلاف إليه"، وقال الحافظ ابن حجر
في شرحه لنخبة الفكر في معرض ترجيح صحيح البخاري على صحيح مسلم: "هذا على
اتفاق العلماء على أن البخاري كان أجل من مسلم وأعرف بصناعة الحديث منه وإن
مسلما تلميذه وخريجه ولم يزل يستفيد منه ويتبع آثاره حتى قال الدارقطني:
"لولا البخاري لما راح مسلم ولا جاء"". انتهى.
ومع كون الإمام مسلم تتلمذ على الإمام البخاري ولازمه واستفاد منه لم يرو
عنه في صحيحه شيئا ويبدو والله تعالى أعلم أن مسلما رحمه الله فعل ذلك
لأمرين:

الأول: الرغبة في علو الإسناد وذلك أن مسلما شارك البخاري في كثير من شيوخه
فلو روى عنه ما رواه عنهم لطال السند بزيادة راو لكنَّه رغبة منه في علوِّ
الإسناد وقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم روى مباشرة عن هؤلاء
الشيوخ تلك الأحاديث التي رواها البخاري عنهم.

الثاني: أن الإمام مسلما رحمه الله ساءه ما حصل من بعض العلماء من مزج
الأحاديث الضعيفة بالأحاديث الصحيحة وعدم التمييز بينهما، فوجه عنايته في
تجريد الصحيح من غيره كما أوضح ذلك في مقدمة صحيحه، وإذاً فما كان عند
البخاري من الأحاديث قد كفاه مؤونته لأنَّه قد عنى بجمع الحديث الصحيح مع
شدة الاحتياط وزيادة التثبت.


تلاميذه:
وللإمام مسلم تلاميذ كثيرون سمعوا منه، كما في تهذيب التهذيب منهم: أبو
الفضل أحمد بن سلمة وإبراهيم بن أبي طالب وأبو عمرو الخفاف وحسين بن محمد
القباني وأبو عمرو المستملي وصالح بن محمد الحافظ وعلي بن الحسن الهلالي
ومحمد بن عبد الوهاب الفراء - وهما من شيوخه - وعلي بن الحسين بن الجنيد
وابن خزيمة وابن صاعد ومحمد بن عبد بن حميد وغيرهم.

وروى عنه الترمذي في جامعه حديثا واحدا أخرجه في كتاب الصيام باب ما جاء في
إحصاء هلال شعبان لرمضان فقال: حدثنا مسلم بن حجاج حدثنا يحي بن يحي حدثنا
أبو معاوية عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أحصوا هلال شعبان لرمضان".

قال العراقي -كما نقله عنه المباركفوري في تحفة الأحوذي-: "لم يرو المصنف
في كتابه شيئا عن مسلم صاحب الصحيح إلا هذا الحديث، وهو من رواية الأقران
فإنهما اشتركا في كثير من شيوخهما". وقد أشار إليه الحافظ ابن حجر في تهذيب
التهذيب وقال: "ما له في جامع الترمذي غيره". وقال الخزرجي في خلاصة تهذيب
الكمال: "وعنه الترمذي فرد حديث". انتهى.

وقد رمز في الخلاصة وتهذيب التهذيب وتقريبه عند الترجمة لمسلم لكونه من
رجال الترمذي وذلك من أجل هذا الحديث الواحد الذي أخرجه عنه.


نماذج من ثناء العلماء عليه رحمه الله:
تحدث العلماء عن فضل الإمام مسلم واعترفوا له بقوة المعرفة وعلو المنزلة.
قال فيه شيخه محمد بن عبد الوهاب الفراء: "كان مسلم من علماء الناس وأوعية
العلم ما علمته إلا خيرا". وقال ابن الأخرم: "إنما أخرجت مدينتنا هذه من
رجال الحديث ثلاثة هم: محمد بن يحي وإبراهيم بن أبي طالب ومسلم". وقال ابن
عقدة: "قلما يقع الغلط لمسلم في الرجال لأنه كتب الحديث على وجهه". وقال
أبو بكر ابن الجارودي: "حدثنا مسلم بن الحجاج وكان من أوعية العلم". وقال
مسلمة بن قاسم: "ثقة جليل القدر من الأئمة". وقال ابن أبي حاتم: "كتبت عنه،
وكان ثقة من الحفاظ له معرفة في الحديث وسئل عنه أبي فقال صدوق"، وقال
بندار: "الحفاظ أربعة أبو زرعة ومحمد بن إسماعيل والدارمي ومسلم". وقال
إسحاق بن منصور لمسلم: "لن نعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين". وقال أحمد
بن سلمة: "رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح
على مشايخ عصرهما". وقال النووي: "وأجمعوا على جلالته وإمامته وعلو مرتبته
وحذقه في هذه الصنعة وتقدمه فيها وتضلعه منها". وقال أيضا: "واعلم أن مسلما
رحمه الله أحد أعلام أئمة هذا الشأن وكبار المبرزين فيه وأهل الحفظ
والإتقان والرحَّالين في طلبه إلى أئمة الأقطار والبلدان والمعترف له
بالتقدم فيه بلا خلاف عند أهل الحذق والعرفان والرجوع إلى كتابه والمعتمد
عليه في كل زمان".

وقال الذهبي في العبر: "أبو الحسين النيسابوري الحافظ أحد أركان الحديث".

مؤلفاته:
قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: "وصنَّف مسلم رحمه الله كتبا كثيرة.

1- منها هذا الكتاب الصحيح الذي مَنَّ الله الكريم -وله الحمد والنعمة
والفضل والمنة- به على المسلمين أبقى لمسلم به ذكرا جميلا وثناء حسنا إلى
يوم الدين مع ما أعد له من الأجر الجزيل في دار القرار وعم نفعه المسلمين
قاطبة.
2- ومنها الكتاب المسند الكبير على أسماء الرجال.
3- وكتاب الجامع الكبير على الأبواب.
4- وكتاب العلل.
5- وكتاب أوهام المحدثين.
6- وكتاب التمييز.
7- وكتاب من ليس له إلا راو واحد.
8- وكتاب طبقات التابعين.
9- وكتاب المخضرمين. وغير ذلك". انتهى.
وذكر الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ نقلا عن الحاكم عشرين مؤلفا لمسلم هي
بالإضافة إلى ما تقدم:
10- كتاب الأسماء والكنى.
11- كتاب الأفراد.
12- كتاب الأقران.
13- كتاب سؤالات أحمد بن حنبل.
14- كتاب حديث عمرو بن شعيب.
15- كتاب الانتفاع بأهب السباع.
16- كتاب مشايخ مالك.
17- كتاب مشائخ الثوري.
18- كتاب مشائخ شعبة.
19- كتاب أولاد الصحابة.
20- كتاب أفراد الشاميين.

مهنته:
وكان الإمام مسلم رحمه الله بزازا كما في تهذيب التهذيب. وقال الذهبي في
كتابه العبر: "وكان صاحب تجارة وكان محسن نيسابور وله أملاك وثروة".

عناية العلماء بترجمته ونقل أخباره رحمه الله:
وقد عنى الكاتبون في التاريخ وترجم الرجال بترجمة الإمام مسلم رحمه الله
وتحدثوا عنه بما هو حقيق به من ثناء جميل وذكر حسن، وعلى سبيل المثال أذكر
عشرة من أصحاب المؤلفات الذين توَّجوا مؤلفاتهم بترجمة الإمام مسلم رحمه
الله مع ذكر تاريخ وفياتهم واسم الكتاب المطبوع المشتمل على ترجمة الإمام
مسلم وعدد صفحات الترجمة في كل كتاب وتعيين الصفحة الأولى منها. أذكر ذلك
تسهيلا لمن يريد الوقوف على بعض ما كتب هذا الإمام الذي خلَّد الله ذكره
بما وفقه له من تدوين الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلوات الله
وسلامه عليه وذلك في الجدول المبيَّن في الصفحة التالية.

اسم المؤلفتاريخ وفاتهاسم الكتابعدد صفحات الترجمةالصفحةتاريخ الطبع ومكانه
الخطيب البغدادي463هتاريخ بغداد4100جزء131349ه مصرالقاضي محمد بن أبي
يعلى526هطبقات الحنابلة2337 جزء 1 مطبعة السنة المحمدية بمصرالإمام
النووي676هتهذيب الأسماء واللغات389 جزء2الطبعة المنيرية بمصرابن
خلكان671هوفيات الأعيان2280 جزء 41367ه مصرالحافظ الذهبي748هتذكرة
الحفاظ2165 جزء2حيدر آباد بالهندابن كثير774هالبداية والنهاية233 جزء
11مطبعة السعادة بمصرابن حجر العسقلاني852هتهذيب التهذيب2126 جزء101326ه
حيدر آباد بالهندالعليمي الحنبلي928هالمنهج الأحمد1146 جزء11383ه مصرابن
العماد الحنبلي1089هشذرات الذهب1144 جزء21350ه مصرصديق حسن خان1307هالتاج
المكلل2130 جزء 001382ه الهندوفاته ومدة عمره:
توفي الإمام مسلم رحمه الله عشية يوم الأحد ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من
رجب سنة إحدى وستين ومائتين. دفن بنصر أباد ظاهر نيسابور، ومدة عمره قيل
خمس وخمسون سنة وقيل سبعون وخمسون رحمه الله.

سبب تأليفه:
ذكر الإمام مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه سبب تأليفه هذا الكتاب المبارك
وملخصه أن شخصا رغب تعرف جملة الأخبار المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم في سنن الدين وأحكامه وما كان منها في الثواب والعقاب والترغيب
والترهيب وغير ذلك من صنوف الأشياء بالأسانيد التي بها نقلت وتداولها أهل
العلم فيما بينهم وسأل الإمام مسلما تلخيصها له في التأليف بلا تكرار يكثر
ليتمكن من التفهم فيها والاستنباط منها، ولأهمية هذا المطلوب وما يترتب
عليه من منفعة موجودة وعاقبة محمودة له خصوصا وللمسلمين عموما أقدم على جمع
هذه الدرر خالصة نقية من الشوائب وزاده رغبة في القيام بهذه المهمة
الجليلة ما رآه من بعض العلماء من نشر الأخبار الضعيفة وعدم التمييز بين
السليم والسقيم وما ينجم عن ذلك من أضرار لا سيما على العوام الذين لا
يدركون الفرق بينها.

قال رحمه الله: "وبعد، يرحمك الله فلولا الذي رأينا من سوء صنيع كثير ممن
نصب نفسه محدثا فيما يلزمهم من طرح الأحاديث الضعيفة والروايات المنكرة
وتركهم الاقتصار على الأحاديث الصحيحة المشهورة مما نقله الثقات المعرفون
بالصدق والأمانة بعد معرفتهم وإقرارهم بألسنتهم أن كثيرا مما يقذفون به إلى
الأغبياء من الناس ومستنكر ومنقول عن قوم غير مرضيين ممن ذم الرواية عنهم
أئمة أهل الحديث، مثل مالك بن أنس وشعبة بن الحجاج وسفيان عيينة ويحي بن
سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم من الأئمة لما سهل علينا الانتصاب
لما سألت عن التمييز والتحصيل ولكن من أجل ما أعلمناك من نشر القوم الأخبار
المنكرة بالأسانيد الضعاف المجهولة وقذفهم بها إلى العوام الذين لا يعرفون
عيوبها خف على قلوبنا إجابتك إلى ما سألت".

مدى عنايته في تأليفه:
قال الإمام مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه: "وأعلم وفقك الله تعالى أن
الواجب على كل أحد عرف التمييز بين صحيح الروايات وسقيمها وثقات الناقلين
لها من المتهمين أن لا يروى منها إلا ما عرف صحة مخارجه والستارة في ناقليه
وأن ينقى منها ما كان منها عن أهل التهم والمعاندين من أهل البدع". انتهى.

هذه الحقيقة التي أثبتها الإمام مسلم في مقدمة صحيحه وأرشد إليها هي المنهج
الذي سلكه في تأليف صحيحه فقد بذل وسعه وشغل وقته في جمعه وترتيبه، ومن
الأدلة على ذلك ما جاء عنه وعن غيره مما يوضح ذلك.

فروى الخطيب البغدادي بإسناده إلى محمد الماسرجسي قال: سمعت مسلم بن الحجاج
يقول: "صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة".

وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ: "قال ابن الشرقي سمعت مسلما يقول: "ما وضعت
في كتابي هذا المسند إلا بحجة وما أسقطت منه شيئا إلا بحجة".

وقد مكث في تأليف هذا الكتاب المبارك خمسة عشرة سنة قضاها في التحري
والتثبت والعناية التامة بهذا المصدر الأساسي لمعرفة الحديث الصحيح جمعا
وترتيبا وساعده في كتابته بعض تلاميذه طوال هذه المدة.

قال أحمد بن سلمة تلميذ الإمام مسلم-كما في تذكرة الحفاظ-: "كتبت مع مسلم
رحمه الله في صحيحه خمس عشرة سنة وهو اثنا عشر ألف حديث".

ولم يكتف الإمام مسلم رحمه الله بما بذله من جهود عظيمة في تأليفه بل أخذ
في عرضه على جهابذة المحدثين واستشارتهم فيه، فقد نقل النووي في مقدمة شرحه
لصحيح مسلم عن مكي بن عبدان أحد حفاظ نيسابور قوله:

"سمعت مسلما يقول: "عرضت كتابي هذا على أبي زرعة الرازي فكل ما أشار أن له
علة تركته وكل ما قال إنه صحيح وليس له علة خرجته"، وهذا من الإمام مسلم
رحمه الله غاية في الاحتياط والتثبت من جهة وفي التواضع وقصد الصواب من جهة
أخرى، ونتيجة لهذه العناية التامة التي تجلَّت في تلك الأدلة انشرح صدر
الإمام مسلم لهذا النتاج القيم وارتاحت نفسه لذلك فأخذ يرغب الناس فيه
ويؤكد أنه عمدة يعوَّل عليه في معرفة الصحيح من الأخبار يتضح ذلك مما نقله
النووي عن مكي بن عبدان أيضا حيث قال: "سمعت مسلم بن الحجاج يقول: "لو أن
أهل الحديث يكتبون مائتي سنة الحديث فمدارهم على هذا المسند" يعني صحيحه.


منزلته بين كتب السنة:
صحيح مسلم يأتي في الدرجة الثانية بعد صحيح البخاري فهو ثاني كتابين هما
أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى. قال النووي في مقدمة شرحه لصحيح مسلم: "
وأصح مصنف في الحديث بل في العلم مطلقا الصحيحان للإمامين القدوتين أبي عبد
الله محمد بن إسماعيل البخاري وأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري رضي
الله عنهما، فلم يوجد لهما نظير في المؤلفات". وقال أيضا: "اتفق العلماء
رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم،
وتلقتهما الأمة بالقبول، وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد ومعارف ظاهرة
وغامضة". انتهى.

هذه هي منزلة صحيح مسلم بين كتب السنة فهو في أعلى درجات الصحيح لا يتقدمه
في ذلك سوى صحيح البخاري، ونقل عن أبي علي النيسابوري شيخ الحاكم قوله: "ما
تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم بن الحجاج.." وقد يفهم من هذه
العبارة تقديمه على صحيح البخاري وذلك خلاف ما صرح به العلماء من ترجيح
صحيح البخاري عليه لتوفر أسباب الترجيح فيه وقد أجيب عن هذه العبارة بثلاثة
أجوبة:

الأول: للحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ قال بعد ذكر عبارة أبي علي
النيسابوري هذه: "قلت: لعل أبا علي ما وصل إليه صحيح البخاري" واستبعد هذا
الحافظ بن حجر في مقدمة فتح الباري

الثاني: لجماعة منهم أبو عمرو بن الصلاح في كتابه علوم الحديث أن ذلك محمول
على سرد الصحيح فيه دون أن يمزج بمثل ما في صحيح البخاري مما ليس على
شرطه، ولا يحمل على الأصحية.

الثالث: للحافظ ابن احجر في شرحه لنخبة الفكر وحاصله أن عبارة أبي علي هذه
تقتضي أن صحيح مسلم في أعلى درجات الصحيح وأنه لا يفوقه كتاب، أما أن
يساويه كتاب كصحيح البخاري فذلك لا تنفيه هذه العبارة.

والحاصل أن صحيح مسلم في قمة الصحيح بعد صحيح البخاري كما صرح بذلك أهل
العلم ولم يفصح أحد بترجيح صحيح مسلم على صحيح البخاري فيما يتعلق بالصحة.


ثناء العلماء عليه وتلقيهم له ولصحيح البخاري بالقبول:
لقي صحيح البخاري وصحيح مسلم قبولا لم يحصل لكتاب آخر وذلك نتيجة للعناية
التامة التي بذلها الشيخان في هذين الكتابين الجليلين من التثبت والاحتياط
في تجريد الصحيح من غيره فلا عجب إذا انطلقت الألسنة بالإشادة بشأنهما
وإبراز ما لهما من خصائص ومزايا وقد ذكرت بعض النقول في ذلك في المقال
السابق عن الإمام البخاري وكتابه الجامع الصحيح.

وأذكر هنا بعض ما يتعلق في صحيح مسلم:
قال النووي في مقدمة شرحه لصحيح مسلم: "ومن حقق نظره في صحيح مسلم رحمه
الله واطلع على ما أودعه في أسانيده وترتيبه وحسن سياقه وبديع طريقته من
نفائس التحقيق وجواهر التدقيق وأنواع الورع والاحتياط والتحري في الرواية
وتلخيص الطرق واختصارها وضبط متفرقها وانتشارها وكثرة إطلاعه واتساع روايته
وغير ذلك مما فيه من المحاسن والأعجوبات واللطائف الظاهرات والخفيَّات علم
أنَّه إمام لا يلحقه من بَعُد عصره وقل من يساويه بل يدانيه من أهل وقته
ودهره، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم".

وقال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب: "قلت: حصل لمسلم في كتابه حظ عظيم
مفرط لم يحصل لأحد مثله ٍبحيث أن بعض الناس كان يفضله على صحيح محمد بن
إسماعيل وذلك لما اختص به من جمع الطرق وجودة السياق والمحافظة على أداء
الألفاظ من غير تقطيع ولا رواية بمعنى وقد نسج على منواله خلق من
النيسابوريين فلم يبلغوا شأوه وحفظت منهم أكثر من عشرين إماما ممن صنف
المستخرج على مسلم، فسبحان المعطي الوهاب".


مقدمة صحيح مسلم:
وقد وضع الإمام مسلم رحمه الله بين يدي صحيحه مقدمة قيمة عظيمة الشأن جليلة
القدر تنبئ عن جلالة قدر واضعها وحسن نيته وحرصه على تدوين السنة النبوية
نقية من الشوائب وقد صدَّر هذه المقدمة ببيان السبب الباعث له على تأليفه
هذا الكتاب وإن أصل ذلك سؤال وقد زاده رغبة في الإجابة عليه ما رآه من قيام
بعض العلماء بجمع الحديث دون تمييز بين صحيح وضعيف ثم أوضح أنه لا يصير
إلى التكرار في ذكر الحديث إلا لحاجة من زيادة معنى في متن أو فائدة
اسنادية، ثم ذكر أنه يعنى أولا وقبل كل شيء بذكر رواية أهل الضبط والاتقان
ثم يتبعها برواية من هم أقل من أولئك ممن يشملهم اسم الستر والصدق وتعاطي
العلم، ثم ذكر أن ما كان من الأخبار عن قوم متهمين أو كان الغالب على
حديثهم المنكر والغلط لا يعبا به ولا يعرج عليه.

ثم عقب ذلك بذكر وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين والتحذير من الكذب
على رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ فيه، وساق الأدلة على ذلك ثم
أورد الأدلة على النهي عن الحديث بكل ما سمع وعلى النهي عن الرواية عن
الضعفاء والاحتياط في تحملها، ويلي ذلك كلامه عن الإسناد وأنه من الدين وأن
الرواية لا تكون إلا عن الثقات وإن جرح الرواة بما هو فيهم جائز بل واجب،
وإنه ليس من الغيبة المحرمة بل من الذب عن الشريعة المكرمة، وأفاض في ذكر
الأدلة والنقول عن المحدثين في ذلك. وختم هذه المقدمة بالكلام على صحة
الحديث المعنعن، وأوضح أن المبحث الذي عليه المحدثون الاكتفاء بمعاصرة
الراوي لمن يروي عنه دون اشتراط معرفة تلاق بينهما ما لم يكن الذي روى
بالعنعنة مدلسا وأكثر من لوم من يشترط ذلك.

ولا شك أن من اشترط التلاقي بين الراوي ومن روى عنه كالبخاري مثلا قد أخذ
في الاحتياط وزيادة التثبت واشتراطه ذلك يرفع من شأن كتابه، وأن من لم
يشترط ذلك كالإمام مسلم لا يحط ذلك من شأن كتابه ولا يقدح فيه، وإنما هو
التفاوت في درجات الصحة ومن أجل هذا ترجح صحيح البخاري على صحيح مسلم.


تبويبه:
لما قام الإمام مسلم رحمه الله بجمع كتابه الجامع الصحيح راعى في جمعه أن
تكون كل مجموعة من الأحاديث تتعلق في موضوع واحد على حدة، لكنه لم يضع لها
تراجم أبواب كما صنع الإمام البخاري في صحيحه، وهو في الحقيقة في حكم
المبوَّب وإنما فعل ذلك مسلم والله أعلم لئلا يزيد بها حجم الكتاب من جهة
وليشحذ القارئ ذهنه في استنباط الترجمة من جهة أخرى، قال النووي في مقدمة
شرحه لصحيح مسلم: "ثم إن مسلما رحمه الله رتب كتابه على أبواب فهو في حكم
المبوَّب في الحقيقة ولكنه لم يذكر تراجم الأبواب فيه لئلا يزداد بذلك حجم
الكتاب أو لغير ذلك"، ثم قال: "قلت: وقد ترجم جماعة أبوابه بتراجم بعضها
جيِّد وبعضها ليس بجيِّد إما لقصور في عبارة الترجمة وإما لركاكة لفظها
وإما لغير ذلك وأنا إن شاء الله أحرص على التعبير عنها بعبارات تليق بها في
مواطنها والله أعلم".


عدد أحاديثه:
ذكر النووي في التقريب أن عدة أحاديث صحيح مسلم نحو أربعة آلاف بإسقاط
المكرَّر وقال العراقي في نكته على بن الصلاح: "ولم يذكر - يعني النووي -
عدته بالمكرر وهو يزيد على عدة كتاب البخاري لكثرة طرقه وقد رأيت عن أبي
الفضل أحمد بن سلمة أنه اثنا عشر ألف حديث". انتهى. وقد عد أحاديثه الشيخ
محمد فؤاد عبد الباقي من المعاصرين وبلغت عنده بدون المكرَّر ثلاثة آلاف
وثلاثة وثلاثين حديثا وقال: "وهو عمل ما سبقني إليه أحد من جميع المشتغلين
بهذا الصحيح إذ كان جلُّ جهدهم أن يطلقوا عددا ما ورقما تخمينا وارتجالا لا
يرتكز على أساس سليم، فجئت أنا بهذا الحصر كي أضع حدا حاسما فاصلا لهذا
الاضطراب والبلبلة ولله الحمد".


شرط مسلم فيه:
نقل النووي في مقدمة شرحه لصحيح مسلم عن بن الصلاح أنه قال: "شرط مسلم رحمه
الله تعالى في صحيحه أن يكون الحديث متصل الإسناد بنقل الثقة عن الثقة من
أوله إلى منتهاه سالما من الشذوذ والعلة". انتهى.

وقال الحافظ بن حجر في شرحه لنخبة الفكر في أثناء تعداد مراتب الصحيح: "ثم
يقدم في الأرجحية من حيث الأصحية ما وافقه شرطهما لأن المراد به رواتهما مع
باقي شروط الصحيح". انتهى.

ويتضح من مقدمة صحيحه أنه يقسم الأحاديث ثلاثة أقسام:

الأول: ما رواه الحفاظ المتقنون.

والثاني: ما رواه المستورون المتوسطون في الحفظ والإتقان.

والثالث: ما رواه الضعفاء والمتروكون وأنه إذا فرغ من القسم الأول أتبعه
الثاني.

وأما الثالث فلا يعرج عليه كما نص في آخر مقدمة صحيحه على اكتفائه بمعاصرة
الراوي لمن يروي عنه إذا روى بالعنعنة ما لم يكن الراوي بالعنعنة موصوفا
بالتدليس.


التعليقات في صحيح مسلم:
التعليق هو حذف راوٍ أو أكثر من أول السند ولو إلى آخر الإسناد وهو كثير في
صحيح البخاري بخلاف صحيح مسلم فإنه قليل جدا بلغت جملته فيه أربعة عشر
موضعا ذكرها النووي في مقدمة شرحه لصحيح مسلم. وقال نقلا عن أبي عمرو بن
الصلاح: "وليس شيء من هذا والحمد لله مُخرِجا لما وجد فيه من حيز الصحيح بل
هي موصولة من جهات صحيحة لا سيما ما كان منها مذكورا على وجه المتابعة ففي
نفس الكتاب وصلها فاكتفى بكون ذلك معروفا عند أهل الحديث".


ثناء العلماء على الرواة المخرَّج لهم في صحيح مسلم وانتقاد بعض الحفاظ
بعضهم والجواب على ذلك:

قال الحافظ ابن حجر في شرحه لنخبة الفكر: "ورواتهما يعني الصحيحين قد حصل
الاتفاق على القول بتعديلهم بطريق اللزوم فهم مقدمون على غيرهم في
رواياتهم، وهذا أصل لا يخرج عنه إلا بدليل"، وقال في مقدمة الفتح: "وقد كان
الشيخ أبو الحسن المقدسي يقول في الرجل الذي خرج عنه في الصحيح: هذا جاز
القنطرة، يعني بذلك أنه لا يلتفت إلى ما قيل فيه".

وقد تكلم في بعض الرواة الذين خرج لهم مسلم وعدتهم مائة وستون رجلا وذلك
الكلام لا يقدح في صحيحه ولا يحط من شأنه لأنه:

أولا قد يكون القدح غير مؤثر.

قال الخطيب البغدادي كما في مقدمة شرح صحيح مسلم للنووي: "ما احتج البخاري
ومسلم به من جماعة عُلِمَ الطعن فيهم من غيرهم محمول على أنه لم يثبت الطعن
المؤثر مفسَّر السبب"، وقال الذهبي في جزء جمعه في الثقات الذين تكلم فيهم
بما لا يوجب ردهم ما نصه:

"وقد كتبت في مُصَنَفِي الميزان عددا كثيرا من الثقات الذين احتج البخاري
ومسلم وغيرهما بهم لكون الرجل منهم قد دُوِّنَ اسمه في مصنفات الجرح وما
أوردتهم لضعف فيهم عندي بل ليعرف ذلك وما زال يمرُّ بي الرجل الثبت وفيه
مقال من لا يعبأ به ..." إلى آخر كلامه رحمه الله.

ثانيا وإن كان القدح مؤثرا حمل الإخراج عنه في الصحيح على:

1- أن يكون ذلك واقعا في المتابعات والشواهد لا في الأصول. قال النووي في
مقدمة شرحه لصحيح مسلم نقلا عن ابن الصلاح: "وذلك بأن يذكر الحديث أولا
بإسناد نظيف رجاله ثقات ويجعله أصلا ثم يتبعه بإسناد آخر أو أسانيد فيها
بعض الضعفاء على وجه التأكيد بالمتابعة أو لزيادة فيه تنبه على فائدة فيما
قدمه".

2- أن يكون ضعف الرجل المحتج به في الصحيح طارئا عليه بعد أن أخذ صاحب
الصحيح عنه كالاختلاط فروايته عنه زمن استقامته لا يؤثر فيها ما طرأ عليه
من الاختلاط.

3- أن يكون صاحب الصحيح تجنب ما أنكر على الرجل المتكلم فيه. قال الحافظ
ابن حجر في الفتح في شرحه لحديث إعادة النبي صلى الله عليه وسلم الكلمة
ثلاثا لتفهم عنه قال: "وقد تقرر أن البخاري حيث يخرج لبعض من فيه مقال لا
يخرج شيئا مما أنكر عليه". انتهى. ومثله مسلم في ذلك وقال النووي في مقدمة
شرحه لصحيح مسلم: "واعلم أن ما كان في الصحيحين عن المدلسين بعن ونحوها
فمحمول على ثبوت السماع من جهة أخرى وقد جاء كثير منه في الصحيح بالطريقين
جميعا".


انتقاد الحفاظ بعض الأحاديث في صحيح مسلم والجواب عن ذلك:

ذكر ابن حجر في مقدمة الفتح أن الدارقطني وغيره من الحفاظ انتقدوا على
الصحيحن مائتين وعشرة أحاديث اشتركا في اثنين وثلاثين حديثا وانفرد البخاري
عن مسلم بثمانية وسبعين حديثا، وانفرد مسلم عن البخاري بمائة حديث، وقد
تولى الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح الإجابة عن الانتقاد الموجه إلى
الأحاديث التي اشتركا فيها والأحاديث التي انفرد بها البخاري عن مسلم
وعدتها مائة وعشرة أحاديث.

أما الأحاديث التي انفرد بها مسلم فقد أجاب عنها النووي في شرحه لصحيح مسلم
في مواضعها وأكثرها الانتقاد فيه غير مسلم والإيراد عليه غير وارد، وما لا
جواب عنه منها نزر يسير لا يعد شيئا في جنب الآلاف من الأحاديث الصحيحة
التي اشتمل عليها صحيحه.

وهذه الانتقادات القليلة التي توصل إليها جهابذة النقاد مع أن أكثرها غير
وارد إن دلت على شيء فإنما تدل على عظم شأن هذا الكتاب المبارك وأنه في
أعلى درجات الصحيح، وتدل على جلالة قدر جامعه وشدة احتياطه وتحريه وأنه وفق
فيما قصد إليه من جمع لصحيح نقيا خالصا، فإن تصدى الإمام الدارقطني وغيره
من النقاد وتتبعهم الصحيح حديثا حديثا وهم من هم في دقة الإدراك وسعة
الاطلاع ثم تكون نهاية المطاف ونتيجة التمحيص والتنقيب على هذا الوصف.

أقول إن ذلك يعطي الدليل الواضح على عظم قدره وعلو منزلته، وتلك شهادة من
فرسان هذا الميدان على أنه بالمكان الأعلى والوصف الأسمى، وذلك يوضِّح لنا
أيضا السرَّ في إقبال العلماء عليه وتلقيهم له ولصحيح البخاري بالقبول.

عناية العلماء بصحيح مسلم:
وكما اعتنى علماء الأمة الإسلامية بصحيح البخاري الذي هو أصح كتاب بعد كتاب
الله عز وجل فقد كانت عنايتهم عظيمة بصحيح مسلم الذي هو أصح كتاب يليه.
فقد شرحه شارحون واختصره مختصرون وألف في رجاله مؤلفون واستخرج عليه
مستخرجون، وعنايتهم بهذين الكتابين جاءت على قدر منزلة كل منهما، فهي
بالنسبة لصحيح البخاري بالدرجة الأولى وبالنسبة لصحيح مسلم بالدرجة
الثانية، فالكتب التي ألفت في صحيح مسلم كثيرة وأكثر منها المؤلفات
المتعلقة بصحيح البخاري، ومع كثرة شروح صحيح مسلم ليس فيها ما يقرب من
الكتاب العظيم الذي وفق الله لوضعه الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرح
البخاري الذي أسماه (( فتح الباري )) وأشهر شروحه وأكثرها رواجا في هذا
العصر شرح الإمام النووي وهو شرح يغلب عليه الاختصار، وأكثر عنياته فيه في
ضبط الألفاظ والتنبيه على لطائف الإسناد مع الإشارة إلى بيان فقه الحديث
أحيانا.

وممن عني بصحيح مسلم عناية تامة من المعاصرين الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي،
فقد بذل جهدا مشكورا في ترقيمه وتنويع فهارسه حتى كان الوصول إلى المطلوب
فيه سهلا ميسورا لا يحوج الناظر إلى عناء ومشقة وخصص لهذه الفهارس مجلدا
حافلا بأنواع شتى من الوسائل المؤدية إلى الوقوف على ما في هذا الكتاب
المبارك بيسر وسهولة.

وقد طبع صحيح مسلم في أربع مجلدات وتلك الفهارس في مجلد، وما أحوج طالب
العلم إلى اقتناء هذه الفهارس التي هي في الحقيقة مفتاح لصحيح مسلم.


خصائص صحيح مسلم والموازنة بينه وبين صحيح البخاري:

ينفرد صحيح مسلم بخصائص يتميز بها عن صحيح البخاري، ويوجد في صحيح البخاري
من الخصائص والميزات ما لا يشاركه صحيح مسلم فيه ويتفقان في أمور ترفع من
شأن الكتابين معا ويسموان بها إلى منتهى الصحة والإجادة والإتقان ونشير
فيما يلي إلى نماذج من ذلك:-

فيتفقان في أنهما معا في أعلى درجات الصحيح مع تفوق صحيح البخاري على صحيح
مسلم في ذلك.

ويتفقان في أن العلماء تلقوهما بالقبول واعتبروهما أصح الكتب بعد كتاب الله
العزيز. ويتفقان في أن مؤلفيهما رحمهما الله سلكا في تأليفهما طرقا بالغة
في الاحتياط والتثبت مع الأمانة التامة في العزو، ومن أمثلة ذلك أنهما
يتقيدان غاية التقيد فيما يتلقيانه من شيوخهما في الأسانيد والمتون، وإذا
كان الأمر يستدعي إيضاحا وبيانا قاما بذلك على وجه يتميز به ذلك. وقد عقد
النووي في مقدمة شرحه لصحيح مسلم فصلا خاصا بذلك قال فيه: "ليس للراوي أن
يزيد في نسب غير شيخه ولا صفته على ما سمعه من شيخه لئلا يكون كاذبا على
شيخه، فإن أراد تعريفه وإيضاحه وزوال اللبس المتطرق إليه لمشابهة غيره
فطريقه أن يقول: قال حدثني فلان. يعني ابن فلان .. أو .. الفلاني .. أو ..
هو ابن فلان .. أو .. الفلاني .. أو نحو ذلك فهذا جائز حسن قد استعمله
الأئمة وقد أكثر البخاري ومسلم منه في الصحيحين غاية الإكثار حتى أن كثيرا
من أسانيدهما يقع في الإسناد الواحد منها موضعان أو أكثر".

وينفرد صحيح مسلم بجمع طرق الحديث في مكان واحد غالبا مما جعل الوقوف على
المطلوب فيه سهلا ميسورا. وإنما قلت - غالبا - لأنه قد وقع فيه ذكر بعض
الأحاديث في أكثر من موضع.

وهذه الميزة لا توجد في صحيح البخاري إلا أنه وجد فيه بدلا منها ميزة كبرى
وهي إيضاح ما اشتملت عليه الأحاديث من الفوائد الفقهية مع دقة الاستنباط
وبألخص عبارة مما جعل صحيحه كتاب رواية ودراية معا. ومن أجل تحصيل هذا
المطلب العظيم عمد البخاري رحمه الله إلى تفريق الحديث وتكرراه في أكثر من
موضع مستدلا به في كل موضع بما يناسبه.

وينفرد صحيح مسلم بأن مسلما رحمه الله إذا أسند الحديث فيه إلى جماعة من
شيوخه عيَّن من له اللفظ منهم غالبا، فيقول: "حدثنا فلان وفلان واللفظ
لفلان" أو قال: "فلان حدثنا فلان" ومن أمثلة ذلك قوله في باب الصلوات الخمس
والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر:
حدثنا يحي بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر كلهم عن إسماعيل.

قال ابن أيوب حدثنا إسماعيل بن جعفر. وقوله في باب استحباب إطالة الغرة
والتحجيل في الوضوء: حدثنا سويد بن سعيد وابن أبي عمر جميعا عن مروان
الفزاري، قال ابن أبي عمر: حدثنا مروان، وقوله في الحديث الذي يليه: وحدثنا
أبو كريب وواصل بن عبد الأعلى واللفظ لواصل قالا حدثنا ابن فضيل. وقوله في
باب الاستنجاء بالماء من التبرز: وحدثني زهير بن حرب وأبو كريب واللفظ
لزهير حدثنا إسماعيل يعني ابن علية.

أما الإمام البخاري فقد ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري
عند الكلام على حديث جابر بن عبد الله في الخمس الذي أوتيها صلى الله عليه
وسلم وهو الحديث الثاني في كتاب التيمم من صحيح البخاري ذكر الحافظ أنه إذا
روى الحديث عن غير واحد فاللفظ للأخير، قال رحمه الله: "وقد ظهر
بالاستقراء من صنيع البخاري أنه إذا أورد الحديث عن غير واحد فإن اللفظ
يكون للأخير والله أعلم".

وينفرد صحيح مسلم بأن مسلما رحمه الله صدَّره بمقدمة اشتملت على جمل من
علوم الحديث وقد تقدم بيان ما تضمنته على سبيل الإجمال، أما الإمام البخاري
فلم يضع بين يدي صحيحه مقدمة بل افتتحه ببدأ الوحي إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم .. وينفرد صحيح مسلم بكثرة استعمال التحويل في الأسانيد وذلك
لجمعه طرق الحديث المتعلقة بموضوع معين في موضع واحد ويوجد التحويل في
الأسانيد قليلا في صحيح البخاري.

وينفر صحيح مسلم بقلة التعليق فيه إذ بلغت جملة ما فيه من ذلك أربعة عشر
موضعا كما تقدمت الإشارة إلى ذلك، وقد أكثر الإمام البخاري من استعماله في
صحيحه.

وينفرد صحيح مسلم بأن مسلما رحمه الله اقتصر فيه على الأحاديث المسندة إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أقوال الصحابة وغيرهم بخلاف البخاري رحمه
الله فقد أورد أقوالهم ومعلوم أنها ليست من شرط كتابه وإنما ذلك للإيضاح
والبيان لأنه يجمع في كتابه بين الرواية والدراية.


ليس كل الصحيح موجودا في الصحيحين وحدهما:
صحيح البخاري وصحيح مسلم اشتملا على قدر كبير من الحديث الصحيح، وهذا القدر
الذي اشتملا عليه ليس هو كل شيء في الحديث الصحيح، فإن الصحيح كما أنه
موجود فيهما فهو موجود خارجهما في الكتب المؤلفة في الحديث النبوي كالموطأ
وصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم وجامع الترمذي وسنن أبي
داود والنسائي وابن ماجه والدارمي والدارقطني والبيهقي وغيرها. وهو أمر
واضح غاية الوضوح فلم ينقل عن البخاري ومسلم أنهما استوعبا الصحيح في
صحيحهما أو قصدا استيعابه وإنما جاء عنهما التصريح بخلاف ذلك. قال أبو عمرو
ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث: "لم يستوعبا - يعني البخاري ومسلما -
الصحيح في صحيحهما ولا التزما ذلك، فقد روينا عن البخاري أنه قال: "ما
أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح وتركت من الصحيح لحال الطول". وروينا عن
مسلم أنه قال: "ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا - يعني في كتابه الصحيح -
إنما وضعت ههنا ما أجمعوا عليه ..." وقال الحافظ ابن حجر في مقدمة فتح
الباري: "روى الإسماعيلي عنه يعني البخاري قال: "لم أخرج في هذا الكتاب
إلا صحيح وما تركت من الصحيح أكثر".

وقال النووي في مقدمة شرحه لصحيح مسلم بعد أن ذكر التزام جماعة لهما إخراج
أحاديث على شرطيهما لم يخرجاها في كتابيهما قال: "وهذا الإلزام ليس بلازم
في الحقيقة فإنهما لم يلتزما استيعاب الصحيح بل صح عنهما تصريحهما بأنهما
لم يستوعباه وإنما قصدا جمع جمل من الصحيح كما يقصد المصنف في الفقه جمع
جمل من مسائله لا أنه يحصر جميع مسائله"

ومما يوضح عدم استيعاب البخاري الصحيح
وعدم التزامه بذلك أيضا أنه جاء عن البخاري أنه قال: "أحفظ مائة ألف حديث
صحيح ومائتي حديث غير صحيح". مع أن جملة ما في صحيحه من الأحاديث المسندة
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما في ذلك الأحاديث المعلقة لا تبلغ
عشرة آلاف حديث. وأيضا استدراك الحاكم على البخاري ومسلم أحاديث على
شرطيهما أو شرط واحد منهما لم يخرجاها وهي أحاديث كثيرة جدا، وأيضا فإن
العلماء قسموا الصحيح إلى سبع مراتب مرتبة حسب القوة على النحو التالي:

1- صحيح اتفقا على إخراجه البخاري ومسلم.
2- صحيح انفرد بإخراجه البخاري عن مسلم.
3- صحيح انفرد به مسلم عن البخاري.
4- صحيح على شرطهما معا ولم يخرجاه.
5- صحيح على شرط البخاري ولم يخرجه.
6- صحيح على شرط مسلم ولم يخرجه.
7- صحيح لم يخرجاه ولم يكن على شرطهما معا وعلى شرط واحد منهما.

وهذه المراتب السبع للصحيح ذكرها أبو عمرو ابن الصلاح في علوم الحديث
والحافظ ابن حجر في شرحه لنخبة الفكر وغيرهما، وليس في الصحيحين في هذه
المراتب إلا الثلاث الأولى أما الأربعة الباقية فلا وجود لها إلا خارج
الصحيحين ولم يزل من دأب العلماء في جميع العصور الاحتجاج بالأحاديث
الصحيحة - بل والحسنة - الموجودة خارج الصحيحين والعمل بها مطلقا واعتبار
ما دلت عليه دون إعراض عنهما أو تعرض للحط من شأنها والتقليل من قيمتها،
فلا يليق بمسلم يحب الخير لنفسه ودفع الضر عنها أن يتوقف أدنى توقف في أن
سبيلهم هذا هو الحق وغيره هو الباطل والضلال المبين {رَبَّنَا لا تُزِغْ
قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً
إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}.


الحديث المتفق عليه:
يرفع من شأن الحديث كونه مخرجا من أحد الصحيحين فإن كان مخرجا فيهما معا
كانت منزلته أعلى وشأنه أكبر وأمره أعظم وهذا النوع هو المرتبة الأولى من
المراتب السبع للحديث الصحيح التي مر ذكرها، وقد درج المشتغلون بالسنة من
أهل الحديث وغيرهم على التعبير عن هذا النوع بقولهم: "متفق عليه"، أو،
"أخرجاه".

ولا أعلم أحد يطلق " متفق عليه " إلا على اتفاق البخاري ومسلم وحدهما ما
عدى المجد ابن تيمية جد شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه منتقى الأخبار الذي
شرحه الشوكاني في كتابه (( نيل الأوطار )) فإنه يعني بقوله فيه "متفق عليه
" اتفاق البخاري ومسلم وأحمد. ويعبر عما رواه الشيخان وحدهما " أخرجاه ".

وكون الحديث المتفق عليه في قمة الصحيح أمر معلوم عند المحدثين. قال أبو
عمرو ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث بعد أن ذكر مراتب الصحيح السبع
المشار إليها.

"هذه الأمهات أقسامه وأعلاها الأول وهو الذي يقول فيه أهل الحديث كثيرا
"صحيح متفق عليه ". يطلقون ذلك ويعنون به اتفاق البخاري ومسلم لا اتفاق
الأمة عليه، لكن اتفاق الأمة عليه لازم وحاصل معه لاتفاق الأمة على تلقي ما
اتفقا عليه بالقبول وهذا القسم مقطوع بصحته والعلم اليقيني والنظري واقع
به". انتهى.

وقد أُفْرِدَ هذا النوع المتفق عليه بالتأليف وأشمل هذه الكتب وأدقها
تحريرا كتاب (( اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان )) للشيخ محمد فؤاد
عبد الباقي، ذكر أنه فرغ من جمعه عام 1367ه وهو مطبوع في ثلاثة مجلدات وقد
بلغت أحاديثه 1906 من الحديث المتفق عليه. وقد رتبه على ترتيب صحيح مسلم
فيثبت فيه الحديث بلفظ مسلم ويشير إلى أقرب ألفاظ الحديث عند البخاري الذي
اتفق فيه مع مسلم إذا كان مكررا فيذكر الكتاب عند البخاري ورقمه والباب
الذي فيه الحديث من ذلك الكتاب ورقم الباب.


بقلم الشيخ: عبد المحسن العباد
مجلة الجامعة الإسلامية
تم بحمد الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وردة الزمان
عضو ملكي
عضو ملكي
وردة الزمان


انثى
عدد الرسائل : 10094
العمر : 31
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : عادية
نشاط العضو :
أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Left_bar_bleue33 / 10033 / 100أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Right_bar_bleue

الدوله : أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Male_e10
sms : شمعة الحب
طفتها خفوق الليالى
والسعادة مع الذكرى
فى زمان بخيل
الأوسمه : أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Deign30la7
الشهره : 28
تاريخ التسجيل : 26/08/2009

أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله )   أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) I_icon_minitimeالأربعاء 23 يونيو 2010 - 21:15

[size=25]السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أصحاب الكتب الستة(الأمام ابو داود)


إعداد/
الشيخ محمد صالح النعيمي
حياة الإمام ابو داود السجستاني (202-275ه)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
اجمعين .
وبعد.
نتكلم على جبل آخر من هذه السلسلة التي نتطرق من خلالها الى العلماء الذين
حملوا هذه الامانة وبلَّغوها للناس بصورة عامة ومنهم الامام ابو داود
السجستاني.
1-اسمه ونسبه ومولده:
هو الامام سليمان بن الاشعث بن اسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران ابو
داود الازدي السجستاني .وقال إبن كثير :هو بن يحيى بن عمران.
ولد سنة اثنين ومائتين من الهجرة المباركة.
2-طلبه للعلم:
بدأ الامام ابو د اود في طلبه للعلم منذ صباه فطاف في البلاد القريبة
والبعيدة واخذ علوم الحديث وغيرها من خيرة المشايخ في زمانه فكتب عن
العراقيين والخراسانيين و الشاميين والبصريين والحجاز والمصرين وكان من
ابرزهم.
1-عثمان بن ابي شيبة
2-ابي داود الطيالسي
3-عبد الله بن مسلمة التعنبي
4-مسدد بن مسرهد
5-يحيى بن معين
6-احمد بن حنبل
7-سليمان بن حرب
8-احمد بن يونس.وغيرهم
3-تلاميذه:
وبعد هذه الرحلة الطويلة في طلب العلم بدأ صيته يظهر وبدا طلاب العلم
يطلبونه في كل مكان وكان من ابرزهم
1-ابنه ابو بكر عبد الله بن ابي داود
2-ابو عبد الرحمن النسائي
3-احمد بن محمد الخلال
4-ابو علي محمد بن احمد الؤلؤي
5-احمد بن سليمان النجار وهو آخر من روى عنه في الدنيا.روى عنه النجار
6-احمد بن خليل سمع منه حديثاً و احداً وغيرهم ممن لا يحصى .
4- تصنيفه للسنن:
سكن الامام ابو داود مدينة البصرة وقدم بغداد غير مرة وحدث بكتاب السنن بها
ويقال :إنه صنفه بها وعرضه على الامام احمد بن حنبل فاستجأره واستحسنه.
قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى حدثني ابو بكر محمد بن علي بن إبراهيم
القارئ الدينوري من لفظه قال سمعت ابا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن
القرصى قال سمعت ابا بكر بن داسة يقول سمعت ابا داود يقول سمعت ابا داود
يقول: كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة الف حديث انتخبت منها
ما ضمنته كتاب السنن جمعت فيه اربعة آلاف حديث وثمنمائة حديث.
ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ويكفي الانسان لدينه من ذلك اربعة احاديث:
1-حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه(إنما الاعمال بالنيات).
2-وحديث (من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه).
3-حديث(لايكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لاخيه ما يرضى لنفسه).
4-حديث (الحلال بيّن والحرام بيّن بين ذلك امور مشتبهات).
قال الخطابي رحمه الله تعالى :كتاب السنن لابي داود كتاب شريف لم يضف في
علم الدين كتابا مثله وقد رزق القبول من كافة الناس على اختلاف مذاهبهم
فصار حكماً بين العلماء وطبقات المحدثين والفقهاء ولكل واحد فيه ورد ومنه
شرب وعليه معوّل اهل العراق ومصر وبلاد المغرب وكثير من مدن واقطار الارض
قال :قال ابو داود ما ذكرت في كتابي حديثا اجمع الناس على تركه وقال
الخطابي رحمه الله تعالى ايضا: هو احسن وضعا واكثر فقها من الصحيحين .
5-ثناء العلماء عليه:
قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى:سليمان بن الاشعث ابو داود ثقة حافظ
مصنف السنن وغيرها. من كبار العلماء من الحادية عشرة انظر تقريب التهذين(ص
25 رقم 2533) قال مصطفى محمد عمارة في شرحه للترغيب والترهيب للامام
المنذري رحمه الله تعالى :قال محمد بن اسحاق الصاغاني الين لابي داود
الحديث كما الين لنبي الله داود عليه السلام الحديد وذكر هذا القول ابو
الفداء اسماعيل بن كثير عن ابراهيم الحربي وغيره.قال الحافظ موسى بن
ابراهيم خلق ابو داود في الدنيا للحديث وفي الآخرة للجنة ما رأيت افضل منه
قال الحاكم رحمه الله تعالى ابو داود امام اهل الحديث في زمانه بلا مدافعة.
قال ابو بكر بن داسة رحمه الله تعالى عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي ان ابا
بكر الخلال قال : ابو داود سليمان بن الاشعث الامام المقدم في زمانه رجل
لم يسبقه الى معرفة تخريج العلوم وبصره بمواضعها احد من اهل زمانه رجل ورع
مقدم قد سمع منه احمد بن حنبل حديثا واحدا كان ابو داود يذكره وكان ابو
بكرالاصبهاني وابو بكر بن حدقة يرفعان من قدره ويذكرانه بما لا يذكران احدا
في زمانه بمثله.
قلت الحديث الذي كتبه عنه وسمعه منه الامام احمد بن حنبل وهو ما رواه ابو
داود من حديث حماد بن سلمة عن ابي معشر الدارمي عن ابيه ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم .سئل عن العتيرة فحسّنها .
وقال غيره كان ابو داود رحمه الله تعالى احد حفاظ الاسلام للحديث وعلله
وسنده وكان في اعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع من فرسان الحديث .
وقال غيره كان الين مسعود رضي الله عنه يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في
هديه وسمته وكان علقمه يشبهه وكان ابراهيم يشبه علقمة وكان منصور يشبه
ابراهيم وكان سفيان يشبه منصور وكان وتبع يشبه سفيان وكان الامام احمد يشبه
وكيعا وكان الامام ابو داود يشبه الامام احمد بن حنبل.
وقال محمد بن بكر بن عبد الرزاق كان لا بي داود كمين كم واسع وكم ضيق فقيل
له ما هذا ايرحمك الله؟ قال : هذا الكم الواسع للكتب والآخر لا يحتاج اليه.
6-وفاته:
توفي الامام ابو داود السجستاني في مدينة البصرة يوم الجمعة لاربع عشرة
بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين عن ثلاث وسبعين سنة ودفن الى جانب قبر
الامام سفيان الثوري رحمه الله تعالى عليهما وعلى سائر علماء الاسلام في
كل مجلات العلم الذين خدموا الاسلام والمسلمين والحمد لله رب العالمين وصلى
الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وردة الزمان
عضو ملكي
عضو ملكي
وردة الزمان


انثى
عدد الرسائل : 10094
العمر : 31
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : عادية
نشاط العضو :
أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Left_bar_bleue33 / 10033 / 100أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Right_bar_bleue

الدوله : أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Male_e10
sms : شمعة الحب
طفتها خفوق الليالى
والسعادة مع الذكرى
فى زمان بخيل
الأوسمه : أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Deign30la7
الشهره : 28
تاريخ التسجيل : 26/08/2009

أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله )   أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) I_icon_minitimeالأربعاء 23 يونيو 2010 - 21:18

[size=25]السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الإمام الترمذي

هو الإمام أبوعيسى محمد بن عيسى بن سَورة
الترمذيالمولود سنة 209ه والمتوفى سنة 279ه .
كان الترمذي من خواص تلامذة البخاري، شهد له العلماء بالعلم والحفظ
والمعرفة ، وبالديانة والورع ، حتى إنه لغلبة الخشية عليه كف بصره آخر عمره
، من كثرة بكائه من خشية الله تعالى .
قال الحافظ أبو سعيد الإدريسيعن الترمذي : أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في
علم الحديث ، صنف الجامع والتواريخ والعلل تصنيف رجل عالم متقن ، كان يضرب
به المثل في الحفظ .
ميزات جامع الترمذي :
وقد عني بجمع أحاديث الأحكام كما فعل أبو داود، ولكنه بين الحديث الصحيح من
الضعيف ، وذكر مذاهب الصحابة والتابعين وفقهاء الأمصار .
وذكر الشيخ أحمد محمد شاكر ، في مقدمة تحقيقه لسنن الترمذي أن كتاب الترمذي
هذا يمتاز بثلاثة أمور لا تجدها في شيء من كتب السنة ، الأصول الستة أو
غيرها :
أولها: أنه يختصر طرق الحديث اختصارًا لطيفًا ، فيذكر واحدًا ويومئ إلى ما
عداه ، يقول الشيخ أحمد شاكر : " بعد أن يروي الترمذيحديث الباب يذكر أسماء
الصحابة الذين رويت عنهم أحاديث في هذا الباب ، سواءً أكانت بمعنى الحديث
الذي رواه ، أم بمعنى آخر ، أم بما يخالفه ، أم بإشارة إليه ولو من بعيد " .
ولا شك أن هذا يدل على إطلاع واسع وحفظ عظيم.
ثانيًا : أنه في أغلب أحيانه يذكر اختلاف الفقهاء وأقوالهم في المسائل
الفقهية ، وكثيرًا ما يشير إلى دلائلهم ، ويذكر الأحاديث المتعارضة في
المسألة ، وهذا المقصد من أعلى المقاصد وأهمها ، فإن الغاية من علوم الحديث
، تمييز الصحيح من الضعيف ، للاستدلال والاحتجاج ، ثمَّ الاتباع والعمل .
ثالثًا : أنه يُعْنَي كل العناية في كتابه بتعليل الحديث ، فيذكر درجته من
الصحة أو الضعف ، ويفصل القول في التعليل والرجال تفصيلاً جيدًا ، وبذلك
صار كتابه هذا كأنه تطبيق عملي لقواعد علوم الحديث ، خصوصًا علم العلل وصار
أنفع كتاب للعالم والمتعلم ، وللمستفيد والباحث في علوم الحديث .
يقول الشوكاني مثنيًا على سنن الترمذي : كتاب الترمذيأحسن الكتب وأكثرها
فائدة ، وأحكمها ترتيبًا ، وأقلها تكرارًا ، وفيه ما ليس في غيره من
المذاهب ووجوه الاستدلال ، والإشارة إلى ما في الباب من الأحاديث ، وتبيين
أنواع الحديث : من الصحة والحسن والغرابة والضعف ، وفيه جرح وتعديل .
ومما امتاز به الكتاب كثرة فوائده العلمية وتنوعها ، وفي ذلك يقول ابن
رُشَيد : إن كتاب الترمذي تضمن الحديث مصنفًا على الأبواب وهو علم برأسه ،
والفقه وهو علم ثان ، وعلل الحديث ويشتمل على بيان الصحيح من السقيم وما
بينهما من المراتب وهو علم ثالث ، والأسماء والكنى وهو علم رابع ، والتعديل
والتجريح وهو علم خامس ، ومن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ومن لم يدركه
ممن أسند عنه في كتابه وهو علم سادس ، وتعديد من روى ذلك وهو علم سابع ،
هذه علومه المجملة ، وأما التفصيلية فمتعددة ، وبالجملة فمنفعته كثيرة ،
وفوائده غزيرة .
وكتابه الجامع المشهور بسنن الترمذي يعتبر من أهم مصادر الحديث الحسن ، قال
ابن الصلاح : كتاب أبي عيسى الترمذي رحمه الله أصل في معرفة الحديث الحسن
وهو الذي نوه باسمه وأكثر من ذكره في جامعه .
ويبلغ عدد أحاديث جامع الترمذي 3956 حديثاً .
شروح سنن الترمذي :
من شروح سنن الترمذي:
(1) عارضة الأحوذي في شرح الترمذي للإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله
الإشبيلى ، المعروف بابن العربي المالكي المتوفى سنة (795 ه) .
(2) قوت المغتذى على جامع الترمذي للحافظ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة (
911ه).
(3) شرح ابن سيد الناس المتوفى سنة ( 734ه) ، لكنه لم يتم فقد شرح ثلث
الكتاب واخترمته المنية فأكمله الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن حسين
العراقي صاحب الألفية المتوفى سنة ( 806ه)
(4) العرف الشذى على جامع الترمذي هو شرح سراج الدين البلقيني الشافعي
المتوفى سنة (805ه) وشرحه هذا لم يتم .
(5) تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي للعلامة محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم
المباركفورى المتوفى سنة 1355ه وهو من أشهر الشروح في عصرنا الحالي ، وقد
وضع الله له القبول والشهرة وهو شرح نفيس مفيد نافع .

[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وردة الزمان
عضو ملكي
عضو ملكي
وردة الزمان


انثى
عدد الرسائل : 10094
العمر : 31
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : عادية
نشاط العضو :
أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Left_bar_bleue33 / 10033 / 100أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Right_bar_bleue

الدوله : أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Male_e10
sms : شمعة الحب
طفتها خفوق الليالى
والسعادة مع الذكرى
فى زمان بخيل
الأوسمه : أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Deign30la7
الشهره : 28
تاريخ التسجيل : 26/08/2009

أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله )   أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله ) I_icon_minitimeالأربعاء 23 يونيو 2010 - 21:21

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الإمام النسائي صاحب السنن

نسبه ونشأته

هو الإمام الحافظ الثبت شيخ الإسلام ناقد الحديث
أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي صاحب
السنن.


ولد بنسا في سنة 215ه وطلب
العلم في صغره فارتحل إلى قتيبة في سنة 230ه فأقام عنده بمدينة بغلان سنة
فأكثر عنه، ومن شيوخه إسحاق بن راهويه وهشام بن عمار ويروي عن رفقائه.


--------------------------------------------------------------------------------

مكانته العلمية

كان من بحور العلم مع الفهم والإتقان والبصر ونقد
الرجال وحسن التأليف رحل في طلب العلم في خراسان والحجاز ومصر والعراق
والجزيرة والشام والثغور ثم استوطن مصر ورحل الحفاظ إليه ولم يبق له نظير
في هذا الشأن.


حدث عنه أبو بشر
الدولابي وأبو جعفر الطحاوي وأبو علي النيسابوري وغيرهم كثير.


قال الحافظ ابن طاهر سألت سعد بن علي الزنجاني عن
رجل فوثقه فقلت قد ضعفه النسائي فقال يا بني إن لأبي عبد الرحمن شرطا في
الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم قلت صدق فإنه ليَّن جماعة من رجال صحيحي
البخاري ومسلم.


قال الحاكم كلام
النسائي على فقه الحديث كثير ومن نظر في سننه تحير في حسن كلامه، وقال ابن
الأثير في أول جامع الأصول كان شافعيا له مناسك على مذهب الشافعي وكان ورعا
متحريا قيل إنه أتى الحارث بن مسكين في زي أنكره عليه قلنسوة وقباء وكان
الحارث خائفا من أمور تتعلق بالسلطان فخاف أن يكون عينا عليه فمنعه فكان
يجيء فيقعد خلف الباب ويسمع ولذلك ما قال حدثنا الحارث وإنما يقول قال
الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع.


قال مأمون المصري المحدث خرجنا إلى طرسوس مع النسائي سنة الفداء
فاجتمع جماعة من الأئمة عبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن إبراهيم مربع
وأبو الآذان فتشاوروا من ينتقي لهم على الشيوخ فأجمعوا على أبي عبد الرحمن
النسائي وكتبوا كلهم بانتخابه.


وقال
أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ من يصبر على ما يصبر عليه النسائي عنده حديث
ابن لهيعة ترجمة ترجمة يعني عن قتيبة عن ابن لهيعة قال فما حدث بها.


--------------------------------------------------------------------------------

مناقبه وفضائله

قال محمد بن المظفر الحافظ سمعت مشايخنا بمصر
يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار وأنه خرج إلى الفداء مع
أمير مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين واحترازه
عن مجالس السلطان الذي خرج معه والانبساط في المأكل وأنه لم يزل ذلك دأبه
إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج.


--------------------------------------------------------------------------------

ثناء العلماء عليه

قال الحافظ أبو علي النيسابوري:الإمام في الحديث
بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النسائي.


وقال أبو الحسن الدار قطني أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر
بهذا العلم من أهل عصره.


وقال
الدار قطني كان أبو بكر بن الحداد الشافعي كثير الحديث ولم يحدث عن غير
النسائي وقال رضيت به حجة بيني وبين الله تعالى


قال أبو سعيد ابن يونس في تاريخه كان أبو عبد الرحمن النسائي
إماما حافظا ثبتا.


قال أبو عبد
الله بن منده الذين أخرجوا الصحيح وميزوا الثابت من المعلول والخطأ من
الصواب أربعة البخاري ومسلم وأبو داود وأبو عبد الرحمن النسائي.


--------------------------------------------------------------------------------

وفاته

روى أبو عبد الله بن مندة عن حمزة العقبي المصري
وغيره أن النسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق فسئل بها عن معاوية وما
جاء في فضائله فقال لا يرضى رأسا برأس حتى يفضل قال فما زالوا يدفعون في
حضنيه حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى مكة فتوفي بها كذا قال وصوابه إلى
الرملة.


وقال الدار قطني خرج حاجا
فامتحن بدمشق وأدرك الشهادة فقال احملوني إلى مكة فحمل وتوفي بها وهو مدفون
بين الصفا والمروة وكانت وفاته في شعبان سنة 303ه قال وكان أفقه مشايخ مصر
في عصره وأعلمهم بالحديث والرجال.


--------------------------------------------------------------------------------

تراث النسائي

ترك النسائي مجموعة من الكتب أهمها كتاب السنن وهو
الذي عرف به وجاء في سير أعلام النبلاء عن كتبه الأخرى " قد صنف مسند علي
وكتابا حافلا في الكنى وأما كتاب خصائص علي فهو داخل في سننه الكبير وكذلك
كتاب عمل اليوم والليلة وهو مجلد هو من جملة السنن الكبير في بعض النسخ وله
كتاب التفسير في مجلد وكتاب الضعفاء وأشياء والذي وقع لنا من سننه هو
الكتاب المجتنى منه انتخاب أبي بكر بن السني سمعته ملفقا من جماعة سمعوه من
ابن باقا بروايته عن أبي زرعة المقدسي سماعا لمعظمه وإجازة لفوت له محدد
في الأصل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أصحاب الكتب الستة (رحمهم الله )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتاوى للشيخ بن باز والشيخ بن عثيمين رحمهم الله
» الكتب الأربعة
» تأهل خيتافي وبلنسية وريال مايوركا إلى دور الستة عشر بكأس ملك أسبانيا
» قصة أصحاب الكهف
» أصحاب القصور

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع شله السلام الرسمي (يوسف البطل 1) :: منتديات شله السلام المتخصصه :: المنتدي الديني-
انتقل الى: