اللبن المغشوش في مصر.............. أخطار
عديدة تواجهها صحة المصريين والسبب التلوث الذي وصل إلي كل شيء نتناوله..
ومؤخرا أثيرت قضية تلوث الألبان ووجود بعض الأنواع المخلوطة بزهرة الغسيل
والكلور وبودرة السيراميك.
«الوطني اليوم» رصدت هذه القضية الخطيرة من أجل الوصول إلي الحقيقة، واستطلعت آراء عدد من المسئولين والمتخصصين.
يقول عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمي لوزير الصحة: إن هذه المخالفات لا
تحدث إلا في أماكن ومعامل تحت «بير السلم» التي يصعب رصدها ومتابعتها علي
الرغم من وجود جهات كثيرة تشترك مع إدارة مراقبة الأغذية بالوزارة في
مراقبة جميع أنواع المحال المعتمدة والمخازن والمستودعات ومصانع المواد
الغذائية بالإضافة لمراقبة الباعة الجائلين الذين يوزعون اللبن علي
المنازل وهم حوالي 15 ألفا في القاهرة وحدها وهذا معناه أن الرقابة ليست
سهلة ولهذا لابد من توحيد جهات الرقابة في جهاز واحد أوهيئة للغذاء بدلا
من تشتيت المسئولية، فضلا عن ضرورة توعية المواطنين بأهمية شراء عبوات
محكمة التغليف لأنها تقع تحت إشراف طبي.
وعن إضافة بعض المواد للألبان لزيادة كميتها يقول د. عبدالرحمن شاهين: إن
مفتشي الأغذية يقومون بأخذ العينات للكشف عن وجود أي مواد مضافة يتم علي
أساسها غلق المنشأة.. كما أن هناك ضوابط تضعها وزارة الصحة لمفتشي الأغذية
وهي المراقبة المستديمة علي محال بيع الأغذية والتأكد من وجود شهادات صحية
صادرة لكل العاملين في هذه المحال والتأكد من تطبيق الاشتراطات الصحية في
كل منشأة ومراقبة المستندات والأوراق الخاصة بالتراخيص بالإضافة للكشف
الدوري علي الباعة الجائلين والتأكد من عدم الإعلان عن أي منتج غذائي إلا
بموجب تصريح من وزارة الصحة.
ويضيف د. عبدالرحمن هناك جزاءات شديدة توقع علي بعض مفتشي الأغذية إذا ثبت
أنهم يقومون بممارسات غير شريفة وإن كان أغلبهم ملتزمين ويراعون ضمائرهم
فضلا عن أن وزارة الصحة من خلال إدارة مراقبة التغذية تقوم بعمليات
المتابعة وأخذ العينات وتحليلها لرصد أية مخالفات وذلك علي مستوي جميع
المحافظات.
ويقول د. عبدالعظيم عبدالرازق مدير عام إدارة الرقابة علي الأغذية:هناك
حوالي 6000 مفتش أغذية علي مستوي 27 محافظة وقضية الألبان المغشوشة
اكتشفتها الوزارة في شهر فبراير عام 2003 ، من خلال وجود حالتين مخالفتين
بمحلين بمحافظة الشرقية حيث أثبتت تحاليل العينات التي تم سحبها من
المحلين وجود مخالفات بهما وقد تكررت هذه الواقعة مع صاحب نفس المحل عام
2006 وتم إغلاق محله.
ويضيف د. عبدالعظيم: يتم بصفة دورية أخذ عينات عشوائية من الألبان
المعروضة بالمحال أو من الباعة الجائلين للتأكد من سلامتها وخلوها من أي
مواد مضافة لتيسير الأمور علي مفتشي الأغذية قامت المديريات التابعة
للوزارة بتخصيص وسائل نقل تقلهم لجميع المحافظات وإجراء تفتيش مفاجئ علي
أماكن تصنيع وتوزيع الألبان وأي مواد غذائية أخري.. والتفتيش يتم طبقا
للمنشأة وحجمها أو طبقا للشكاوي التي ترد للإدارة أو طبقا لحدث معين
بالسوق الذي تم المرور به أو قد يكون طبقا لنتائج التحاليل للعينات التي
تم سحبها، وفي حالة ثبوت مخالفة تتخذ الإجراءات القانونية ضد هذه المحال
ويتم ابلاغ النيابة لمنع نزول المنتج للسوق وتداوله ثم إعدامه بعد ذلك.
ويقول الدكتور محمود عمرو الرئيس السابق للمركز القومي للتسمم بجامعة
القاهرة: من خلال دراسة قمت بها اكتشفت أن هناك 500 ألف حالة تسمم من
الغذاء والدواء والألبان تحدث في مصر سنويا، والغريب أن ما بين 5و 20 ألفا
لا يتلقون أي علاج عندما يصابون بالتسمم ويتم مقاومة التسمم ذاتيا إذا كان
المصاب شابا ولديه مناعة قوية لمقاومة التسمم ولكن هذا النوع من التسمم
الذي يقاوم دون علاج قد يكون أخطر علي المصاب حيث يكون تسمم امزمنا ولكن
غير حاد، أي أن الأعراض قد تكون محتملة ومن الممكن تجاهلها وتحملها، ولكن
يحدث ترسب للمواد السامة في الجسم ومع الوقت وتكرار التعرض للمواد المسببة
للتسمم سواء طعاما أو دواء أو ماء ملوثا تؤدي في النهاية إلي فشل كلوي أو
كبدي أو هبوط حاد ومفاجئ في القلب أو حتي الإصابة بأنواع السرطانات
المختلفة، هذا بالنسبة للحالات التي لا تذهب إلي المستشفيات لعلاج، أما
باقي الحالات التي تذهب لتلقي العلاج فهناك مشكلة أكبر تتخلص في عدم
التشخيص الصحيح لحالات التسمم وتشخيصها علي أنها أمراض أخري، لذلك يجب
تدريب أطباء الاستقبال بشكل خاص علي أساليب التشخيص الصحيحة لحالات
التسمم، علما بأن الاهمال في علاج حالات التسمم أو اهمال العلاج قد يكلف
الدولة أموالا مضاعفة.
ويقول الدكتور طارق رضا خبير التغذية بالمعهد القومي للتغذية إن الغذاء هو
أكثر أسباب حدوث التسمم حيث يحدث التسمم الغذائي نتيجة تناول طعام أو شراب
يحتوي علي بكتيريا ضارة وبكميات تؤدي للتسمم وفي كثير من الأحوال يتناول
الشخص أطعمة تحتوي علي بكتيريا ضارة تؤدي إلي التسمم ولكن بشكل غير حاد
ولكن علي المدي البعيد تؤدي إلي إصابة الشخص بأمراض خطيرة ومن أهم الأغذية
التي تحدث تسمم اللبن ومنتجاته والتي يتم بيعها بطرق لا تحدث في أي دولة
في العالم إلا في مصر، وذلك عن طريق بيع اللبن غير المعبأ مما يعرضه
للكثير من الأمراض وذلك بخلاف أساليب الغش والمواد الضارة التي يتم
إضافتها للبن والأجبان لزيادة الوزن وتحسين الطعم واللون، وتستطيع ربة
البيت معرفة اللبن الملوث أو المغشوش من رائحته وتغير طعمه أو لونه إلي
جانب متابعة اللبن عند الغليان والنظر إلي الترسيبات التي تنتج في قاع
إناء غلي اللبن ولتجنب هذا الخطر يجب علي ربة البيت شراء منتجات معبأة
ومعلومة المصدر.
ويقول صفوان ثابت رئيس مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية: 55% من الألبان
المتداولة بالسوق المصري مجنسة، أي غير طبيعية ويتم صناعتها بمواد نباتية
صناعية، وتدخل في صنع الجبن ومعظمها يحمل الكثير من بكتيريا البروسله التي
تؤدي إلي الأمراض البكتيرية الخطيرة علي الإنسان كما أن هناك أكثر من
125000 شخص يقومون ببيع اللبن في شوارع مصر بشكل غير معلن وغير قانوني ولا
يخضعون لأي إشراف أو رقابة ونظرا للحالة الاقتصادية فالناس تلجأ لشراء
السلع الرخيصة مهما كان الضرر الذي تحمله هذه المنتجات، كما توجد مصانع
«بير السلم» لإنتاج أنواع الجبن المختلفة وتحمل علامات تجارية لشركات
كبيرة، وهذا يعد مرضا مزمنا يكفي أن نعلم أن 80% من الغذاء الذي تتناوله
يتم عن طريق هذه المصانع.
ربنا يستر علينا.................
حسبي الله ونعم الوكيل.......................