ذهبت الى شاطئ البحركعادتى
فى ذلك الوقت من اليوم ومشيت او سبحت لا ادرى المهم اننى وصلت الى صخرتى
التى اجلس عليها كل يوم لاحكى الى البحر ما مررت به
نظرت الى السماء وجدتها صافية زرقاء ودعوت الله ان يستمر هذا الصفاء
لم التفت حينها الى الشمس كأننى تعودت وجودها
اضطربت الامواج فجأة وكأنها تتشاجر وتتقافز لتجلس امامى وتستمع الى حكاياىّ
واضطربت اكثر حينما قلت اننى سأحكى عن امجاد اجدادى العرب والمسلمين لكنها
هدأت حينما بدأت احكى
واضطربت ثانية عندما وصلت الى سيرة الرسول العظيم والنبى الكريم صلى الله
عليه وسلم كأنها تصرخ من الاعجاب والانبهار بهذه العظمة
اضطربت حينما وصلت الى صحابته الكرام
اضطربت حينما وصلت الى صلاح الدين
نظرت الى السماء فوجدتها تقترب على استحياء لتستمع فرحت وشرعت احكى و
.......
هل اتخيل ام ان هناك شمسان ؟
نعم ...
هناك شمسان انا لا اتخيل
شمسنا العادية تتوسط السماء وتنشر اشعتها الذهبية وشمس اخرى تبدأ فى المغيب
وتلطخ دماؤها ثوب مساء لم اعهده قط
شُلت حركتى للحظات ولم استطع النطق من الذهول
ثم افقت و.....
وصرخت
صرخت صرخة لا اعلم كيف صرختها واخذت اجرى واجرى واجرى حتى وصلت الى ابى
وانا الهث
اخذ يهدئنى ويربت على كتفى وحينما هدأت سألنى فى حنان"ماذا حدث يا ابنتى
العزيزة لماذا كنت تلهثين هكذا؟"
همست بصوت مبحوح من اثر الانفعال " انظر الى السماء يا ابى هناك شمسان
وواحدة منهما توشك على المغيب"
قال وهو يحاول الابتسام" وما الغريب فى هذا انها شمس العروبة يا ابنتى "
سألته ذاهلة"ولم توشك على المغيب يا ابى؟"
اجابنى قائلا بصوت ملأته الحسرة"بسبب العرب يا ابتنى"
واستطرد قبل ان اسأل سؤالا اخر" لكنها لن تغيب "
كنت حينها انظر الى الشمس التى اسماها بشمس العروبة وحينما التفت له وجدته
قد غادر المكان
علمت انه ارادنى ان اظل وحدى فترة لأراجع نفسى وانظر الى شمسنا
ظللت واقفة حتى غربت الشمس العادية لكن شمس العروبة لم تغرب
شمس العروبة لم تغب
صحيح اننى اراها فى اااااااااااخر السماء كأنها مخذولة تخشى الاقتراب
لكنها لم تغرب ولم تغب
وجدت القمر بدرا وينظر لى فى حنان
سألته مندهشة "لماذا لم تغيب الشمس؟ كيف يتفق وجود الشمس والقمر؟"
قال فى حزم وفخر"شمس العروبة لا تغيب"
قلت بصوت خافت "عندك حق شمس العروبة لا تغيب"
ثم صرخت"شمس العروبة لا تغيب"