ماذا حدث بين العضوين ؟؟؟!!!
و مَن هما ؟؟؟؟؟!!
الجميع يتساءل ولا أحد يعلم الاجابة
في انتظار حضور المتهمين المستوقفين
وأخيرا ظهرا إنهما " العقل " و " القلب " !!!
نعم العضوين المستوقفين هما " العقل " و " القلب "
سألت النفس بأيهما نبدأ الاستجواب ؟؟؟!!
فأسرع العقل قائلا :-
أنا بالطبع لأن الله سبحانه وتعالي فضَّل الانسان
بي علي سائر مخلوقاته .
ولم يستطع القلب الاجابة مكتفيا
بحزنه الدفين منذ سنين داخله
فعادت النفس للسؤال موجهة إياه الي قلب
ما رأيك قلب ؟؟ هل نبدأ بالعقل ؟؟؟!!
فأجاب في هدوء أشبه بالانكسار : كما تشائين
وجهت سؤالها هذه المرة الي العقل وسألته :-
قص علينا ما الذي حدث " عقل " بينك وبين " قلب "
ولماذا تشاجرتما ؟؟؟؟!!
أجاب العقل :- ما حدث يطول شرحه فهلا أعرتموني
اهتمامكم وأرجو ألا يقاطعني أحد .
أجابت النفس : تفضل علي الرحب والسعة كلنا نعيرك
اهتمامنا وكل الحواس ترغب في معرفة ما حدث ،،،
وشرع في قص ما حدث ،،،
العقل : ما حدث هو الآتي ...
هذه الفتاة التي تمتلكنا جميعنا معذبة
وسبب عذابها هذا القلب
الكل تعلو ملامحه الدهشة وفي صوت واحد
صرخوا : أووووه
قال العقل : رجاءا أنصتوا حتي النهاية
واستطرد في سرد الحكاية : منذ نعومة أظفارها
و" قلبها " يسوقها لأشياء غريبة
تستهويها فكرة التفاني في العطاء والجزل بلا حساب .
و مرارا وتكرارا نبهت " القلب " بأن هذا خطا فادح
ونتيجته لن تعود عواقبها الوخيمة عليه وحده
بل علينا جميعا
حتي جاء يوم كان عليها أن تستمع فيه الي ندائي
نداء " العقل " وتوسلاته إلا أنها وكالمعتاد
آثرت الاستماع ل" قلبها " رغم كل الحجج والبراهين
أفكار متضاربة وهواجس متسارعة أطلت برؤوسها من كل تلافيف المخ إلا أنها استمعت ل" قلب "
فهي تحب والحب سيد الموقف
والرأي الأول والخير ل" قلبها "
واتبعته و ليتها ما فعلت
فما كانت النتيجة إلا ما هي عليه الآن
وكلكم تعلمون الحال التي وصلت إليها
سواء الصحية أو النفسية
أجاب الجميع في أسف : نعم
العقل : يؤسفني جدا ما وصلت إليه حالها ولكن
إذا فكرت في إعادة الكرة أليس من واجبي ايقافها ؟؟؟؟!!
أجاب الجميع : نعم
هنا أعترض " القلب "
قائلا : ولكن إذا حكمنا علي حبها الجديد
بخطأ ارتكبه السابق سيكون ظلما فادحا للفتاة والفتي
لماذا نحكم علي انسان لم نر منه شيء سيء حتي الآن ؟؟؟!!
ولم نعهده إلا متفانيا في اخلاصه في كل شيء
لماذا نعاقبه علي ذنب لم يرتكبه هو ؟؟؟!!
تردد الحضور في الاجابة
فمنهم مَن يوافق ومنهم مَن يعترض .
هنا بدأ النقاش بين " العقل " و " القلب "
وهذه هي النقطة التي أوصلتهما الي الاحتداد
علي بعضهما البعض والتراشق بالاتهامات .
تدخلت النفس قائلة : علمت ما حدث بينكما ولكن
بالله كيف لكما أن تحتدا علي بعضكما البعض
وأنتما بجسد واحد وروح واحدة
أجابا في وقت واحد : نعتذر ولكن هو مَن بدأ
العقل : دائما ما يوقعها في براثن مَن لا يرحم
القلب : العطاء لديها لا حدود له فكيف أمنعها
إنها مخلصة حتي النهاية
العقل : ذكّرتها كثيرا بالأخطاء السابقة حتي لا تعيدها
ولكنها تصر علي اجابة القلب
القلب : الحب داخلها لا ينضب ورغم كل الجروح
مازالت تحتفظ بروح الوفاء
العقل : كفي إدماءا لذاتك ولها
القلب : الأمر ليس بيدي صدقني . إنها أقدار
العقل مرددا : أقدار
أطرق برهة ثم قال : آسف يا صاح .
فرغم أن ربي فضل الانسان بي علي سائر المخلوقات
إلا أني لم أدرك هذه الحقيقة حقا هي أقدار
أعتذر للجميع وأعدكم ألا أعود وأتفاخر
بينكم بما ميز الله سبحانه وتعالي به الانسان
ليس العقل فقط بل التراحم الذي ينبع من القلب
الحب الذي يبعث الحياة في كل ما حولنا
أعتذر للجميع فما كنت إلا مغترا مغيبا عن الحقيقة
القلب : بل أنت يا صاح إقبل العذر مني ولننس ما مضي
ولكن سويا يد واحدة للمحافظة علي ما تبقي
من عمر الفتاة لتعيشه في سعادة وهناء ونحن معها
العقل : أنت تفكر يا صاح بشكل أفضل مني
فلتكن أحرص منها عليها عدني يا قلب
أن تحتاط لما هو آت
القلب : ما هو آت في علم الغيب فدع كل شيء
يسير بمشيئة الله تعالي ولنأمل أن يكن خيرا
أنا لن أتعجل الحب وأنت لا تتعجل الحكم بالفشل
العقل : ونعم بالله إنه قادر علي علي كل شيء .
اللهم أسعد هذه الفتاة وخلصني من شتات أفكاري
وأرزقها خيرا مما كان
الجميع مرددين : آمين
النفس : هكذا عهدتكم دائما .
عقل يملك قلبا رحيما مسامحا ، وقلب يمتلك
عقلا حكيما متدبرا
وتصافح الجميع و تعاهدوا علي أن تبقي الفتاة
مرتاحة البال صافية النفس
رغم كل ما تلاقيه من قسوة ومجافاة
وعذاب و أفكار شيطانية وهواجس وشكوك .
لكنها بالعقل والقلب وسائر الأعضاء مجتمعة
وبمَن امتلك كل كيانها علي رأسهم
استطاعت اجتياز
كل ما مرت به من جراح وكل ما سيأتي
وهي تعلم تمام العلم
أنها حياة مرسومة لها لتسير بطريقها
في عطاء وحب واخلاص
وتفاني حتي النهاية
كانت فتاة معذبة
كانت فتاة مشتتة
كانت فتاة تقتلها الهواجس
وتمزقها الآلام
حتي دخل حياتها
وأخرجها مما كانت فيه
من دائرة الوهم والعذاب
إلي دنيا الأمل والسعادة
كنت هنا
كنت أنا