وردة الزمان عضو ملكي
عدد الرسائل : 10094 العمر : 31 العمل/الترفيه : طالبة المزاج : عادية نشاط العضو : الدوله : sms : شمعة الحب
طفتها خفوق الليالى
والسعادة مع الذكرى
فى زمان بخيل الأوسمه : الشهره : 28 تاريخ التسجيل : 26/08/2009
| موضوع: اين دور الام ياشعرؤنا الكرام؟ الجمعة 18 ديسمبر 2009 - 12:12 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم (يُروى أنه كان هناك عشيق يهوى فتاته بأشد ما يهوى الرجال النساء. وذات مرة طلبت منه عشيقته أن يقتل أمه ويحضر قلبها ! فلم يستطع رفض طلبها لشدة حبه لها. وعندما قتل أمه ونزع قلبها أتجه إلى عشيقته وفي أثناء الطريق أخذه اللوم على ذنبه فأراد أن يقتل نفسه. فنطق قلب أمه وهو في يده يا بني لا تقتلني مرتين!) هكذا قال الراوي في رواية خيالية توضح لنا مقدار حب الأم وأن بمقدورها أن تموت من أجل تحقيق رغبة أبنها ولكنها لا تستطيع أن تموت حزناً على فلذة كبدها.
سابقاً كان الشعر في المجتمع العربي هو الصحافة وهو وسائل الإعلام والحرب النفسية بين القبائل وكان الكل يخشى هجو الشعراء. حالياً أصبح الشعر للنعرات القبلية والعشيقة فقط وعندما نسمع بشاعر صاعد نعلم إن هناك عشيقة جديدة أو قبيلة تنتظر الظهور على لسان ذلك الشاعر وكأن المجد بالكلام وما ينطقه اللسان فما أصبر اللسنة الشعراء عليهم وما أصبر مسامعنا على أقوالهم بدون أفعالهم. سابقاً كان للكُتاب دور هام في توظيف النصوص. حالياً أستبدل الكُتاب بالشعراء. ومن هنا يقع عتبنا على الشعراء. لماذا لا يثرون دواوينهم بقصائد عن الأم ؟ أنا لو كنت شاعر سأسخّر شعري للأم !
أحمد الله أني لم أكن ممن يقولون ما لا يفعلون وفي كل وادٍ يهيمون ! نحن لا نعترض على هيامهم في الأودية طالما أنها صفة وصفهم الله بها. ولكنا نعترض على توجههم للعشيقة بدل الأم بل على الشعر الذي أتجه إلى حب السفح وتتلذذ بذكره وتناسى دور الأم العظيم الذي يستحق الحب والحنان والبوح.
الأم هذا المخلوق المحبوب لدينا المأمورين بإكرامها والإحسان إليها ! وهي من أوصانا الرسول بصحبتها! فأن أردت حب فستجد الحب وإن أردت حنان فستجد ذلك! أنا أجزم إنه مهما أحببك حبيبك أو أحببته لا يمكن أن يصل إلى مقدار حب الأم لفلذة كبدها ! رحمة لك وهي جزء من مائة رحمة ! ولا أنقص دور كُتاب الخواطر والقصائد النبطية. فهم لا يألون جهداً في أكرام الحبيبة على الأم ! ونحن نعلم إن حق الأم ليس بالكلام فقط وطالما أنه مجرد كلام وأقوال بدون أفعال فالمعشوقة هي أجدر بالقول دون فعل إما الأم فحقها بالأفعال ولكن متابعة العامة أصبحت للشاعر أكثر من كُاتب الرواية وهذا ما جعنا نطلب من الشعراء تحفيز دور الأم لتكن بعد ذلك ثقافة لنا ننتهجها وتنتهجها الأجيال القادمة.
عجباً ! كيف تدعي أيها الشاعر الحكمة والبيان وحكمتك جعلتك تنهج ما يخالف عقيدتك ؟ فالمعشوقة أضاعت الأندلس والمعشوقة أضاعت القيم الإسلامية والمعشوقة ربما تدفع بك إلى السفح والزنا وبالتالي إلى عذاب من الله إما الأم فالجنة تحت أقدامها كما ذكر لنا رسول هذه الأمة صلى الله عليه وسلم . وما يزيد عجبنا عجب وما يجعلنا لا نستطيع استثناء شاعر واحد من وصف الله لهم أنهم يقولون ما يفعلون هو عندما نناقشهم في سبب تحويل شعرهم للعشيقة يدّعون أنه للزوجة وعندما نقرا شعرهم نجد فيه الفراق والبين والعذاب وشعرهم يدل على عدم الوصول إلى العشيقة. فهل يعقل أن تكون الزوجة بهذا البعد عن زوجها الشاعر حتى يقصد فيها ما لا يعقل ولا يصدق ؟ فأقول لمن يثرون هذا الصرح هنا خاصة. أقلامكم خير خادم لمن يستحق الخدمة. لا أعارض القصائد الأخرى ولكن يجب أن يكون حق الأم هو الأكثر من حيث النسبة والتناسب. مع أننا لم نطلب تحفيز دور الأب الذي لا يتناوله شعركم سوى بالرثاء بعد موته ولم نطلب تحفيز دور الأخت والأقارب من صلة الرحم ولم نطلب أحلال الأمة الإسلامية بدل القبيلة في الشعر. بل حصرنا طلبنا على الأم فقط كما حُصر شِعركم على الحبيبة فقط. وثقوا أننا في انتظار ما تبوح به مشاعركم تجاه الأم.
| |
|