قصيدة \ مصر الحنين

يامِصْرُ إنى عاشِقٌ بجُنونِ...............فى مصرَ وردٌ نابت بحَنينى
هُنا كتاباتٌ أنا أبْدَعتُها...................قلبى هُنا غنَّى بصوْتِ أنينى
هنا حبيبٌ كان يسْرى فى دمى..........أشْواقُه غَرِقتْ بدمعِ عُيونى
جُدْران منْزِلنا العتيقُ أُحبُّها..............وتُحبُّنى وبها رسمتُ شُجونى
ذاتُ العيونْ الخضرْ كُنت أُحبها .........كالطيرِ تعشقُ زهرةَ اللَّيْمُونِ
القطْ "كارْلو"كان يُؤنِسُ وحْشتى.......أخبرْتُه بغرامىَ المكْنونِ
وشُجيْرةُ الرُمَّانِ كنتُ عَلوتُها ............ونقشْتُ وجْهَ حبيبتى بغصونِ
ومضَى حمامٌ كان يسكنُ بيْتَنا.............لماَّ أتى العُمْرانُ فرََّ بدونى
فى ساحةِ البيتِ العتيقِ فطالما..........غرِقتْ بأمطارِ الشِّتا تعْلونى
يا مصرُ يا أُنْشودةً غنَّيْتُها...............يا لحْنَ عُصفورٍ وطعمَ التِّينِ
أحْبَبْتُ ألف جميلةٍ مصريةٍ..............فالشوقُ من أقْداحِهِ يَسْقينى
أطْلالُ بيْتٍ كنتُ أصعدُها انا..............وحبيبتى والطيرُ فى تلْحينِ
علَّمتُ أصْحابى ترانيمَ الهوى...........فالحُبُّ فى اسْتِنْزافِهِ يُدْمينى
أبْدعتُ رومانْسِيَّةً فوَّاحةً................يارُبَّ رومانْسِيَّة تُحْيِينى!
يا أيُّها الشِّعر اسْقِنى فى غُربَتى........أوَ مِنْ شَرابِ الوَرْدِ هلْ تُسْقينى؟!!
دَرََّسْتُ فنَّ العِشْقِ فى أضوائِهِ..........وركضْتُ فى الاشْعارِ كالمجْنونِ
شَيْماءُ هلاَّ تلْعَبِينَ مَعى..................إنَّ العُيون الخُضْرقدْ قَتَلونى
ضحِكاتُ"ماهر"فى النَّواصْرَةِ طالما....يتْلو الضُّحى فى خُلْوَةٍ بيَمِينِ
وهُنا "فُؤاد"بالعباءةِ جالساً.............فتَراهُ ليْثاً يحْتَمى بعَرينِ
سُجَّادَةٌ بالبوصِ كنتُ صنعتُها...........وسجَدْتُ فوق رحيقِها بجَبينى
ونباتُ صبَّارٍ أنا روَّيْتُه...................بالدَّمْعِ مِن سَفَحاتِ قلْبِ حزينِ
وعلى ضَريح"العمِّ ماهِر"قد وقفتُ.....ودمعتى سقتْ القُبورَ مَعِينى
يا مِصْرُ أنتِ مَنارة الإِسلامِ يا...........أملاً بِظهْرِ سفينةِ المَأْمونِ
هذا أَنينُكِ إنَّنى مَيَّزْتُهُ....................قد كان يُعزَفُ مِنْ على حِطِّينِ
هوَ ذلك الجلاَّدُ هتَّكَ فرْجَكى.............جَلَدَ الأُبَاةُ بِكى بكلِّ مُجونِ
هَذى العِصابَةُ إنَّها اخْتَطَفتْ بَنوكى.....زعِيمُها ذِئْبٌ ولا فِرْعونِ
أنيابهُ و كِلابِهُ بوضاعَةٍ...........يحْمونَ سُلْطاناً لهُ مَلعونِ
صلَبوكِ يا مصر الأبِيَّةَ عارِيَةْ...........قدْ جمَّعوا مالاً ولا قَارونِ
منْ هَرَّبوا ثَرَوَاتَ مِصْر ومنْ هُمُ........ سَرقُوكِ مِلْيُوناً وَرا مِلْيونِ؟
هو ذلك الذِئْبُ الَّذى حَرَقَ الثِّمارَ........مُمَزِّقاً شُرْيانَ قلْبَ الدِّينِ
يا مِصْرُ يا حُورِيَّةً غازلْتُها..............أبْدَعْتُ فيها الشِّعْرَ دونَ سُكونِ
لمْ يَبْقَ فِيكِ مُناضِلاً إلا الذى...........قد ثَارَ بالإيمانِ فى تَبْيِينِ
نَادَيتُ فى اللَيلِ الطويلِ كَواكِبا..........ساألتُها عن جيشِ هارونِ
أَيُطِلُّ صَقْرُ النِّيلِ من طَيرانِه............بِوُرَيْقةٍ فى القُدْسِ مِن زَيْتُونِ
وبٍِزَهرةٍ كتب النَّدى من فوْقِها.......... إسمَ النبىِّ محمدٍ مَيْمونِ
صَاروخُ قسَّامٍ رأيتُ بظِلِّهِ...............تِبْيانُ ربِّ ذا بنصرِ مُبينِ
مصرٌ أنا أحْميكِ من غدْرِ العِدا........أرويكِ شعراً من سماءِ جُفونى
شعر \ محمد هشام

yslamo habibti